
عربي
يُعد الدوري الإيطالي واحداً من أقوى دوريات كرة القدم في العالم، ومع وصول مودريتش وكيفن دي بروين اكتسبت بطولة الدوري شهرة واهتماماً أكبر، خصوصاً أنه ما زال ضمن تصنيف الدوريات الخمسة الكبرى، إذ إن له تاريخاً كبيراً من المنافسة تجذب ملايين العشاق والجماهير حول العالم، ويضم أندية بشعبية جارفة، مثل يوفنتوس، ميلان، إنتر، نابولي، روما، لاتسيو، فيورنتينا، وغيرها، كما يزخر تاريخه بنجوم وأسماء استثنائية من الأجانب الذين تركوا بصمة لا تُمحى وألقاباً وبطولات لا تُنسى، وأضافوا مزيداً من الإبداع والمهارات والذوق الرفيع.
الكرة الإيطالية المعروفة بالتكتيك العالي والطرق الدفاعية الاستثنائية (الكاتيناتشو)، والضغط العالي المستمر، والرقابة الفردية الصارمة، اتجهت نحو التعاقد مع النجوم بهدف التغيير في نهج اللعب وفي العقلية الإيطالية، رغم أن تاريخ الكرة الإيطالية شهد ظهور نجوم كبار صنعوا أمجاد إيطاليا قوةً عظمى عبر تاريخ اللعبة في العالم من خلال التتويج بأربع بطولات كأس عالم وبلقبين في دوري الأمم الأوروبية. نجوم كبار على سبيل المثال لا الحصر، الأساطير جيوسيبي مياتزا، سيلفيو بيولا، لويجي ريفا، جياني ريفيرا، دينو زوف، كارلو أنشيلوتي، جيوسيبي بيرغومي، برونو كونتي، أليساندرو ألتوبيلي، فرانكو باريزي، باولو روسي، أنطونيو كابريني، كلوديو جانتيلي، جياتنو شيريا، برونوكونتي، باولو مالديني، أليساندرو نيستا، أليساندرو كوستاكورتا، جيان لوكا فيالي، جيان لويجي بوفون، أليساندرو ديل بيرو، أندريه بيرلو، كريستيان فييري، فيليبو إنزاغي، فرانشيسكو توتي.
وتُضاف إلى هؤلاء النجوم أسماء عالمية مُميزة وصلت إلى الدوري الإيطالي وقدمت مستوى استثنائياً، ومن أبرز الأمثلة تجربة رائدة لنادي ميلان بالتعاقد مع الثنائي السويدي جونار نوردال ونيلس ليدهولم، في أواخر الأربعينيات، وانتقال الأسطورة الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا إلى نادي نابولي عام 1984، ليصنع مجداً خالداً بالتتويج بالألقاب في إيطاليا، حيثُ حصد لقبي دوري، وكأس إيطاليا، ولقب كأس الاتحاد الأوروبي، وكذلك انضمام الفرنسي ميشيل بلاتيني والبولندي زبيغنيو بونيك إلى يوفنتوس عام 1982، ليحقق لقب السكوديتو مرتين وكأس إيطاليا مرة، وكؤوس أوروبية ولقب دوري الأبطال، وهناك النجوم الألمان مع إنتر في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، مثل اندرياس بريمه، لوثار ماتيوس، يورغن كلينسمان، وأيضاً نجوم هولندا مع نادي ميلان فرانك ريكارد، ماركو فان باستن ورود خوليت، ونجوم كُثر من البرازيل، مثل كاريكا، شيريزو، أليماو، فالكاو، الداير، الظاهرة رونالدو، كافو، مايكون وكاكا.
كما شهدت منافسات الكالتشيو وصول نجوم الأرجنتين، مثل كلاوديو كانيجيا، غابريل عمر باتيستوتا، خافيير زانيتي، كامبياسو، دييغو ميليتو، باولو ديبالا، ومن فرنسا الأسطورة زيدان، ليليان تورام، ديديه ديشان، ومن البرتغال باولو سوزا، فيرناندو كوتو، كريستيانو رونالدو، والتشيكي بافل نيدفيد، والليبيري جورج واياه، والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
ووصل الأمر إلى الظاهرة الجديدة التي تمثلت بوصول كبار السن في بطولة الدوري الإيطالي، مثل انضمام الأسطورة الكرواتي لوكا مودريتش (40 سنة)، الحائز على الكرة الذهبية عام 2018، محطماً سيطرة رونالدو وميسي على الجائزة من 2008-2017، إذ انضم إلى صفوف ميلان بتاريخ حافل مع ريال مدريد بين سنتي 2012-2025، حيثُ حقق أربعة ألقاب دوري، ولقبين في كأس الملك، خمسة ألقاب في السوبر الإسباني، وستة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، وخمسة ألقاب في السوبر الأوروبي، وخمسة ألقاب في مونديال الأندية، ولقب إنتركونتيننتال. وبدأ مودريتش رحلة جديدة لمدة عام قابلة للتجديد وحقق حلمه للعب لميلان بهذا العمر وبعطاء وصل إلى 190 مباراة دولية مع منتخب كرواتيا، إذ لعب ست مباريات في الدوري حتى الآن وسجل هدف الفوز في مرمى فريق بولونيا.
أما النجم الآخر فهو البلجيكي كيفين دي بروين (34 سنة)، الذي صنع إنجازات وتاريخاً مع مانشستر سيتي عبر التتويج بستة ألقاب في بطولة الدوري، ولقبين في بطولة كأس الاتحاد الإنكليزي، وخمسة ألقاب في بطولة كأس الرابطة الإنكليزية، ولقب في دوري أبطال أوروبا، ولقب في السوبر الأوروبي ولقب في بطولة كأس العالم للأندية، إذ انضم إلى صفوف نادي نابولي حامل اللقب والمشارك في بطولة دوري الأبطال، وهو الذي يتصدر بطولة الدوري برصيد 15 نقطة بعد ست جولات بالشراكة مع نادي روما، متبوعا بميلان وإنتر برصيد 13 نقطة، ثم يوفنتوس برصيد 12 نقطة.
يُعد الدوري الإيطالي أرضاً خصبة للنجوم والمواهب قبل وصول مودريتش ودي بروين، ولكن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي ضربت إيطاليا في السنوات الماضية ونتج عنها إفلاس بعض الأندية، مثل نادي فيورنتينا وبارما، اللذين هبطا إلى الدرجة الثانية في إيطاليا، أدت لفقدان الأندية للثروة والموارد وتغطية النفقات، وصعوبة جذب المواهب، وتقليص الأندية نفقاتها، والتهديد بخطر الإفلاس.
ستبقى الكرة الإيطالية تواجه تحديات لتفادي تكرار إخفاقاتها السابقة، منها عدم التأهل إلى آخر بطولتي كأس عالم عامي 2018 و2022، إلا أنها قادرة على تجاوز الأمر بحلول هيكلية واقتصادية لضمان الاستدامة ونمو الكرة بما يتناسب مع تاريخها الكبير والعريق للحفاظ على هوية الدوري الإيطالي باعتباره موطناً لعدد من الأساطير والنجوم الذين شكلوا تاريخ وشهرة الكرة الإيطالية.
