14 فيلماً لبنانياً في "متروبوليس": تنويعات سينمائية تُشاهَد
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
  في تعريفٍ رسمي مُقتضب بالنشاط السينمائي الجديد، "التقطها مُجدّداً (Catch It Again)"، يُذكَر أنّ بعض الأفلام المختارة لهذه النسخة الأولى (8 ـ 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025) معروضٌ "في أعرق المهرجانات السينمائية العالمية"، كفينيسيا وتورنتو. هذا بعد الإشارة إلى أنّ الأفلام "تُجسّد حيوية السرد القصصي اللبناني"، وأنّ النشاطَ منبثقٌ من رغبة "جمعية متروبوليس ـ بيروت (metropoliscinema.net)" في عرض أفلامٍ لبنانية غير معروضة في صالتها عند إطلاقها للمرة الأولى، وهذا سبب كافٍ لاحتفال بتجارب متنوّعة، لن تكون كلّها "مفخرة" الصناعة السينمائية اللبنانية. أمّا الإشارة إلى عروضٍ في "أعرق" المهرجانات العالمية، فترويجٌ تجاري بحت، غير مرتبط بالقيم الجمالية والدرامية والفنية، إذْ يميل لبنانيون ولبنانيات كثيرون إلى المعروف غربيّاً أكثر، كأنّ "المرور" بمهرجان عالمي "عريق" كفيلٌ بتحريض هؤلاء على مُشاهدة نتاج سينمائي محلي، يعكس أشياء من نفوسهم وأهوائهم ومصائبهم وأحوالهم ومشاعرهم، في بلدٍ مرتبك وغير مستقرّ، وفي مجتمع معطوب، وفي علاقات مضطربة. "التقطها مجدّداً" عنوان يُراد له حثّ مهتمّين ومهتمّات على إعادة المُشاهدة، مع أنّ المُشاهدة الأولى لإنتاجات قديمة مطلوبة أيضاً. والأفلام، المنتجة بين عامي 2019 و2025، تعكس بعض خرابٍ في ذات وبيئة وتفكير، وتعاين بعض مُصابٍ في جسد بلد/فرد وروحيهما، بأساليب سينمائية غير متساوية البتّة، وقلّة منها تمتلك أجمل اشتغال للشرط السينمائي. كما أنّ المطروح فيها آنيّ وقديم، إذْ تُستعاد حقبات من تاريخ البلد لقراءة وقائع وانشغالات وهموم، كما في "أرض الوهم" (2022) لكارلوس شاهين، و"تحت سماء أليس (العنوان العربي "سماوات لبنان")" (2020) للفرنسية كلوي مزلو. هناك أيضاً "كوبرا" (2025) للّبناني دانيال حبيب، أحدث الإنتاجات اللبنانية، غير المُحدِّد زمناً واضحاً وجغرافيا معروفة، مع أنّ معرفة المُشار إليه غير صعبة كلّياً.     إذاً، هناك 14 فيلماً ستُعرض في أسبوع واحد فقط (فيلمان يومياً). التنويع المعتَمَد، رغم تأكيد الجهة المنظِّمة أنّ الاختيار معقودٌ على أفلامٍ غير معروضة سابقاً في صالة متروبوليس، مناسبة لتبيان غليان سينمائي حاصل في لبنان، مع أنّ البلد مُرتبكٌ، سياسياً واقتصادياً وأمنياً وإعلامياً. كأنّ ازدياد حدّة الخراب فيه (وفي محيط جغرافي يُعاني أهوال حرب إبادة ونزاعات دموية حاقدة وطائفية) تؤثّر، وإنْ بشكلٍ غير مباشر، على الحراك السينمائي، الذي يزداد كَمّاً، بين حين وآخر، وبعضه المُمتلك شرطه السينمائي يزداد عدداً باطّراد. هذه أفلامٌ أخرى مستلّة في برنامج "التقطها مجدّداً": هناك أولاً "البحر أمامكم" (2021) لإيلي داغر، و"جدار الصوت" (2019) لأحمد غصين، ثم "بركة العروس" (2022) لباسم بريش، و"حديد، نحاس، بطاريات" (2021) لوسام شرف، و"بيروت هولدم" (2021) لميشال كمّون، و"قلتلك خلص!" (2020) لإيلي خليفة. هذا ليس ترتيباً يعتمد سُلّم "من الأهم إلى الأقلّ أهمية"، فلكلّ فيلمٍ منها، ومن اللائحة كلّها، اشتغالٌ يميّزه، وإنْ يفشل الاشتغال، أحياناً، في اكتساب سويّة سينمائية متكاملة، أو في تحويل النصّ المكتوب/المروي إلى صُوَر تتكامل والحكاية/الحالة. الترتيب هذا متأتٍ من قراءات نقديّة، ومزاجٍ ذاتي في المُشاهدة والأنواع وآليات الاشتغال. فداغر يعتمد إيقاعاً هادئاً، ليكشف غلياناً كثيفاً في المبطّن، نصّاً وصُوراً وشخصيات وعلاقات وعيشٍ؛ بينما يلتقط غصين حرب "تموز 2006" ليطرح أسئلة الحرب والمقاومة وعلاقات أهل/أبناء، ومسائل مرتبطة باليومي أيضاً. هناك "هردبشت" (2023) لمحمد دايخ، و"1982" (2019) لوليد مونس، و"كوستا برافا" (2021) لمونية عقل. ورغم أنّ أول فيلمٍ لدايخ يغوص في بيئة شيعية (الضاحية الجنوبية لبيروت)، بأشياء كثيرة من تفاصيل مناخها الاجتماعي واليومي والمكاني، يبقى محاولة غير مُكتملة لقولٍ سينمائي يُراد له أنْ يكون مُفيداً. هناك أيضاً "البحر وموجاته" (2023) لليانا قصير ورونو باشو، و"على حافة البركان" (2023) لسيريل عريس. للنقد السينمائي دورٌ يُمارَس مع العروض الأولى لمعظم تلك الأفلام. الأهمّ كامنٌ في أنّ نشاطاً كهذا يُفترض به جذب مشاهدين/مشاهدات، علاقتهم بـ"السينما اللبنانية" مرتبكة. لعلّ "التقطها مجدّداً" يُزيل بعض العوائق، بفضل بعض الأفلام المختارة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية