جبهة اسكندنافيا... نقطة متقدمة لـ"ناتو" ضد روسيا
عربي
منذ ساعتين
مشاركة
افتتح حلف شمال الأطلسي "ناتو"، أول من أمس الجمعة الماضي، مقر قيادة قواته البرية لشمال أوروبا في مدينة ميكيلي الفنلندية، الواقعة على بُعد حوالي 300 كيلومتر من مدينة سان بطرسبرغ الروسية. وفي كلمته أثناء حفل الافتتاح، أشار وزير الدفاع الفنلندي، أنتي هاكانن، إلى أن إنشاء المقر التابع لـ"ناتو" هدف استراتيجي لبلاده حُدد في خريف عام 2023، وحظي بتأييد رسمي في اجتماع وزراء دفاع "ناتو" في يونيو/حزيران 2024. وأكد الوزير أن إنشاء المقر سيعزز بشكل كبير القدرات العملياتية لحلف "ناتو" في شمال أوروبا، ويدعم الأمن القومي الفنلندي. ويعمل في المقر حالياً حوالي عشرة موظفين، مع خطط لزيادة عددهم إلى 50 موظفاً في أوقات السلم. ووفقاً لبيان وزارة الدفاع الفنلندية، فإن المقر سيتولى مسؤولية تخطيط وتنسيق عمل القوات البرية للحلف في جميع أنحاء منطقة شمال أوروبا. وأوضح البيان أنه "في الظروف الاعتيادية، سيشرف على تدريبات ناتو والأنشطة ذات الصلة. أما في حالات الأزمات أو الصراعات، فسيتولى المقر الرئيسي القيادة والسيطرة على العمليات البرية ومبادرات الدفاع في منطقة أقصى الشمال ذات الأهمية الاستراتيجية". خطوات متسارعة ضد روسيا ويتوج افتتاح المقر خطوات متسارعة تبنتها فنلندا والبلدان الاسكندنافية في السنتين الأخيرتين لمواجهة احتمال أي غزو بري روسي لأراضيها، وتأمين حدودها البرية بعد انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الأطلسي. وفي 23 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت فنلندا أن القوات البرية الأمامية لحلف "ناتو" ستعمل انطلاقاً من روفانيمي وسودانكيلا، سيدمج وحدات برية سويدية ونرويجية ودنماركية مع مساهمة فرنسا وأيسلندا على مستوى الأركان والدعم. وأشارت إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الجناح الشمالي للحلف. ووفقاً لمعلومات نشرتها صحيفة "إلتاليهتي" الفنلندية اليومية في 23 سبتمبر الماضي، سيتمركز لواء القوات البرية الأمامية الجديد لحلف "ناتو" في لابلاند الفنلندية حول لواء نوربوتن السويدي، بقوة تتراوح بين أربعة آلاف وخمسة آلاف جندي. وتقدمت المبادرة تحت قيادة القائد الأعلى الجديد لحلف "ناتو" في أوروبا، الجنرال في القوات الجوية الأميركية ألكسوس غرينكيفيتش، الذي تولى القيادة في يوليو/تموز الماضي. وحسب الخطة الموضوعة، فإن لواء نوربوتن السويدي، الذي يقع مقره على بعد 130 كيلومتراً من الحدود الفنلندية، ستولى تدريب لواء "ناتو" الجديد، ويتم تشكيل لواء ميكانيكي محسّن للقطب الشمالي، مكوّن من خمس كتائب وعناصر دعم مجهزة للحرب في المناطق القطبية وشبه القطبية. افتتح "ناتو" مقر قيادة قواته البرية لشمال أوروبا في مدينة ميكيلي الفنلندية وحسب التفاصيل التي كشفت عنها فنلندا والسويد، سيتم تزويد اللواء بمدافع من نوع هاوتزر آرتشر السويدي ذاتي الحركة من عيار 155 ميليمتراً، المناسب للقتال في ظروف الثلوج الكثيفة. ووفقاً لمخططات "ناتو"، من المنتظر إنشاء مقر قيادة متقدم على مستوى لواء في روفانيمي وسودانكيلا، يدمج الاستطلاع والدفاع الجوي والمهندسين والخدمات اللوجستية تحت إطار قيادة شمالية واحدة، جاهزة لعمليات قتالية مستقلة، ومدعومة بقوات جوية وصاروخية متحالفة ومستودعات مجهزة مسبقاً لتسريع التعبئة. بالنسبة لوحدات الجيش الفنلندي في