Arab
أعلن رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية، اليوم الأحد، استشهاد القيادي العسكري في الحركة رائد سعد، وذلك في أول تأكيد رسمي من الحركة بنجاح عملية الاغتيال التي أعلنت إسرائيل تنفيذها عصر أمس السبت في مدينة غزة، فيما طالب حركة فتح والسلطة الفلسطينية إلى التوافق على برنامج عمل وطني مشترك، مؤكداً أن سلاح المقاومة "حق مشروع" وأنّ الحركة منفتحة على مقترحات تحافظ عليه.
وبالتزامن مع كلمة الحية في ذكرى انطلاقة حماس الـ38، شارك العشرات في تشييع جثمان سعد وثلاثة من مساعديه انطلاقاً من مجمع الشفاء الطبي بالمدينة المدمّرة. ووصف الحية الشهيد سعد بأنه "القائد العابد الزاهد الذي نذر حياته لدينه ووطنه، وجاهد في سبيل الله، فعاش مطارداً للاحتلال عشرات السنين، لم تفتر له عزيمة".
وأكدّ الحية في الكلمة المسجلة "الاستمرار في خطوات وقف الحرب وخاصة استكمال المرحلة الأولى التي تشمل إدخال المساعدات والمعدات اللازمة لتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والبنى التحتية، وفتح معبر رفح في الاتجاهين، وكذلك دخول المرحلة الثانية من أجل تحقيق الانسحاب الكامل للاحتلال والبدء في مشاريع الإعمار (...) والحركة ومعها الفصائل الوطنية متمسكة بالاتفاق".
وشدد على أنّ "حماس" ترفض كل مظاهر الوصاية والانتداب على الشعب الفلسطيني، وتؤكد ما توافقت عليه مع الفصائل الفلسطينية من القضايا الواردة في رؤية الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب لوقف الحرب، مشيراً إلى أنّ مهمة مجلس السلام هي رعاية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والتمويل والإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة. ودعا لتشكيل لجنة التكنوقراط لإدارة قطاع غزة من مستقلين فلسطينيين فوراً، مؤكداً جاهزية حماس لتسليمها الأعمال كاملة في كل المجالات وتسهيل مهامها.
وقال الحية إنّ مهمة القوات الدولية "يجب أن تقتصر على حفظ وقف إطلاق النار والفصل بين الجانبين على حدود قطاع غزة مع أراضينا المحتلة عام 1948 وألّا يكون لها أي مهام داخل القطاع أو التدخل في شؤونه الداخلية". وحول سلاح المقاومة، قال الحية: "نؤكد أن المقاومة وسلاحها حق مشروع كفلته القوانين الدولية لكل الشعوب تحت الاحتلال، ومرتبط بإقامة الدولة الفلسطينية، وإننا منفتحون لدراسة أيّ مقترحات تحافظ على هذا الحق مع ضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتقرير المصير لشعبنا الفلسطيني".
وأشار إلى أولويات حماس في المرحلة المقبلة وعلى رأسها "التحرك المكثف من أجل الإغاثة وإنهاء معاناة شعبنا في قطاع غزة، والعمل لتوفير مقوّمات الحياة الكريمة، ووضع حد للأزمات الإنسانية الناجمة عن حرب الإبادة، وحتّى لا تتكرر المأساة على أهلنا وشعبنا في غزة كما حدثت في المنخفض الأخير الذي ضرب غزة وفلسطين رغم ما بذلناه من جهود مع الوسطاء والجهات المختلفة". وذكر أنّ السلوك الإسرائيلي الميداني ومنع المساعدات "يهدّد بقاء الاتفاق صامداً"، داعياً الوسطاء وخاصة الضامن الأساسي الإدارة الأميركية والرئيس ترامب إلى ضرورة العمل على إلزام الاحتلال باحترام الاتفاق والالتزام بتنفيذه وعدم تعريضه للانهيار.
