
في أجواء احتفالية تزامنت مع اقتراب عيد الأضحى وعودة العديد من المهجّرين والمغتربين، أطلقت جمعيتان أهليتان في مدينة جبلة، جنوب محافظة اللاذقية في شمال غربي سورية، حملة تطوعية شارك فيها العشرات من شبان وشابات المدينة، لتزيين الأحياء وإضاءتها استعداداً لاستقبال العيد.
وتحت شعار "لنجعل عيدنا أجمل"، تنافس متطوعو أحياء جبلة على لقب أجمل حي في المدينة من خلال تنظيم حملة أطلقتها جمعية "يداً بيد" مع فريق "ملهم التطوعي"، هدفها تنظيف الأحياء وتزيينها قبل قدوم العيد. وتميزت الحملة التي انطلقت قبل أسبوع وتختتم اليوم الخميس بمشاركة مختلف الأعمار من الصغار والكبار وتخللتها حفلات وأجواء مرح، ونجحت في إعطاء وجه أجمل للمدينة حتى الآن مع إضاءة الكثير من الأحياء وتنظيفها.
وقال أحمد البيطار، وهو مدرس في مدينة جبلة ومن المشاركين في الحملة، لـ"العربي الجديد"، إنّ مبادرة "لنجعل عيدنا أجمل" جاءت في ظل أجواء احتفالية بالعيد وبعودة المهجرين والمغتربين بعد سنوات من الغياب. وأضاف أن سبب المشاركة الكبيرة يعود إلى عودة حس المسؤولية لدى الكثير من السوريين والرغبة بالمساعدة في الإعمار بعد سنوات الحرب الطويلة.
وفي حي العمارة عند مدخل المدينة الشرقي، احتفل أهالي الحي بإضاءة معظم شوارعه لأول مرة منذ سنوات باستخدام لدّات تعمل بالطاقة الشمسية. واجتمع أكثر من 30 شاباً لإشعال الأضواء في أجواء من الفرح وإطلاق المفرقعات والألعاب النارية وتبادل الحلويات. وقال علاء نعنوع (41 سنةً)، وهو أحد سكان حي العمارة العائدين بعد غيابٍ دام أكثر من 15 عاماً، إنّ هناك مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع في إعادة بناء الوطن. وأضاف أن التكاتف والتعاون، كما حدث في حملة "لنجعل عيدنا أجمل"، يساهمان في تحسين الظروف المعيشية، ويمنحان السكان دفعة نفسية وخدمية نحو الأفضل.
وأضاف: "الأجمل في هذه الحملات هو استعادة روح التعاون الاجتماعي بين الناس، بعد سنوات من الغياب بسبب القبضة الأمنية وتهجير السكان وتفرّقهم. اليوم عادت أجواء الحارة، ولهفة الجيران، والمودة التي افتقدناها طويلاً. ما جرى ليس سوى البداية، والقادم سيكون أجمل للجميع".
وفي إطار المبادرة عمل المتطوعون على تزيين كورنيش مدينة جبلة وطلاء رصيفه بالأبيض والأزرق واستكمال إنارة الطريق الذي يعتبر متنفساً لأهالي المدينة ومقصداً للسياح القادمين من خارجها.
وقال عاطف نعنوع، مدير فريق "ملهم التطوعي"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن هذه المبادرات الأهلية تنبع من داخل المجتمع نفسه، استجابةً لحاجات ملحّة يشعر بها الناس، وأكد أن الحملة نجحت في تحقيق أهدافها، من خلال تقديم مشهد حضاري للمدينة، وغرس قيم النظافة والحفاظ على الأماكن العامة في نفوس السكان، إلى جانب نشر ثقافة العمل التطوعي بين الصغار والكبار. وشهدت مدينة جبلة أخيراً عدة مبادرات اجتماعية مثل ترميم المؤسسات الحكومية والمشافي وتنظيفها.

أخبار ذات صلة.

