
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، اليوم الخميس، أنّ دولاً أوروبية تعتقد أن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب لا يزال سليماً إلى حد كبير بعد الضربات الأميركية على مواقع نووية رئيسية في إيران. وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مصدرين مطلعين على تقييمات أولية للمخابرات، أن العواصم الأوروبية تعتقد أنّ مخزون إيران البالغ 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بما يقارب مستويات الأسلحة لم يكن مُركّزاً في فوردو، أحد موقعيها الرئيسيين للتخصيب، وقت الهجوم الأميركي.
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أنّ إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية من موقع تحت الأرض تعرّض لقصف أميركي الأسبوع الماضي. وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشال: "لم يتم إخراج شيء من المنشأة، إذ إن ذلك كان سيستغرق وقتاً طويلاً وسيكون خطيراً جداً، و(المواد) ثقيلة جداً ويصعب نقلها"، وذلك في إشارة إلى موقع فوردو الذي قصفته قاذفات "بي-2" الأميركية.
وذكر ترامب أن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية لعدد كبير من الشاحنات خارج الموقع قبيل الغارة الأميركية، لا تظهر إلا فرقاً تحاول حماية منشأة فوردو بالإسمنت "لتغطية القسم العلوي" للموقع. وقال العديد من الخبراء بعد الهجمات إنّ إيران ربما نقلت مخزوناً من اليورانيوم عالي التخصيب القريب من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة من منشأة فوردو قبل الهجوم عليها صباح الأحد، وربما تخفيه مع مكونات نووية أخرى في مواقع غير معروفة لإسرائيل والولايات المتحدة ومفتشي الأمم المتحدة.
وأظهرت صور أقمار صناعية من شركة ماكسار تكنولوجيز "نشاطاً غير معتاد" في فوردو يومي الخميس والجمعة، ووجود عدد كبير من المركبات تنتظر أمام مدخل المنشأة. وقال مصدر إيراني كبير لوكالة رويترز، يوم الأحد، إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%، الذي يقارب الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة، نقل إلى موقع لم يُكشف عنه قبل الهجوم الأميركي.
وفي خضم موجة هجمات إسرائيلية على مواقع نووية وعسكرية والرد الصاروخي الإيراني منذ 13 يونيو/ حزيران، قصفت الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية فجر الأحد الماضي هي فوردو ونطنز وأصفهان. وتحوّل الحديث عن حجم الأضرار في إيران إلى مسألة جدلية في الولايات المتحدة.
عراقجي يدعو لموقف أوروبي مسؤول إزاء العدوان على إيران
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الدول الأوروبية إلى اتخاذ موقف مسؤول وعادل تجاه العدوان الإسرائيلي. جاء ذلك في اتصال هاتفي مع نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي، الخميس، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا". وانتقد عراقجي غياب إدانة واضحة من الدول الأوروبية للهجمات التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة على إيران.
وتابع: "يجب على الدول الأوروبية اتخاذ موقف مسؤول وعادل تجاه العدوان الإسرائيلي المستمر في المنطقة". وقال عراقجي إن الهجمات التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية تُعدّ انتهاكاً صارخاً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وقرارات مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جانبها، قالت الخارجية البولندية إن الوزير رادوسلاف سيكورسكي أجرى محادثات مع نظيره الإيراني عباس عراقجي لحث إيران على التمسك بوقف إطلاق النار في نزاعها مع إسرائيل والولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية البولندية إن السفارة البولندية في طهران تولت مهام دول الاتحاد الأوروبي التي أخلت سفاراتها في العاصمة الإيرانية.
وكانت البرتغال وأيرلندا وألمانيا قد نقلت، الأسبوع الماضي، موظفي سفاراتها في طهران إلى خارج البلاد مؤقتا بسبب حالة التهديد الحالية، في حين أغلقت بلغاريا سفارتها في طهران وأجلت موظفيها الدبلوماسيين وعائلاتهم إلى أذربيجان المجاورة. وقال المتحدث باسم الوزارة بافيل رونسكي لوكالة رويترز: "كوننا الدولة التي تتولى الرئاسة (في الاتحاد الأوروبي)، نضطلع بهذه المهام".
(رويترز، الأناضول)

أخبار ذات صلة.
