تحذير من "الانحدار إلى الاستبداد" في قطاع الأمن السيبراني الأميركي
Arab
2 days ago
share

حذّر مدير مختبر سيتيزن لاب الكندي (Citizen Lab)، إحدى أبرز المنظمات التي تُحقّق في انتهاكات برامج التجسس الحكومية، ممّا وصفه بـ"الانحدار الدراماتيكي نحو الاستبداد" في الولايات المتحدة، ودعا مجتمع الأمن السيبراني إلى عدم الوقوف موقف المتفرج، والمشاركة في الدفاع عن الديمقراطية والمؤسسات المدنية.

وجاءت تصريحات رون ديبرت قبل إلقائه كلمة رئيسية، أمس الأربعاء، في مؤتمر بلاك هات للأمن السيبراني الذي تستضيفه مدينة لاس فيغاس الأميركية، وهو من أبرز الفعاليات السنوية لخبراء المعلوماتية والأمن الرقمي حول العالم. وقال في مقابلة مع موقع تك كرانش إنه يخطط لمناقشة ما أسماه "اندماجاً متزايداً بين التكنولوجيا والفاشية"، معرباً عن قلقه من تواطؤ بعض شركات التكنولوجيا أو صمتها حيال ما يجري. وأضاف: "يجب أن يُدق ناقوس الخطر داخل مجتمع الأمن السيبراني. على الأقل، ليكون على دراية بما يحدث، إن لم يكن قادراً على وقفه، فعليه ألا يكون جزءاً منه".

وبحسب ديبرت، فإن قطاع الأمن السيبراني، الذي كان تاريخياً يتجنب التورط في السياسة، بات اليوم في قلب العاصفة السياسية الأميركية. فقد واجه عدد من كبار مسؤولي الأمن السيبراني ضغوطاً سياسية، كان أبرزهم المدير السابق لوكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية كريس كريبس، الذي أقاله الرئيس دونالد ترامب حينها بعد رفضه مزاعم تزوير الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

كما واجهت خليفته في المنصب نفسه جين إيسترلي "استبعاداً سياسياً" بعد إلغاء انضمامها إلى أكاديمية ويست بوينت العسكرية في يوليو/ تمّوز الماضي، ودعت بدورها مجتمع الأمن السيبراني إلى عدم الصمت. وكتبت عبر "لينكد إن": "إذا التزمنا الصمت عندما يُعاقب القادة ذوو الخبرة والنزاهة، فنحن لا نُخاطر فقط بمكانتنا، بل نُقوّض المؤسسات التي يفترض بنا حمايتها".

وعبّر ديبرت، الذي أصدر مؤخراً كتاب "مطاردة الظلال: التجسس الإلكتروني، والتخريب، والنضال العالمي من أجل الديمقراطية"، عن مخاوف مشابهة لإيسترلي، وقال: "أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة يجب أن ندرك فيها أن المشهد يتغير من حولنا، وأن المشاكل الأمنية التي نطرحها لأنفسنا قد تكون تافهة في ضوء السياق الأوسع وانعدام الأمن الذي يتفاقم في غياب الضوابط والتوازنات والرقابة المناسبة".

كما أشار إلى قلقه من تراجع اهتمام شركات كبرى مثل "ميتا" و"غوغل" و"آبل" بمكافحة برامج التجسس الحكومية، من خلال تفكيك فرق استخبارات التهديدات التابعة لها، وهي تتكون من باحثين أمنيين يتتبعون قراصنة الحكومة، سواء كانوا يعملون في وكالات حكومية أو شركات تجسس مثل "إن إس أو" و"براغون" الإسرائيليتين.

وكانت هذه الفرق مسؤولة عن اكتشاف عمليات الاختراق ضد مستخدميها، كما حدث عندما ضبط "واتساب" مجموعة "إن إس أو"، وهي تخترق حسابات أكثر من 1400 مستخدم في عام 2019، أو عندما ضبطت "آبل" قراصنة يستخدمون برامج تجسس حكومية لاستهداف عملائها وأبلغت ضحايا الهجمات.

وقال ديبرت: "نشهد فشلاً متزايداً في سوق الأمن السيبراني، لا سيما في ما يتعلق بحماية المجتمع المدني، الذي لا يمتلك عادةً موارد للتعامل مع الهجمات الرقمية". وشدد على أن المساهمة، حتى لو كانت تطوعية، من جانب خبراء الأمن السيبراني، باتت ضرورية لدعم الديمقراطيات حول العالم، في ظل ما وصفه بـ"غياب الضوابط والتوازنات، وتآكل الرقابة المؤسسية".

وختم ديبرت حديثه مع "تك كرانش" بالتحذير من أن استقلالية فرق استخبارات التهديدات داخل بعض الشركات الكبرى قد لا تستمر طويلاً، متسائلاً: "إلى متى ستبقى هذه الفرق محصنة؟".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows