رؤساء البرلمانات الداعمة لفلسطين يبحثون في إسطنبول هيكلة المجموعة
Arab
1 day ago
share

بحث رؤساء مجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين، أمس الجمعة، خلال اجتماع الطاولة المستديرة في إسطنبول، هيكلة المجموعة واعتماد نص إعلان مشترك. وتتكون المجموعة من برلمانات 13 دولة داعمة لفلسطين، وتهدف لأن تكون منصة للتعاون والتشاور بشأن القضية الفلسطينية.

وحضر الاجتماع إلى جانب رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، كل من رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، ورئيس مجلس الشورى القطري حسن بن عبد الله الغانم، ورئيس المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة صقر غباش، ورئيس الجمعية الوطنية الباكستانية سردار أياز صادق. كما حضره أيضاً رئيس مجلس النواب الماليزي جوهاري بن عبدول، ورئيسة مجلس النواب الإندونيسي بوان مهراني، ورئيس الجمعية الوطنية السنغالية الحاج مالك نداي، ورئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، ورئيس مجلس النواب البحريني أحمد المسلم، ونائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري حماد أيوب، ونائب رئيس البرلمان الأذربيجاني علي أحمدوف، ونائب رئيس مجلس النواب المصري أحمد سعد الدين. وتبادل المجتمعون الآراء حول هيكلة المجموعة وطريقة عملها واعتماد نص إعلان مشترك.

وأشار قورتولموش، إلى أهمية نجاح المجموعة في عقد أول اجتماع لها، معربًا عن شكره لرؤساء ونواب رؤساء البرلمانات على مشاركتهم. وأكد قورتولموش، أن البرلمانات، بصفتها ممثلة ومتحدثة باسم الشعوب، ستواصل دعمها للشعب الفلسطيني الشقيق ومعارضتها للظلم الإسرائيلي.

وقال إن أنقرة أرادت من خلال عقد الاجتماع الأول لمجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين، تحويل قضية فلسطين إلى مسألة يدعمها الضمير العالمي. وأضاف، في تصريح للصحافيين، عقب الاجتماع الذي شارك فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا تبذل جهوداً كبيرة من أجل دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.

وأشار إلى أن أنشطة الدبلوماسية البرلمانية أصبحت أداة مهمة في العلاقات الدولية، وأنهم كانوا على تواصل وثيق مع الدول التي تدعم فلسطين في المنصات الدولية. وأضاف: "منذ مدة قصيرة، أردنا عقد اجتماع مع عدد من الدول كخطوة أولى لتأسيس مجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين. لم تعد قضية فلسطين تخص الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين فقط، بل أصبحت قضية مشتركة لكل البشرية".

وأردف: "لهذا السبب، أردنا أن نجري أول اجتماع مع مجموعة من برلمانات الدول المهتمة إلى جانب الدول الإسلامية. هذه مجرد بداية". وأوضح أن مرحلة نضال سياسي وفكري قوية وطويلة الأمد قد بدأت في إطار القضية الفلسطينية، وأنهم سيواصلون هذا النضال بكل جد لوقف عدوان إسرائيل، ولتعزيز مكانة القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن رؤساء البرلمانات الذين حضروا الاجتماع عبروا عن رغبتهم في تحويل هذه المنصة إلى منصة دائمة وزيادة عدد الدول المشاركة. وأعرب قورتولموش عن أمله أن تصبح هذه المنصة داعماً دائماً للقضية الفلسطينية، وأن تتحول إلى منصة دولية ذات تأثير كبير في العالم. وشدد على أن "هذه الجبهة الإنسانية القوية، التي تتكون من أناس في جميع أنحاء العالم يقدمون دعما غير مشروط لفلسطين بغض النظر عن دينهم أو مذهبهم أو توجهاتهم، ستقضي على أحلام النظام الصهيوني، وستنتصر على عدوانيته".

وتتكون المجموعة، التي عقدت أول اجتماع لها في إسطنبول، من برلمانات 13 دولة داعمة لفلسطين، وتهدف لأن تكون منصة للتعاون والتشاور بشأن القضية الفلسطينية.