الشمال، بما في ذلك لواء ياغر ولواء كاينو، فإن وصول لواء شمالي جاهز سيشكّل نواة فرقة لابلاند افتراضية ضمن خطط "ناتو" الإقليمية. وتنطلق استعدادات "ناتو" في فنلندا والسويد من التركيز على اتقان حرب الشتاء وتحسين قدرة الوحدات الصغيرة على الحركة والتمويه والخدمات اللوجستية في ظروف شبه قطبية. ويراهن عسكريو الحلف على أن القدرة على إطلاق النار السريع بمدى 50 كيلومتراً، مع إمكانية المناورة والحركة التي توفرها مدافع آرتشر، تقطع ممرات المناورة الروسية وتكبح نيران المدفعية عبر قطاع الحدود من دون الحاجة إلى حشد المدافع. ويأمل "ناتو" في أن مدافع آرتشر السويدية ذاتية الدفع، والمشاة الآلية، ومركبات الدعم المجنزرة تستطيع إعادة التمركز عبر طرق الغابات والأراضي المتجمدة، مما يعقد استهداف العدو مع الحفاظ على وتيرة إطلاق نار دقيقة. ويكشف تركيز فنلندا على نشر قوات برية عن مخاوف من غزو روسي لأراضيها عبر حدود تصل إلى قرابة 1340 كيلومتراً. ومن الواضح أن الاستعدادات في المناطق الشمالية لا تنفصل عن جهود بلدان البلطيق والدول الاسكندنافية وألمانيا، في تعزيز منظومة الأمن ببحر البلطيق الذي شهد أعمال تخريب، وترتفع فيه إمكانية الصدام مع روسيا في البر والجو والبحر. وحضّ غرينكيفيتش منذ توليه قيادة العمليات المشتركة لحلف "ناتو" في أوروبا، في الرابع من يوليو الماضي، على تسريع تكامل الدفاع الجوي والصاروخي مع القوات البرية الأمامية، وعلى أن يتحمل الحلفاء الأوروبيون المزيد من العبء. وعلى خلفية توجهات الجنرال الأميركي، شهد إقليم لابلاند تدريبات متكررة على مستوى الكتائب والألوية في ميدان روفاجارفي، لاختبار المخزونات وخطوط السكك الحديدية المجهزة مسبقاً في ظل ظروف معركة جوية حقيقية. وفي الأشهر الأخيرة تصاعدت المخاوف في العواصم الأوروبية من احتمال اندلاع مواجهة عسكرية جديدة قد تقودها روسيا خلال السنوات القليلة المقبلة، على وقع التوترات الجيوسياسية ومساعي موسكو لإعادة بناء قدراتها القتالية. وتركت هذه المخاوف أثراً مباشراً على الدول الإسكندنافية، خصوصاً فنلندا والنرويج المجاورتين لروسيا، وكذلك السويد والدنمارك الواقعتين في المجال الاستراتيجي لبحر البلطيق. وأعاد التصعيد الأخير في الدنمارك، وبناء روسيا قواعد عسكرية قرب حدود فنلندا، أسئلة حول ما إذا كانت دول الشمال الأوروبي، رغم عضويتها في حلف "ناتو"، تمتلك الجاهزية الدفاعية الكافية للتعامل مع صراع قد لا يمنحها ترف الوقت أو دعم الحلفاء بالسرعة الكافية. وحسب تقدير لعدد من الخبراء العسكريين نشرته صحيفة "سفينسكا داغبلاديت" السويدية في يوليو الماضي، فإن قدرات الجاهزية العسكرية للدول الاسكندنافية محدودة وتعتمد على الحلفاء. وبحسب الخبراء، تمتلك هذه الدول غواصات وسفناً حربية متطورة، لكن السيطرة الروسية على أجزاء من بحر البلطيق ومحيط جزيرة كولا في القطب الشمالي تجعل الملاحة والتمركز البحري معقداً في حالة الحرب. أما في مجال القوات البرية والنقل العسكري، فتمثل البنية التحتية في السويد نقطة ضعف واضحة، إذ لا تزال سعة الطرق وسكك الحديد غير مؤهلة لتحريك معدات ثقيلة بسرعة عبر البلاد، خصوصاً من الشمال إلى الجنوب أو نحو السواحل. وكثفت هذه البلدان جهودها لتجاوز نقطة الضعف هذه، وفي إبريل/نيسان الماضي، وافقت فنلندا على مشروع بمليارات اليوروهات لبناء خط سكة حديد، يمر عبر السويد ويصل إلى ميناء نارفيك النرويجي في