من غزة إلى الجونة... كاميرا تصمد في وجه الإبادة
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
تتجدّد أفلام مشروع "من المسافة صفر" للعام الثاني على التوالي، من خلال سبعة أفلام فلسطينية جديدة أُنتجت تحت الإبادة، لمخرجين من قطاع غزة، وتشارك هذا العام في مهرجان الجونة السينمائي الدولي. تأتي هذه الأفلام بدعم من صندوق المشهراوي، الذي أسسه الكاتب والمخرج والمنتج الفلسطيني رشيد مشهراوي، بهدف تمكين السينمائيين في غزة من مشاركة حكاياتهم وصناعة أفلام من قلب المأساة. من بين هؤلاء المخرجين، تشارك المخرجة ريما محمود للعام الثاني على التوالي بعد أن قدّمت سابقاً فيلم "سيلفي"، أحد الأفلام الفلسطينية القصيرة التي ترشّحت لجائزة أوسكار العام الماضي ضمن مجموعة "من المسافة صفر" بإشراف مشهراوي. تقول ريما محمود في حديثها إلى "العربي الجديد" عن فيلمها الوثائقي الجديد "ألوان تحت السماء": "هو فيلم يجسّد حياة فتاتين من غزة في العشرينيات من العمر، الأولى ترسم والثانية تغني. يركّز العمل على فقدان آية شغفها بالغناء والحياة بعد مقتل والدها وشقيقها أثناء نزوحهم". وتضيف أن الفيلم شكّل جزءاً من العلاج النفسي للفتاة، إذ ساعدها على تجاوز الفقدان والعودة تدريجيا إلى حياتها. يوثّق العمل رحلتها لتسجيل أغنية في ظل غياب الاستوديوهات وتدمير البنية التحتية، حتى إنتاجها وتصويرها في خيمة، مستندة إلى قصيدة "شعب الخيام" لمحمود درويش التي تعكس واقع النازحين في غزة. أما الشخصية الثانية، أمل الرسّامة، فهي شخصية صامتة تجسّد معاناة النزوح وفقدان البيت والمرسم والأخ أيضاً، عبر لوحات وجداريات ترسمها على الركام والخيام. ويُختتم الفيلم بجملة درويش المفضّلة لدى محمود، والتي تحمل رسالة أمل وسط الركام: "ونحن نحبّ الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً... ونرقص بين شهيدين نرفع مئذنة للبنفسج بينهما أو نخيلاً". تتابع محمود مهرجان الجونة منذ ثماني سنوات، وكانت تحلم بالمشاركة فيه. تقول إنها تشعر اليوم بالفخر رغم غيابها الجسدي عن المهرجان، ففرحها مضاعف بعرض فيلمها الذي وُلد من تحت القصف، بجهود مضاعفة وشحّ في الإمكانات التقنية. وتضيف: "أكيد طول ما فينا نفس، راح نشتغل ونوثّق للتاريخ وللزمن". من جهته، يشارك المخرج علاء دامو هذا العام بفيلمه الوثائقي "غزة إلى الأوسكار"، بعد أن شارك العام الماضي بفيلم "24 ساعة" ضمن مشروع مشهراوي. يقول دامو إن تجربة فيلمه السابق غيّرت مفهومه للسينما، وأفقدته شغفه إثر النزوح والمعاناة، لكن صعود فيلمه إلى جوائز أوسكار أعاد إليه الإيمان بدوره كمخرج قادر على تحويل الوجع إلى إبداع. في حديثه إلى "العربي الجديد"، يوضح دامو أن فيلمه الجديد يوثّق حياة السينمائيين في غزة، ويرافق أكثر من مخرج في سرد حكاياتهم، منهم المخرج والمصوّر سامي شحادة الذي استُهدف أثناء عمله في النصيرات، ما أدى إلى بتر أحد أطرافه رغم ارتدائه درع الصحافة. يتناول الفيلم التحديات التي تواجه السينمائيين في صناعة الأفلام تحت الإبادة، في وقت يبحث فيه الفلسطينيون عن رغيف خبز ومسكن. يقول دامو: "أكبر التحديات كانت في توثيق معاناتنا أثناء الحركة والتنقّل، والتقاط الصورة في وقت يتعامل فيه الاحتلال مع الكاميرا كأنها سلاح. وجودنا في أماكن مفتوحة كان خطراً دائماً، ومع ذلك كنّا نحاول التقاط القصص التي لم تُروَ بعد، وصولاً إلى أكبر حدث عالمي يخصّنا: جوائز أوسكار". يحكي الفيلم عن المفارقة بين الموت والحياة، حيث يولد الإبداع من قلب الدمار، وتصبح النجاة محمّلة بقَصص بصرية تحمل هوية فلسطينية تطمح إلى الوصول للعالمية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية