
بالتوازي مع التصاعد الكبير في درجات الحرارة التي تخطت الخمسين درجة مئوية في عدد من محافظات العراق، أبدت مديرية الدفاع المدني في البلاد مخاوف من حرائق محتملة، فيما كشفت عن خطة استباقية للتصدي لها وتقليل الخسائر المحتملة، وسط دعوات لتعزيز إجراءات الوقاية والسلامة. وأشارت بيانات الإرصاد الجوي العراقية إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة بعموم المحافظات ابتداء من اليوم الأحد، وقد تمتد لأيام عدة.
وساهمت هذه الأجواء في زيادة عدد حوادث الحرائق بالمنازل والمتاجر والمباني المغلقة في مدن مختلفة خاصة العاصمة بغداد، لكنها لم تسفر حتى الآن عن أي خسائر بشرية، منذ بدء دخول الصيف ذروته بالعراق مطلع شهر يوليو/تموز الحالي. ووفقاً للمتحدث باسم دائرة الدفاع المدني بالعراق، نوّاس صباح، فإن إجراءات استباقية جرى اعتمادها للحد من مسببات الحرائق، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة القياسي في عموم مدن البلاد، متحدثاً في تصريحات للصحافيين، أمس السبت، عن خطة متكاملة للتعامل مع فصل الصيف، تتضمن استكمال تجهيز فرق الدفاع المدني وتدريبها على أعلى المستويات، ورفع لياقتها البدنية، إلى جانب تأكيد جاهزية مركبات الإطفاء، من خلال الصيانة الدورية لضمان قدرتها على التعامل مع مختلف الحوادث، كما يجري تطوير هذه الخطة بدقة متناهية من عام إلى آخر، بما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة والتحديات الراهنة.
درجات الحرارة والإهمال الحكومي في العراق
وينتقد ناشطون الخطة الحكومية لعدم اهتمامها بمتابعة إجراءات السلامة في الدوائر والمؤسسات الحكومية والأهلية. وقال الناشط مهند الفراجي، لـ"العربي الجديد"، إن "السبب الرئيس في الحرائق ليس درجات الحرارة، وإنما يتعلق بإهمال إجراءات السلامة في الدوائر والمؤسسات"، مؤكداً أن "معظم الحرائق التي سجلت في المباني العراقية في الفترات السابقة كانت بسبب الإهمال وعدم المتابعة"، مضيفاً أن "هذا الإهمال تسبب بوقوع ضحايا بالمئات، ويجب أن يتم وضع حد له"، منتقداً الحديث عن وضع خطط "لا تهتم بجانب السلامة المهنية"، مشيراً إلى "ضرورة محاسبة المقصرين بهذا الملف، من المسؤولين على الدوائر، وأن تكون هناك جهات رقابية تتابع إجراءات السلامة حفاظاً على سلامة المواطنين".
ويُسجل العراق حرائق متكررة في المباني الحكومية وفي المنشآت الخاصة خلال فصل الصيف، لكن ارتفاع عددها في غير الموسم الصيفي يثير القلق حول الإجراءات الوقائية، التي تعهدت وزارة الداخلية ومديرة الدفاع المدني باتخاذها قبل نحو عامين عقب سلسلة حرائق طاولت أسواقاً ومستشفيات كبرى ودوائر مختلفة، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى. ويعد الإهمال أحد أبرز أسباب الحرائق الكثيرة في الدوائر الحكومية والأهلية في العراق، وقد سبّب حرائق كثيرة في السنتين الماضيتين، مسجلة ضحايا بالمئات، وسط مطالبات بتشديد الإجراءات العقابية بحق المقصرين، فضلاً عن المتابعات الميدانية لإجراءات السلامة والوقاية داخل المؤسسات والأماكن العامة.

Related News