القطب الشمالي، بهدف تسريع حركة القوات والمعدات الثقيلة وتقليل الاعتماد على المسارات الروسية. قدرات دفاعية كما أشار الخبراء إلى أن القدرات الدفاعية القائمة تعتمد اعتماداً كبيراً على التدخل السريع لحلف "ناتو"، وخصوصاً الولايات المتحدة، ما يثير القلق في ظل التغيرات المحتملة في السياسات الأميركية المستقبلية، على ضوء وجود مؤشرات تدل على تراجع مستوى الالتزام الأميركي بالأمن الأوروبي رغم أن جميع البلدان الاسكندنافية وقعت وصادقت في العامين الماضيين على اتفاقات دفاعية مع الولايات المتحدة. ومنذ انضمام فنلندا والسويد إلى "ناتو"، في العامين الماضيين، شهد التعاون الدفاعي بين دول الشمال الأوروبي تطوراً نوعياً. وتحركت هذه الدول ضمن استراتيجية دفاع إقليمي موحدة تتماشى مع بنية الحلف، معزّزة بخطط عملياتية مشتركة وتنسيق لوجستي ومعلوماتي متقدم. من بين أبرز الخطوات: دمج منظومات المراقبة الجوية، وزيادة التدريبات العسكرية المشتركة، وتطوير قابلية القوات للانتشار السريع داخل منطقة شمال أوروبا. لكن رغم هذا التقدم، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه الوصول إلى مستوى تنسيق دفاعي عملي أقصى داخل الإطار الأطلسي، ومن أبرزها اختلاف الأولويات الجغرافية والعسكرية، ففي حين تركّز فنلندا على التهديد البري المباشر من روسيا، تهتم النرويج بالوجود الروسي في القطب الشمالي، بينما تنظر السويد والدنمارك إلى أمن بحر البلطيق والمضائق الاستراتيجية بوصفها مجالاً رئيسياً للدفاع. كما تتفاوت البنى التحتية الدفاعية، وهناك فجوات في شبكات النقل العسكري، وقدرة الدعم اللوجستي، خصوصاً في السويد، ما قد يعيق عمليات الإسناد المتبادل السريع. ومن الواضح أن بلدان الشمال الأوروبي، مدفوعة بتحدٍّ وجودي، زادت وتيرة تنسيق جهودها استعداداً لاحتمال مواجهة عسكرية مع روسيا، وبدأت مراجعة شاملة لاستراتيجياتها الدفاعية، وحل مشكلات هيكلية. ورغم أن الدول الاسكندنافية تمتلك قدرات عسكرية لا يُستهان بها في بعض المجالات، إلا أن افتقارها لعمق استراتيجي بري، وضعف التنسيق اللوجستي، والاعتماد المفرط على "ناتو"، خصوصاً على الدور الأميركي فيه، يجعل دفاعها الذاتي هشاً في حال اندلاع نزاع واسع النطاق. منذ انضمام فنلندا إلى حلف "ناتو" أعربت روسيا عن أسفها لهذه الخطوة، ورأت أنها لن تجلب الأمان لفنلندا، وتعهدت بردّ مناسب. وأعادت روسيا إحياء منطقة لينينغراد العسكرية في العام الماضي. وقال دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في الخامس من سبتمبر أيلول الماضي: "لا يمكننا تجاهل حقيقة أن فنلندا، التي كانت مرتبطة بنا، وكان لديها نشاط تجاري مع روسيا، هي حالياً عضو في حلف ناتو، وذلك يحدد أيضاً تغييرات في نهجنا العسكري لإدارة الحدود وردع التحركات غير الودية المحتملة". وأوضح ميدفيديف، أثناء جولة على المناطق الحدودية مع فنلندا، أن بلاده بدأت تنفيذ خطط لتعزيز حدودها مع فنلندا من خلال بناء تحصينات وحواجز جديدة، مشدّداً على أنه يتعين على روسيا "زيادة موثوقية حماية الحدود"، رداً على "أعمال غير ودية" محتملة بعد انضمام فنلندا إلى حلف "ناتو". وفي يونيو الماضي، كشفت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية أن روسيا شرعت في بناء حامية عسكرية جديدة، وزيادة في عدد المعدات العسكرية بالقرب من الحدود مع فنلندا. وحسب موقع "إيل" الفنلندي، فإن روسيا بدأت في