أردوغان: الدفاع عن قضية فلسطين دفاع عن الإنسانية والسلام والعدالة

من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، أن الدفاع عن القضية الفلسطينية يعد دفاعاً عن الإنسانية والسلام والعدالة. وأضاف خلال كلمة ألقاها في الاجتماع ذاته: "الدفاع عن القضية الفلسطينية ليس مجرد دفاع عن شعب مظلوم بل هو دفاع عن الإنسانية والسلام والعدالة". وأشار إلى أن "القضية الفلسطينية هي قضية كرامة شعب يتعرض لشتى أنواع القمع والوحشية والمجازر منذ قرابة قرن".

وأضاف: "لا فرق بين نضال إخوتنا في غزة، وكفاح شعبنا من أجل الاستقلال قبل قرن ضد المحتلين. إن حركة المقاومة الفلسطينية، في نظرنا، هي حركة 'قوى وطنية'". وذكر الرئيس التركي أن الشعب الفلسطيني يخوض حركة نضال ضد دولة احتلال تتجاهل القانون الدولي منذ عقود.

وتابع: "الحكومة الإسرائيلية تقتل بجنون أشقاءنا الفلسطينيين أطفالاً ونساء ورضعا ومسنين". واستنكر صمت مؤسسات صحافية دولية حيال مقتل صحافيين وصمت مدافعين عن حقوق الإنسان إزاء مقتل أطفال في غزة على يد إسرائيل. واستهجن لا مبالاة المتشدقين بالحرية والحقوق والقانون وحرية الصحافة إزاء سياسة المجازر الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 18 شهراً.

ولفت الرئيس أردوغان إلى أن النظام العالمي الذي لا يقف إلى جانب المظلومين محكوم عليه بأن يصبح دمية بأيدي الظالمين. وأوضح أن القانون الدولي أصبح أداة لتعزيز سلطة الأقوياء بدلا من إقامة العدل. كما استنكر أردوغان صمت دول غربية تجاه الممارسات الإسرائيلية فيما تشهر سلاح الحظر مع أبسط الحوادث في دول أخرى. وقال إن الدول التي تلتزم الصمت حيال مقتل الفلسطينيين تحاول تبرير الإبادة الجماعية بوصم المقاومة في غزة بأنها "إرهاب".

من ناحية أخرى، أعرب أردوغان عن أسفه حيال عدم تمكن العالم الإسلامي من تحقيق المطلوب منه بشأن غزة. ودعا العالم الإسلامي وكل الشعوب إلى دعم النضال الذي يخوضه الفلسطينيون. كما دعا أصحاب الضمائر الحية والإسرائيليين "للتحرك ضد الكارثة" التي أوجدتها حكومتهم برئاسة بنيامين نتنياهو.

وقال: "أؤمن بأن مجتمعاً تعرض قبل 75 عاماً للمحرقة وللإبادة الجماعية، يرفع صوته الآن في وجه المجازر والإبادة والوحشية والجرائم المرتكبة في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية، ويُبدي ردّة فعل، ويقول لحكامه: "كفى". ووجه الرئيس أردوغان تحية إلى الشعب الفلسطيني "الذي جسد مفهوم العزة والكرامة" ولا سيما في غزة. وتابع: "أحيي باسم بلدي وشعبي، شعب فلسطين وإخوتنا في غزة الذين تجسدت فيهم قيم العزة والكرامة، وأترحم على أبناء فلسطين الأبطال الذين سقطوا شهداء وهم يدافعون عن وطنهم، وعلى شهدائنا".

وقال: "الهجمات التي تشنها إسرائيل على سورية ولبنان تكشف أن حكومة نتنياهو لا تريد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وذلك من خلال تأجيج الاختلافات العرقية والطائفية، تحاول منع استقرار سورية ولبنان. كما تسعى لنقل الصراعات إلى مناطق جديدة من خلال تحريض القوى الخارجية باستمرار".

واتهم الرئيس التركي، إسرائيل بأنها تلعب لعبة خطيرة من خلال تعاونها مع تنظيمات إرهابية. وأنها "لا تتصرف كدولة شرعية، بل كمنظمة خارجة عن السيطرة". وأضاف: "هذا الوضع لا يمكن أن يستمر. لا يمكن لإسرائيل أن تضمن أمنها من خلال زعزعة استقرار جيرانها".

