
عربي
تحرّك المدير الفني لمنتخب ليبيا، السنغالي أليو سيسيه (49 عاماً)، بعد اقتراب فشل المنتخب في التأهل إلى المونديال، وفقاً لواقع الأرقام والفارق الكبير مع منافسيه، فاتخذ تدابير جديدة تهدف إلى ضمان التأهل إلى كأس العرب، وذلك في المباراة الأخيرة من تصفيات كأس العالم 2026 أمام موريشيوس، المقرّر إقامتها يوم الاثنين المقبل خارج الديار.
وتواجه ليبيا مهمة شبه مستحيلة، في سعيها لانتزاع بطاقة التأهل وصيفاً في تصفيات كأس العالم 2026، بسبب التفوق الواضح للكاميرون صاحبة المركز الثاني في فارق الأهداف، والذي يبلغ عشر نقاط كاملة عن المنتخب الليبي صاحب المركز الثالث. وتفرض هذه المعادلة المعقّدة على "فرسان المتوسط" تحقيق فوز عريض في الجولة الأخيرة بنتيجة لا تقل عن سبعة أهداف دون مقابل أمام موريشيوس، مع ضرورة خسارة الكاميرون بثلاثية نظيفة أمام أنغولا، وهو سيناريو أقرب إلى المعجزة، في ظل الفوارق الفنية والإحصائية بين المنتخبات المعنية.
وبالنظر إلى صعوبة المهمة وتعقيد حسابات التأهل، سيسعى أليو سيسيه إلى إعادة الثقة لحارس مرماه، مراد الوحيشي، الذي وجد نفسه تحت موجة انتقادات واسعة، بعد الخطأ الذي ارتكبه في المباراة الأخيرة أمام متصدر المجموعة، الرأس الأخضر، حين مرّت الكرة بين قدميه في لحظة حساسة كان فيها المنتخب الليبي متقدماً بثلاثة أهداف مقابل واحد، ما سمح للمنافس بالعودة في النتيجة وفرض التعادل، لتضيع بذلك فرصة ثمينة كانت كفيلة بإبقاء الآمال حيّة.
كما سيعمل أليو سيسيه على منح الفرصة لعدد من اللاعبين، الذين لم يحظوا بمشاركات كافية في المباريات السابقة، رغبة منه في ضخ دماء جديدة داخل التشكيلة، وكسر الروتين الفني، الذي لازم المنتخب خلال الجولات الماضية. ويرى المدرب السنغالي أن إشراك بعض الوجوه الصاعدة أو العناصر، التي بقيت على مقاعد البدلاء قد يمنح الفريق حيوية إضافية، ويخلق منافسة صحية على المراكز الأساسية، خصوصاً في ظلّ حاجة منتخب ليبيا إلى استعادة الروح القتالية والتوازن التكتيكي قبل ختام التصفيات، حتى وإن كان التأهل إلى المونديال شبه مستحيل، فالمعنويات المرتفعة تبقى حجر الأساس لبناء منتخب أكثر جاهزية في الاستحقاقات المقبلة.
ولعلّ الاستحقاق الأهم في الفترة المقبلة يتمثّل في المواجهة المرتقبة أمام منتخب فلسطين، ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العرب في قطر، وهو الهدف، الذي يضعه أليو سيسيه في مقدمة أولوياته خلال المرحلة الحالية. لذلك يسعى المدرب السنغالي إلى استثمار مباراة موريشيوس خير استعداد لتلك المواجهة الحاسمة، عبر اختبار جاهزية لاعبيه من الناحيتين البدنية والذهنية، وتصحيح الأخطاء الدفاعية والهجومية، التي ظهرت في الجولات السابقة.
ويراهن سيسيه على أن تكون مواجهة موريشيوس نقطة انطلاقة جديدة لمنتخب ليبيا، تعيد له الثقة المفقودة، وتفتح أمامه طريقاً مختلفاً بعد خيبة التصفيات المونديالية. فبالنسبة للمدرب السنغالي، لا تُقاس قيمة العمل بالنتائج الآنية فحسب، بل بقدرة الفريق على التطوّر والاستفادة من الإخفاق. لذلك تبدو كأس العرب فرصة مثالية لإعادة بناء منتخب ليبيا، وترسيخ هوية لعب واضحة تُعيد للجماهير الأمل في مستقبل أفضل، عنوانه الإصرار والتجديد والطموح نحو عودة حقيقية إلى الواجهة القارية والعربية.