الشتاء الماضي أعمال بناء واسعة النطاق بقاعدة لوبتشي سافينو-2 العسكرية المغلقة في كاندالاكشا (110 كيلومترات من فنلندا). ووفقاً للموقع، تم حفر الأساسات على نطاق واسع وشُيدت العديد من المباني الجديدة. وتتطابق هذه المعلومات مع بيانات السلطات الروسية. ففي نهاية فبراير/شباط، أفادت حكومة مقاطعة مورمانسك عن بناء معسكر للواء المدفعية 104 المتمركز في كاندالاكشا. وأشار البيان الصحافي، حينها، إلى تجديد مبنيين سكنيين شُيدا سابقاً. وحسب الموقع الفنلندي، نقل عدد من المركبات إلى معسكر لوبتشي سافينو-1 العسكري في الجزء الجنوبي الشرقي من الحامية في الشتاء الماضي. وبالتوازي، وحسب صور الأقمار الاصطناعية، ظهرت معدات عسكرية في حامية سابرنوي، التي تبعد 70 كيلومتراً عن الحدود الفنلندية على برزخ كاريليان، منذ نوفمبر/تشريت الثاني من العام الماضي. وتمركزت حامية كبيرة في سابرنوي خلال الحقبة السوفييتية، ولكن نشاطها كان محدوداً في السنوات الأخيرة، ونقل موقع "إيل" عن خبراء أن تنّوع المركبات في الحامية يشير إلى وجود وحدات هندسية، لإنشاء جسور عائمة. وربط الخبراء بين نشر المعدات في سابرنوي بتوسيع الحامية في كامينكا، الواقعة على بعد 50 كيلومتراً إلى الجنوب. ويعدّ قرار روسيا بناء قاعدة عسكرية جديدة قرب الحدود مع فنلندا تغييراً جذرياً لاستراتيجيتها، ويمثل رداً مباشراً على توسع "ناتو". وتتيح القاعدة الجديدة وصولاً مباشراً إلى الأراضي الفنلندية وطرقاً حيوية في القطب الشمالي وبحر البلطيق، مشكّلة قوساً عسكرياً جديداً للضغط من جيب كالينينغراد إلى شبه جزيرة كولا. وترتبط القاعدة بخط سكة حديد مورمانسك-سانت بطرسبرغ، وتقع في منطقة نائية، مما يسمح بالانتشار السري ويضمن عمقاً استراتيجياً. قاعدة للحرب الهجينة ومن غير المستبعد أن تزود القاعدة الجديدة بأنظمة دفاع جوي من طراز إس-400 أو إس-500، وصواريخ إسكندر أو كاليبر، ومعدات حرب إلكترونية، وأنظمة إنذار مبكر. وفي حال نشر أسلحة نووية تكتيكية، ستصبح القاعدة عنصر ردع مهماً ومنصة لشنّ هجمات محتملة ضد قوات "ناتو". بالإضافة إلى ذلك، قد تتمركز فيها قوات خاصة ووحدات محمولة جواً يصل عددها إلى ثمانية آلاف جندي. ومن الناحية الاستراتيجية، تزيد الضغط على السويد والنرويج، وتهدد البنية التحتية للطاقة في القطب الشمالي، وترسخ سيطرة روسيا على الجناح الشمالي، وتضعف دفاعات شمال أوروبا، خصوصاً في فنلندا ولابلاند والنرويج. ونظراً لموقعها يمكن أن تصبح القاعدة الجديدة أداة حرب هجينة، ويمكن استخدامها للتشويش الإلكتروني، والهجمات السيبرانية، والضغط النفسي، كما تهدد أمن أنظمة الاتصالات والملاحة التابعة لحلف "ناتو" في المنطقة. وتجسد القاعدة الجديدة في المناطق القطبية مثالاً واضحاً عن إحياء العقيدة السوفييتية القائمة على الدفاع المتعدد الطبقات والتشكيل الهجومي. كما تعكس فلسفة المناطق العازلة، والانتشار المتنقل، والضغط على جبهات متعددة، باستخدام تقنيات متقدمة، بما في ذلك الطائرات من دون طيار، والحرب الإلكترونية، والبنية التحتية السيبرانية. الجيش الروسي يوسع القواعد العسكرية قرب الحدود مع فنلندا في أواخر إبريل الماضي، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أن الجيش الروسي يوسع القواعد العسكرية في بتروزافودسك (شمال غربي روسيا) ومناطق أخرى بالقرب من الحدود مع فنلندا، كما يخطط لنقل قوات إضافية إلى الحدود مع الدول