
في الوقت الذي كانت فيه إسبانيا تحتفي بالأنباء التي تؤكد نيلها شرف استضافة نهائي كأس العالم 2030 على أرضية ملعب سانتياغو برنابيو، معقل نادي ريال مدريد، جاء ما لم يكن في الحسبان، بعد أن أعلنت مدينة ملقة رسمياً انسحابها من سباق استضافة نهائيات المونديال الذي سيُقام بالشراكة بين إسبانيا والبرتغال والمغرب، وهو ما جاء على لسان عمدة المدينة فرانسيسكو دي لا توري (82 عاماً) صباح اليوم السبت، والذي شدد على أن مصلحة نادي ملقة وجماهيره لها الأولوية في ظل الخلافات والضغوط المرتبطة بالبنية التحتية والتكلفة المالية للمشروع.
وكشفت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية، اليوم السبت، أن هذا القرار جاء بعد سلسلة من الخلافات والاعتراضات، أبرزها ما يتعلق بسعة الملعب المؤقت الذي كان من المفترض أن يستضيف مباريات الفريق خلال فترة أشغال التجديد في ملعب لا روساليدا، والذي لا يتجاوز عدد مقاعده 12500 متفرج، وهو أقل بكثير من عدد المشتركين الموسميين في النادي، الأمر الذي أثار موجة غضب كبيرة في الأوساط الجماهيرية. كما تعتبر التكلفة المالية الباهظة للمشروع، والمقدّرة بـ 270 مليون يورو، عاملاً رئيساً في اتخاذ القرار.
وقال دي لا توري: "بين المونديال والنادي، نختار النادي، نحن مع ملقة وجماهيره، إذا كان هذا المشروع سيسبب مشكلة للمشجعين، فلا جدوى من الاستمرار فيه". وأضاف أن القرار اتُخذ بعد مشاورات مع مجلس الإقليم، وحكومة الأندلس، وفيدرالية روابط المشجعين، مشدداً على أن حب المدينة وولاء سكانها للنادي هو الاعتبار الأهم.
وأكد عمدة ملقة أن الهدف من الترشح لاستضافة المونديال لم يكن إلا وسيلة لبناء ملعب جديد يليق بالمدينة، لكن إن كان الثمن هو الإضرار بمسيرة النادي أو وحدة جماهيره، فإننا نرفض ذلك، كما شدد على أن المدينة لا تحتاج كأس العالم لتُعرَف عالمياً، فهي تُعتبر بالفعل من أبرز المراكز السياحية والثقافية في أوروبا. هذا الانسحاب المفاجئ يفتح الباب أمام مدن إسبانية أخرى، مثل فالنسيا أو فيغو، للدخول مجدداً في قائمة المدن المرشحة لاستضافة مباريات كأس العالم 2030.

Related News