وشدد على الحرص على العمل المشترك مع القوى والفصائل الفلسطينية لتحقيق الوحدة الوطنية، والتحرك مع مختلف القوى والفصائل لبناء مرجعية وطنية جامعة، تسعى من أجل استعادة حقوقه وخاصة حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ودعا الحية "حركة فتح والسلطة الفلسطينية إلى كلمة سواء، والتوافق على برنامج عمل وطني مشترك، والعمل لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية والمشروع الوطني، وإعادة بنائها وفقاً للتفاهمات السابقة، وتفعيل برنامج الصمود والمقاومة الشاملة بأشكالها كافّة وفق الإمكانات المتاحة في الساحات المختلفة، وإعادة الاعتبار للحياة السياسية الفلسطينية عبر صندوق الانتخابات".
حماس: ملتزمون باتفاق وقف النار في غزة
إلى ذلك، جددت حركة حماس اليوم الأحد، التزامها بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مطالبة الوسطاء والإدارة الأميركية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي، وإلزام حكومته بتنفيذ بنود الاتفاق، وإدانة الخروقات الإسرائيلية المتواصلة والممنهجة له، وعبّرت في الوقت ذاته عن رفضها القاطع لكلّ أشكال الوصاية والانتداب على القطاع.
وقالت الحركة في بيان جاء في ذكرى الانطلاقة الـ38 للحركة، إن عملية "طوفان الأقصى" كانت "محطة شامخة في مسيرة شعبنا نحو الحرية والاستقلال، وستبقى معلماً راسخاً لبداية حقيقية لدحر الاحتلال وزواله عن أرضنا"، مشيرة إلى أن الاحتلال لم ينجح طوال عامين من الإبادة التي شنها على قطاع غزة إلا في الاستهداف "الإجرامي للمدنيين العزل، وللحياة المدنية الإنسانية"، مشددة على فشل الاحتلال في تحقيق ما وصفتها بـ"أهدافه العدوانية".
وفيما تطرق البيان إلى التزام الحركة بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، قال إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق الاتفاق يومياً بذرائع واهية للتهرب من استحقاقاته، وطالب الإدارة الأميركية بالوفاء بتعهداتها المعلنة والتزامها بمسار الاتفاق، والضغط على الاحتلال وإجباره على احترام وقف إطلاق النار، وفتح المعابر، خصوصاً معبر رفح في الاتجاهين، وتكثيف إدخال المساعدات.
كذلك عبّرت حركة حماس عن رفضها القاطع لكلّ أشكال الوصاية والانتداب على قطاع غزَّة و"أي شبر من الأراضي الفلسطينية"، وحذرت في هذا السياق من التساوق مع محاولات التهجير وإعادة هندسة القطاع وفقاً لمخططات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أنَّ "الشعب الفلسطيني وحده هو من يقرّر من يحكمه، وهو قادر على إدارة شؤونه بنفسه، ويمتلك الحقّ المشروع في الدفاع عن نفسه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
ودعت الأمة العربية والإسلامية إلى التحرّك العاجل وبذل كل الجهود والمقدّرات للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه وفتح المعابر وإدخال المساعدات، والتنفيذ الفوري لخطط الإغاثة والإيواء والإعمار، وتوفير متطلبات الحياة الإنسانية الطبيعية لأكثر من مليوني فلسطيني.
وبشأن جرائم الاحتلال، قالت الحركة إن الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة والقدس خلال عامي الإبادة "جرائم ممنهجة وموصوفة ولن تسقط بالتقادم، وعلى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية مواصلة ملاحقة الاحتلال وقادته المجرمين ومحاكمتهم ومنعهم من إفلاتهم من العقاب". وأكدت الحركة في ختام بيانها أن "مدينة القدس والمسجد الأقصى سيبقيان عنوان الصراع مع إسرائيل وأن مخططات التهويد والاستيطان لن تفلحا في طمس معالمهما".