وأشار أردوغان، إلى أن الحكومة الإسرائيلية تحاول القضاء على الأبرياء الذين لم تقتلهم بالقنابل بوقف المساعدات عنهم وتجويعهم وتعطيشهم وحرمانهم من الأدوية. وأردف: "سنواصل النضال بلا كلل أو ملل حتى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

وأكد أن أي مقترح يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم التي عاشوا فيها لآلاف السنين لا يحمل أي قيمة بالنسبة لتركيا. وزاد أردوغان: "يجب أن تنتهي حالة الجنون هذه التي تهدد دول المنطقة وتقلقها بأقرب وقت وإلا فإن هذه النار ستحرق قريبا مؤججيها". وشدد على أنّ تركيا كانت منذ اليوم الأول بين الدول التي عبّرت بأعلى صوت عن رفضها للإبادة الجماعية في غزة، واتخذت إجراءات ملموسة ضد إسرائيل من خلال وقف جميع التعاملات التجارية معها، ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.

وأكمل: "سنقدم كل ما في وسعنا من دعم ليتمكن الفلسطينيون من العيش بحرية في وطنهم الأم، وسنواصل الدفاع عن القضية الفلسطينية حتى لو بقينا وحدنا". وقال: "إسرائيل منذ 2 مارس (آذار الماضي) تُظهر وجهها القبيح مرة أخرى من خلال منع وصول المساعدات إلى غزة".

وأكد أردوغان، أن محاسبة السياسات الإسرائيلية المعادية للإنسانية أمام القانون الدولي تُعد من أبسط الواجبات تجاه عشرات الآلاف من الأطفال الذين قُتلوا بوحشية. وأردف: "كل جريمة تبقى بدون عقاب، تُغري مرتكبها بالمزيد من الإجرام. ومن هذا المنطلق، نولي أهمية كبيرة لقضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. ولضمان محاسبة إسرائيل قانونيًا، تقدمنا بطلب التدخل في القضية. وتواصل منظماتنا المدنية تقديم الوثائق والأدلة إلى المحكمة". وأضاف: "سنرى بإذن الله يومًا ما نتنياهو وعصابته الإجرامية يُحاكمون أمام المحاكم الدولية".

وأشار أردوغان، إلى تزايد الاقتحامات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى، قائلاً: "المتطرفون الصهاينة من دعاة الإبادة الجماعية يدخلون المسجد الأقصى تحت حماية مسلحة من قوات الأمن الإسرائيلية، ويستفزون المسلمين عمدًا". وشدد على أن الحرم القدسي، بما فيه المسجد الأقصى وقبة الصخرة، على مساحة 144 دونمًا (الدونم يساوي ألف متر مربع)، هو ملك للمسلمين فقط، وهو وحدة لا تتجزأ وأنّ تركيا لن تسمح لأحد بالمساس به.

وأوضح أردوغان، أن الأولوية في هذه المرحلة تتمثل في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار على الفور، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة دون انقطاع، وانسحاب قوات الاحتلال بالكامل من قطاع غزة. وأعرب عن أمله في أن تُسفر مفاوضات وقف إطلاق النار، التي تقودها قطر ومصر، عن نتائج في أقرب وقت ممكن.

وأكد الرئيس التركي أهمية البدء الفوري بأعمال إعادة الإعمار بمجرد تحقيق وقف إطلاق النار. وأشار إلى "أهمية الدعم الذي ستقدمه كل الدول الممثلة في هذا الاجتماع للخطة التي أعدت بقيادة مصر". وذكّر أردوغان بعقد اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بغزة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، الأسبوع الماضي، في إطار منتدى أنطاليا الدبلوماسي.

وقال: "من المؤكد أن الخطوات التي نتخذها على الصعيد السياسي لا يمكن أن تنجح دون دعم شعبي. وفي هذا الصدد، تقع على عاتق البرلمانات ورؤسائها الكرام مسؤوليات هامة في تأمين الدعم المجتمعي اللازم". وأعرب الرئيس التركي عن أمنياته بأن يكون اجتماع مجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين وسيلة للخير، مقدماً تحياته بهذه المناسبة لقادة الدول والحكومات، وللشعوب الصديقة والشقيقة الممثلة في الاجتماع.

(الأناضول، العربي الجديد)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows