4 عوامل وراء تألق شباب المغرب في مونديال تشيلي
عربي
منذ 5 أيام
مشاركة
حقق منتخب المغرب تحت 20 عاماً، بقيادة مدربه محمد وهبي (48 عاماً)، إنجازاً تاريخياً، بعد تأهله إلى الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم للشباب المقامة حالياً في تشيلي، وتستمر حتى الأحد المقبل، وذلك بعد فوزه المستحق على نظيره الأميركي بثلاثة أهداف لهدف، مساء أمس الأحد، على أرضية ملعب إل تينيينتي بمدينة رانكاغوا، لحساب الدور ربع النهائي للمسابقة نفسها، ليواصل "أشبال الأطلس" كتابة صفحات مشرقة من تاريخ الكرة المغربية والعربية. ولم يأتِ هذا الإنجاز الخرافي بمحض الصدفة، بل جاء نتيجة عمل مُضنٍ، واستراتيجية عمل مدروسة من الاتحاد المغربي لكرة القدم امتدت منذ سنوات، قبل أن تعطي ثمارها ببلوغ منتخب أسود الأطلس المربع الذهبي في بطولة كأس العالم قطر 2022. ويمكن تلخيص أسرار تألق أشبال المغرب في أربعة عوامل أساسية مثّلت علامة فارقة في توهج الكرة المغربية في مونديال الشباب: الصرامة التكتيكية في منتخب المغرب خطف منتخب المغرب تحت 20 عاماً الأضواء بانضباطه التكتيكي المحكم داخل الملعب منذ دور المجموعات، إذ أظهر اللاعبون انسجاماً لافتاً في جميع خطوطه، فهم يدافعون ويهاجمون بروح جماعية خارقة للعادة، فضلاً عن تميزهم بقدرتهم على التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، والقدرة على غلق المساحات أمام المنافس، بالإضافة إلى التزام هؤلاء الشباب بتعليمات المدرب محمد وهبي، ما أربك المنتخبات، التي واجهوها حتى الآن، بمن في ذلك المنتخب الأميركي، الذي كان مرشحاً بقوة للفوز باللقب العالمي، إذ عرف منتخب شباب المغرب كيف يمتص اندفاعه في الشوط الأول، الذي كان فيه المنافس الأفضل، وكاد يسجل أكثر من هدف، لولا يقظة خط الدفاع المغربي، بقيادة إسماعيل باعوف والحارس يانيس بن شوشان. ذكاء المدرب كشفت مباراة أميركا قدرة المدرب محمد وهبي على مسايرة اللحظات الصعبة، التي مرّ منها منتخب المغرب للشباب، وإدارة التفاصيل الصغيرة، وحسن توظيفه للاعبين في جميع الخطوط، ما يعكس فكره التدريبي المميز. ولم يكتفِ المدرب محمد وهبي بالتركيز على الجانب الذهني، لإشعال حماس اللاعبين أكثر، بل زرع فيهم روح المجموعة والرغبة في الانتصار، من أجل تشريف الكرة المغربية بكل انضباط ومسؤولية، بالإضافة إلى اعتماده اللعب الواقعي والمتوازن، الذي يجمع بين الفاعلية الدفاعية والجرأة الهجومية. جودة أداء اللاعبين لم يكن منتخب المغرب للشباب ليحقق إنجاز التأهل لنصف نهائي مونديال تشيلي، لولا جودة أداء لاعبيه منذ دور المجموعات، إذ تألق كل من ياسين جسيم وياسر زابيري وعثمان معما وإسماعيل باعوف، والحارس يانيس بن شوشان، وأسماء أخرى تركت بصمتها بأدائها الرصين. واتسم أداء هؤلاء الشباب بالنضج التكتيكي، رغم صغر سنهم، والجرأة في القيام بالمبادرة، بصرف النظر عن قوة المنتخبات الأوروبية والأميركية التي واجهوها، ما يعكس بوضوح فاعلية سياسة التكوين، التي ينتهجها الاتحاد المغربي لكرة القدم، عبر إنشاء المراكز والأكاديميات خلال السنوات الأخيرة، أبرزها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تواصل تخريج المواهب سنوياً. نجاعة سياسة الاتحاد المغربي يبدو أن الدور الكبير، الذي لعبه الاتحاد المغربي لكرة القدم، برئاسة فوزي لقجع (54 عاماً)، عبر الاستثمار في التكوين وتوفير بنية تحتية من المستوى العالمي، وإطلاق مشاريع اكتشاف المواهب النادرة واستقطابها من أوروبا شكّلت علامة فارقة في تألق منتخب المغرب للشباب في مونديال تشيلي، بالإضافة إلى الثقة، التي منحها مسؤولو الاتحاد إلى المدرب محمد وهبي لضمان الاستمرارية، وخلق بيئة مثالية تساعد الجهاز الفني في العمل بأريحية ودون ضغوطات، كما أن هذا الإنجاز يكرس مكانة المغرب قوةً صاعدةً في كرة القدم العالمية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية