اشتباكات بعد تبادل موقوفين في السويداء جنوبي سورية
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
تراجعت حدة الاشتباكات على المحور الغربي من مدينة السويداء جنوبي سورية، بين فصائل محلية في المحافظة التي تعيش أوضاعاً استثنائية، وقوى أمنية تابعة للحكومة، التي اتهمت هذه الفصائل المنضوية ضمن ما بات يُعرف بـ"الحرس الوطني"، بخرق الهدنة. وبحسب مصادر وشبكات إخبارية محلية، قُتل عنصر من مليشيا "الحرس الوطني" وهو تشكيل عسكري يضم فصائل السويداء التابعة للشيخ حكمت الهجري؛ أحد مشايخ العقل لدى الموحدين الدروز، فجر اليوم الخميس، نتيجة إصابته بقصف طائرة مسيرة تابعة لقوات الحكومة السورية على محور طريق ولغا غربي مدينة السويداء. وبيّنت هذه المصادر أنّ حدة الاشتباكات تراجعت صباح الخميس، مشيرةً إلى أنه يُسمع في مدينة السويداء أصوات رشقات بشكل متقطع بين الحين والآخر بالرشاشات الثقيلة في عمليات تمشيط ناري. وأوضحت أنه تم نقل 7 إصابات نتيجة طلق ناري وشظايا متفرقة على محاور قرية الثعلة غربي مدينة السويداء وطريق ولغا، متهمة قوى الأمن الداخلي التابعة للحكومة بخرق الهدنة في ريف السويداء الغربي. إلى ذلك، قال مصدر أمني حكومي لوسائل إعلام محلية إنّ "الفصائل المتمردة في السويداء خرقت الهدنة على محور ولغا غربي المحافظة، واستهدف نقاطاً للقوى الأمنية"، مضيفاً أن "قوى الأمن الداخلي في السويداء ردّت على مصادر النيران واستهدفت مواقع للفصائل المتمردة". في موازاة ذلك، قالت قيادة "الحرس الوطني"، في بيان لها، إن وحداتها تصدت لـ"تحركات مشبوهة" لـ"مجموعات تابعة للسلطة على محور قرية ولغا"، مؤكدة أنها "لم تصدر أي أمر بالهجوم والتقدم على أي محور"، داعية المسلحين التابعين لها إلى "الالتزام الكامل بالهدنة وبنقاط التثبيت والتمركز السابقة". وفي ذات البيان، أشارت إلى أنّ "مجموعات محلية" من أهالي ريف السويداء الغربي تقدّمت من أجل استرجاع قراها "المحتلة" في المنطقة، وفق ما جاء في بيان قيادة "الحرس الوطني" التي دعت إلى "التحلي بالحسّ العالي بالمسؤولية والالتزام بالهدنة المتفق عليها دولياً وبالقرارات الصادرة عن قيادة القوات بهذا الخصوص"، وذلك لـ"تفويت الفرصة على تلك العصابات المجرمة في استغلال الموقف الدولي وإيجاد الذرائع لها لمزيد من الخروقات"، وفق البيان. ويعتبر معبر ولغا غربي السويداء نقطة عبور وتسليم للمساعدات الإنسانية وتبادل المحتجزين وإخراج الجرحى، تحت إشراف الهلال الأحمر السوري والمنظمات الدولية. ولم تنقطع الاشتباكات بين الجانبين، منذ شهر يوليو/ تموز الفائت؛ الذي شهد دورة عنف واسعة النطاق في محافظة السويداء، بعد احتراب بين فصائل عسكرية مرتبطة بالهجري ومسلحين من البدو، على خلفية عمليات خطف متبادلة. يعتبر معبر ولغا غربي السويداء نقطة عبور وتسليم للمساعدات الإنسانية وتبادل المحتجزين وإخراج الجرحى واستدعت الأوضاع في المحافظة تدخلاً عسكرياً من قبل الحكومة السورية، قوبل برفض من الهجري وفصائله، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع على الأرض، لا سيما بعد تجاوزات واسعة النطاق بحق المدنيين من مختلف الأطراف. واستجر ملف السويداء تدخلاً من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لتنتهي الأوضاع بانسحاب القوات الحكومية إلى خارج الحدود الإدارية للمحافظة، ونشر حواجز للحيلولة دون عودة الاشتباكات. وعملياً، باتت محافظة السويداء خارج سيطرة دمشق منذ ذلك التاريخ بسبب رفض الهجري التعاطي مع الحكومة مطالباً بـ"استقلال" المحافظة بشكل نهائي عن سورية. واستدعت الأوضاع المتأزمة في السويداء تدخلاً إقليمياً ودولياً من أجل التهدئة، وتهيئة الأجواء من أجل حل سياسي يضع حدّاً لهذه المعضلة، التي أخذت أبعاداً إنسانية في ظل أزمة ثقة ما بين الهجري ودمشق. وعقد اجتماع في العاصمة الأردنية عمّان، منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، ضمّ سورية والأردن والولايات المتحدة، واعتمد خريطة طريق حول السويداء نصت على تحقيق دولي بشأن الانتهاكات وإيصال كميات كافية من المساعدات الإنسانية والطبية للمحافظة، وبالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة المعنية ودول أخرى. ونص بيان الاجتماع على أن "تسحب الحكومة السورية كل المقاتلين المدنيين من الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، وتنشر قوات شرطية مؤهلة ومدربة ومنضبطة على الحدود الإدارية للمحافظة، استناداً لاتفاق عمّان". وجرت، أمس الأربعاء، عملية تبادل موقوفين، حيث أعلنت فصائل الهجري إطلاق ستة من "الأسرى" لديها، في حين أطلقت الحكومة 36 شخصاً كانوا محتجزين منذ حوالي ثلاثة أشهر في سجن عدرا الحكومي على خلفية الأحداث التي عصفت في السويداء، منتصف يوليو الماضي. وكانت الحكومة أطلقت الشهر الفائت سراح موقوفين لذات السبب. وتؤكد شبكات إخبارية في السويداء أنه ما يزال لدى الحكومة 50 موقوفاً من أبناء المحافظة. وكانت فصائل الهجري هجّرت في يوليو الفائت عشرات آلاف البدو من أهالي المحافظة على خلفية الأحداث الدامية التي جرت، واحتجزت عدداً غير معروف منهم. ويعيش هؤلاء المهجرون ضمن ظروف إنسانية بالغة الصعوبة في ريفي درعا ودمشق مع اقتراب فصل الشتاء.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية