
عربي
استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأربعاء، السفراء الأوروبيين لديها للاحتجاج على ما وصفته بـ"طرح ادعاءات تدخلية" قالت إنها وردت في البيان المشترك لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، من بينها دعم موقف الإمارات بشأن 3 جزر، وكذا "التدخل في الشؤون الدفاعية الإيرانية"، فضلًا عن "الأكاذيب المتعلقة بالملف النووي الإيراني".
وأكّد نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، خلال لقائه السفراء، "السيادة المطلقة والدائمة لإيران على الجزر الإيرانية طنب الكبرى، وطنب الصغرى وأبو موسى، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها الخاضعة للسيادة"، وفق قوله، معتبرًا أن دعم الاتحاد الأوروبي لموقف الإمارات بشأن هذه الجزر "يُعد انتهاكًا لمبدأ احترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي للدول"، ومُدينًا بشدة المواقف السياسية "ذات النزعة المتحيزة" الصادرة عن الاتحاد الأوروبي.
وعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي اجتماعهم الوزاري التاسع والعشرين، أمس الأول الاثنين في الكويت، ودعوا في بيانهم الختامي إيران إلى "إنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، مشددين على أنه "يُشكل انتهاكاً لسيادة الإمارات ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة". وأكد البيان دعم التسوية السلمية "لهذا النزاع من خلال المفاوضات الثنائية أو إحالة الأمر إلى محكمة العدل الدولية".
من جهة أخرى، رأى تخت روانجي أن الادعاءات المتعلقة بالملف الصاروخي الإيراني "تمثل تدخّلًا سافرًا في الشؤون الداخلية" للبلاد، رافضًا ما وصفها بـ"الروايات المضللة والمبالغ فيها" حول برنامج إيران الصاروخي. وقال إن القدرات الدفاعية المحلية، بما فيها القدرات الصاروخية، تُعد "جزءًا من الحق الطبيعي لإيران في الدفاع عن نفسها، وضمانًا للاستقرار والأمن في المنطقة".
وانتقد تخت روانجي بشدة "نقض العهود وسوء الأداء والنيات غير الحسنة" لدى الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي (فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا) في المسارات الدبلوماسية المتعلقة بالملف النووي، موضحًا أن "الاتحاد الأوروبي، بصفته منسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، وهذه الدول الثلاث، بالإضافة إلى تقصيرها في تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق، قد أساءت استخدام آلية فضّ النزاعات المقررة في الاتفاق، ما تسبب في تعطيل وإفشال الدبلوماسية، وبالتالي عليها أن تتحمل مسؤولية أدائها المُعطّل بدلًا من تكرار الادعاءات النمطية والمغلوطة تمامًا بشأن البرنامج النووي الإيراني".
إلى ذلك، قال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، اليوم الأربعاء، إنّ "الصهاينة في معظم أنحاء العالم فقدوا هدوءهم جرّاء خشيتهم من ردود فعل الشعوب"، مشيرًا إلى أنّ "تفاؤل سكان الأراضي المحتلة بالأمن والاقتصاد والتماسك الاجتماعي تراجع إلى نسب حرجة لا تتجاوز الثلث". وأوضح أنّ الإحصاءات الرسمية تُظهر أنّ معدّل الهجرة المعاكسة من فلسطين المحتلة يفوق بثلاثة أضعاف معدّل الهجرة إليها، مؤكّدًا أنّ "حركة حماس لم تُستأصل، بل باتت تفرض شروطها على الكيان الصهيوني".
وأضاف أن "هذا الكيان، الذي كان يسعى للتطبيع، تحوّل إلى الخطر الأساسي في المنطقة"، مشيراً إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "مهما حاول عبر حملات الحرب النفسية التغطية على أزمة بقاء الكيان، لا يستطيع حجب الحقيقة". وبيّن أن "حدود جغرافيا المقاومة اليوم لا تتوقف عند غزّة، وصنعاء، وبيروت، بل تمتد حتى سيدني، وبرلين، وبرشلونة، ومدريد، ولندن، وأمستردام، وتورونتو، والجامعات الأميركية، وأنّ أقلّ أشكال المقاطعة للكيان الإسرائيلي باتت شاملة في العالم، فيما يُجسّد أسطول الصمود العالمي رمزًا لهذا الانتشار".
من جهته، قال قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد باكبور، اليوم الأربعاء، إنّ "أيّ خطأ في الحسابات من قبل العدو" في منطقة الخليج، أو مضيق هرمز، أو الجزر الإيرانية، "سيُواجَه بردّ حاسم، فوري، ساحق، ويَحمل طابعًا رادعًا يجعل المعتدي نادمًا على فعلته". واعتبر باكبور في اليوم الوطني للبحرية الإيرانية أنّ القوّة البحرية التابعة للحرس الثوري في الوقت الراهن "لا تمثّل فقط ضمانة للأمن الوطني والإقليمي للجمهورية الإسلامية، بل تُعدّ أيضًا ركيزة تأسيس نظام بحري عالمي جديد يقوم على العدالة، والاقتدار، واستقلال الشعوب"، وفق تعبيره.

أخبار ذات صلة.

الشرع وزيارة الضرورة
العربي الجديد
منذ 9 دقائق