الأوروبية. وقيّم الخبراء العسكريون النشاط على طول الحدود الفنلندية على أنه جزء من استعدادات موسكو لنزاع محتمل مع حلف "ناتو". وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي نشرتها الصحيفة توسيع القاعدة في كامينكا، وأعمال البناء في القاعدة القريبة من الحدود مع النرويج. وكانت مصادر فنلندية ذكرت أن روسيا تعمل على ترقية لواء المشاة الآلي في كامينكا إلى فرقة، ما يعني رفع عدد الجنود من أربعة آلاف إلى عشرة آلاف. وحسب صور الأقمار الاصطناعية الصيف الماضي، ظهرت منشآت جديدة في قاعدة بتروزافودسك، ومن المرجح أن تدعم القاعدة فيلق الجيش الـ44 الذي يتم تشكيله في جمهورية كاريليا الروسية قرب فنلندا. ورجح الخبراء أنه يتم تخزين المدرعات السوفييتية القديمة والمدفعية والشاحنات والمركبات الخاصة الأخرى في أراضي القاعدة، وأن عدد القوات في الفيلق الجديد قرب حدود فنلندا 15 ألف عسكري. وبوصفه جزءاً من تعزيز القوات الروسية بالقرب من فنلندا، تم إنشاء لواء قوات السكك الحديدية في بتروزافودسك، وفقاً لإدارة جمهورية كاريليا. وفي الربيع الماضي، ذكرت إحدى المنشورات المحلية أن مقر قيادة فرقة طيران مختلطة يقع أيضاً في المدينة. ويدير هذا المقر القاعدة الجوية في حقل بيسوفيتس بالقرب من بتروزافودسك. ويعني إنشاء مقر القيادة في بتروزافودسك أن قيادة عمليات القوات تقترب أكثر وأكثر من الحدود الفنلندية. احتياطي استراتيجي من الجنود وقبل الحرب على أوكرانيا، كان لدى روسيا حوالي 30 ألف جندي في منطقة لينينغراد العسكرية الحالية، ويتوقع خبراء عسكريون فنلنديون ارتفاع العدد إلى مائة ألف جندي. وذكر معهد دراسات الحرب الأميركي في تقرير في 21 سبتمبر الماضي، أن روسيا بدأت منذ الصيف تشكيل احتياطي استراتيجي من الجنود. وبنى المعهد استنتاجاته على معلومات مصدر روسي مطلع قدم باستمرار تقارير دقيقة عن التغييرات في القيادة العسكرية الروسية، وذكر فيها أن ما يقرب من 292 ألف شخص وقعوا عقوداً مع وزارة الدفاع الروسية بين بداية العام حتى منتصف الشهر الماضي، وأشار المصدر إلى أن بعض هؤلاء المجندين ينضمون إلى الاحتياطي الاستراتيجي الذي تشكله روسيا منذ أوائل يوليو 2025. ولم يحدد المصدر عدد المجندين الذين سيذهبون إلى الاحتياطي الاستراتيجي مقابل الخطوط الأمامية في أوكرانيا. والأرجح أن القيادة العسكرية الروسية رأت أن روسيا قادرة على إنشاء احتياطي استراتيجي مع الحفاظ على وتيرة العمليات في شرق وجنوب أوكرانيا، بعد تراجع الخسائر الروسية في صيف عام 2025. وحسب معهد دراسات الحرب، فإن المكاسب الإقليمية الروسية كانت أقل تكلفة في الفترة من مايو إلى أغسطس/آب الماضي، مقارنةً مع الربيع الماضي. وإذا صحت المعلومات عن تشكيل الاحتياطي الاستراتيجي، فإن الأهداف تتراوح بين مواصلة الحرب على أوكرانيا وتعزيز القوات المقاتلة هناك، والبالغة حسب التقديرات الرسمية قرابة 700 ألف جندي. ولا يمكن استبعاد توجيه قسم مهم من الاحتياطي للاستعداد لصراع محتمل مع حلف "ناتو"، خصوصاً أن بوتين أعرب أكثر من مرة في الأشهر الأخيرة عن رضاه من معدل تقدم الجيش الروسي في أوكرانيا. وفي ظل التصعيد المتواصل في منطقتي البلطيق والقطب الشمالي، فالأرجح أن القسم الأكبر من أي احتياطي استراتيجي سيوجه نحوهما ما يزيد حدة التصعيد، وربما يجر إلى مواجهات لا تحمد عقباها.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية