
عربي
جدّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاق مكتب قناة الجزيرة في مدينة رام الله لمدة ستين يوماً، في استمرارٍ لنهج استهداف القناة ومكاتبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت مصادر محلية إنّ قوات الاحتلال اقتحمت فجر اليوم مدينة رام الله، وداهمت مقر مكتب القناة، وعلّقت قرار الإغلاق الجديد على بابه قبل أن تنسحب من المكان. ويُعدّ هذا القرار حلقة جديدة في سلسلة تجديدات متكرّرة لإغلاق المكتب منذ 22 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، حين اقتحمت قوات الاحتلال المكان وأغلقته بموجب أمر عسكري، واستولت على معدّاته ومزّقت صور الصحافية شيرين أبو عاقلة، مراسلة القناة في رام الله، والتي اغتالتها إسرائيل خلال تغطية إخبارية في مدينة جنين في مايو/أيار 2022.
وفي مايو/أيار من العام الماضي، داهمت الشرطة الإسرائيلية غرفاً تستخدمها "الجزيرة" في أحد فنادق القدس، وصادرت أجهزة ومعدات لطاقمها، بعد قرارٍ حكومي بالإجماع يقضي بإغلاق القناة ومنعها من العمل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بناءً على اقتراح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الاتصالات شلومو قرعي.
ويأتي قرار الاحتلال الأخير بعد نحو خمسة أشهر على إلغاء السلطة الفلسطينية قراراً سابقاً يمنع قناة الجزيرة من العمل في الضفة الغربية، وهو المنع الذي استمر نحو أربعة أشهر وترافق مع حجب عدد من المواقع الإلكترونية التابعة لشبكة الجزيرة، بناءً على طلب من النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب، استناداً إلى المادة (39) من قانون الجرائم الإلكترونية رقم (10) لسنة 2018 التي تتيح حجب المواقع بدعوى تهديد الأمن القومي أو النظام العام.
وكانت اللجنة الوزارية الفلسطينية المختصة، والمؤلّفة من وزارات الثقافة والداخلية والاتصالات، أعلنت في الأول من يناير/كانون الثاني الماضي وقف بثّ "الجزيرة" وتجميد أعمالها في فلسطين مؤقتاً، إلى حين "تصويب وضعها القانوني"، متهمة القناة بـ"مخالفة القوانين والأنظمة المعمول بها، وبثّ مواد تحريضية وتقارير تتّسم بالتضليل وإثارة الفتنة والتدخّل في الشؤون الداخلية الفلسطينية"، على خلفية تغطيتها للأحداث الدامية في مخيّم جنين في يناير/كانون الثاني الماضي.
كما طاولت الانتهاكات عدداً من الصحافيين العاملين في القناة؛ إذ اعتقل الأمن الفلسطيني المراسلة جيفارا البديري لساعات، والصحافي محمد الأطرش لأيام، فيما أوقف آخرين من وكالة أسوشييتد برس لساعات بسبب بثّ مشترك مع "الجزيرة"، إلى جانب منع كتّاب ومحللين من الظهور على شاشتها.
