
أفادت شبكة سي أن أن الأميركية، الثلاثاء، بأن وزير الدفاع بيت هيغسيث لم يبلغ البيت الأبيض قبل موافقته على تعليق شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي، مما أثار جدلاً واسعاً حول طبيعة اتخاذ القرارات والتنسيق بين المسؤولين والمؤسسات الأميركية. وكان ترامب أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مكالمة هاتفية يوم الجمعة الماضي، أنه ليس مسؤولاً عن توقف شحنات الأسلحة إلى كييف، كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
وبحسب ما ذكرت الشبكة، فإن هذه المرة هي الثانية في هذا العام التي هيغسيث وقف تدفق الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا، مما فاجأ كبار مسؤولي الأمن القومي. وتؤكد "سي أن أن" نقلا ثلاثة مصادر بينهم مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وهو أيضًا مستشار ترامب للأمن القومي، لم يبلغا مسبقًا بقرار الإيقاف وعلموا من التقارير الصحافية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية للشبكة، إن "الوزير هيغسيث قدم إطاراً للرئيس لتقييم شحنات المساعدات العسكرية وتقييم المخزونات الحالية. وقد نُسق هذا الجهد على مستوى الحكومة"، في حين قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت عند سؤالها عما إذا كان هيغسيث قد أبلغ البيت الأبيض قبل الموافقة على تعليق الشحنات، إن "البنتاغون أجرى مراجعة لضمان توافق جميع أشكال الدعم المقدم إلى جميع الدول الأجنبية مع مصالح أميركا"، وأضافت أن ترامب "اتخذ قرارًا بمواصلة تزويد أوكرانيا بأسلحة دفاعية للمساعدة في وقف أعمال القتل في هذه الحرب الوحشية". وأضافت أن "الرئيس يثق ثقة كاملة بوزير الدفاع".
وأرجع مصدران بحسب ما ذكرت "سي أن أن"، سبب عدم إبلاغ هيغسيث البيت الأبيض إلى عدم وجود مستشارين موثوق بهم حوله قد يحثونه على تنسيق القرارات السياسية الرئيسية بشكل أفضل مع الشركاء بين الوكالات. وبعد وقت قصير من علمه بوقف الشحنات الأسبوع الماضي، طلب ترامب من وزير الدفاع استئناف شحن بعض الذخائر على الأقل، وتحديدًا صواريخ اعتراضية لأنظمة الدفاع الجوي باتريوت. وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية بأن العديد من الذخائر موجودة بالفعل في بولندا، ويمكن نقلها إلى كييف بسرعة. ولم يعلن البنتاغون إلا في وقت متأخر من ليلة الاثنين أنه سيستأنف الشحنات بتوجيه من ترامب.
ومع تراجع العلاقة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأسابيع الأخيرة، قالت شبكة سي أن أن نقلا مصدرين، إن ترامب لا يميل في الوقت الحالي إلى منح روسيا "نصرا" بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا. وأشار مسؤول أوروبي للشبكة، إلى أن إحباط ترامب من بوتين كان واضحا خلال قمة الناتو الشهر الماضي، مشيرًا إلى أنهم فهموا أن وقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا "لم يكن في الحقيقة من صنع الرئيس ترامب".
وقال أحد المصادر لسي أن أن، إن قرار تعليق شحنات الأسلحة، بما في ذلك صواريخ باتريوت الاعتراضية وذخيرة المدفعية، جاء بعد أن طلب ترامب من هيغسيث الشهر الماضي خلال رحلتهما إلى قمة الناتو تزويده بتقييم لمخزونات الأسلحة الأميركية، حيث كان الرئيس ترامب يرغب بمعرفة إن كان للقوات الأميركية في المنطقة ذخيرة للدفاع عن نفسها بشكل كافي في ذروة الحرب الإسرائيلية الإيرانية.

Related News


