Arab
انطلقت النسخة الـ 35 لبطولة كأس أمم أفريقيا بالمغرب، تحديداً من يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري وحتى 18 يناير/ كانون الثاني 2026، بمشاركة 24 منتخباً، منها ثمانية منتخبات من أصل تسعة تأهلت لكأس العالم 2026، وهي ساحل العاج، حاملة اللقب 2023، والسنغال وجنوب أفريقيا والرأس الأخضر والمغرب ومصر (الفراعنة) وتونس والجزائر (لم تتأهل غانا لنهائيات الأمم الأفريقية).
وتشارك في هذه النسخة، خمسة منتخبات عربية، هي المغرب، الدولة المنظمة، ومصر وتونس والجزائر والسودان، وتذهب الترشيحات لصالح "أسود الأطلس" المسيطرين أفريقياً وعربياً وعالمياً، والذين يعيشون أزهى الفترات في تاريخهم، ويطمحون للتتويج الثاني بعد لقبهم الوحيد عام 1976، عقب تحقيق إنجازات رائعة، بدأت برابع كأس العالم قطر 2022، وبرونزية أولمبياد باريس 2024، وأمم أفريقيا للمحليين 2025، وكأس العالم للشباب في شيلي 2025، والتتويج مؤخراً بكأس العرب بمنتخب الصف الثاني. مع وجود حظوظ لمنتخبات الجزائر وتونس وساحل العاج والسنغال ونيجيريا والكاميرون، واحتمالية حدوث المفاجأة من بعض المنتخبات مثل مالي وجنوب أفريقيا والرأس الأخضر.
ويُعد منتخب مصر دائماً أبرز المرشحين للظفر باللقب، بأرقامه القياسية في البطولة بـ 27 مشاركة، وسبعة ألقاب ووصافة ثلاث مرات، والمركز الثالث في أربع مناسبات والرابع ثلاث مرات، وبذكريات الثلاثية التاريخية المتتالية، بقيادة المعلم حسن شحاتة: 2006 و2008 و2010، تتجدد طموحات الجهاز الفني لمنتخب "الفراعنة" بقيادة حسام حسن، الذي تولي المهمة في فبراير/ شباط 2024، الأسطورة صاحب الـ 177 لقاء دولياً ، والهداف التاريخي بـ 69 هدفاً والمشاركة في سبع بطولات لكأس الأمم الأفريقية، والتتويج بثلاثة ألقاب: 1986، 1998 و2006، والمشاركة في كأس العالم 1990 بإيطاليا، ونجح في التأهل لنهائيات الأمم الأفريقية بالمغرب بصدارة مجموعة ضمت كلاً من بوتسوانا وموريتانيا والرأس الأخضر بدون هزيمة، كما تأهل بالمنتخب المصري لكأس العالم 2026 متصدراً مجموعة ضمت بوركينا فاسو وسيراليون وغينيا بيساو وإثيوبيا وجيبوتي أيضاً دون هزيمة.
وتعرض منتخب مصر لإخفاقات وأزمات بالغياب عن المشاركة بالنهائيات في ثلاث نسخ متتالية: 2012 و2013 و2015، وخسارة اللقب في مناسبتين بنهائي 2017 في الغابون أمام الكاميرون 1-2 مع المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، ونهائي 2021 بالكاميرون أمام السنغال بركلات الترجيح، مع البرتغالي كارلوس كيروش، بخلاف الفشل في ثمن النهائي 2019 على أرضية ملعب القاهرة الدولي، بالهزيمة 0-1 أمام جنوب أفريقيا، مع المكسيكي خافيير أغيري، وفي النسخة الأخيرة بكوت ديفوار من ثمن النهائي أمام الكونغو الديمقراطية 1-1 والخسارة بركلات الترجيح 7-8 مع البرتغالي روي فيتوريا.
وخاض منتخب مصر لقاءات ودية بدورة دولية بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الشهر الماضي، إذ خسر 0-2 أمام أوزبكستان، وتعادل 1-1 أمام الرأس الأخضر، وحسم المركز الثالث بركلات الترجيح 2-0، ثم اختتم لقاءاته التحضيرية بفوز مهم علي نيجيريا 2-1 في استاد القاهرة، لأول مرة منذ تسع سنوات، وفي ظل غياب محمد صلاح، وعمر مرموش وبتشكيل شبه أساسية ضمت محمد الشناوي في حراسة المرمى، وتكون خط الدفاع من أحمد فتوح وحسام عبد المجيد وياسر إبراهيم ومحمد هاني، وفي الوسط مروان عطية وحمدي فتحي وأحمد سيد زيزو وإمام عاشور ومحمود صابر، وفي الهجوم مصطفى محمد.
وتعرّض المدير الفني لمنتخب مصر، حسام حسن، لموجة واسعة من الانتقادات من جانب النقاد والجماهير، رغم التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية، وكأس العالم 2026، إذ تنتظره مواجهات قوية أمام بلجيكا ونيوزيلندا وإيران. وتنوّعت الانتقادات بين الاعتراض على اختيارات اللاعبين، وأسلوب اللعب، وتراجع الأداء العام، ما أدى إلى تصاعد الأصوات المشككة في قدرة "العميد على قيادة "الفراعنة" خلال المرحلة المقبلة، وسط توقعات بفشل المهمة واحتمال انتهاء مشواره مع "الفراعنة".
وازدادت حدة الضغوط مع بروز حالة من التربص، وعودة الحديث عن أسماء مدربين سابقين، مثل كارلوس كيروش وروي فيتوريا، كبدائل محتملة حال الإخفاق في البطولة، التي تستضيفها المغرب. كما تفاقم الإحباط الجماهيري عقب الأداء المخيب لمنتخب الصف الثاني في كأس العرب 2025 بقطر، بقيادة حلمي طولان، والخروج المبكر من دور المجموعات، بعد سلسلة من الإخفاقات، التي طالت منتخبات الشباب والناشئين في بطولات كأس العالم.
ورغم هذه الأجواء المشحونة، يدخل منتخب مصر المرحلة المقبلة بطموحات متجددة، يقودها نجم ليفربول الإنكليزي، محمد صلاح، الساعي إلى تحقيق اللقب القاري الغائب عن سجله، رغم الأزمات الأخيرة التي مرّ بها، واستبعاده في فترات من تشكيلة "الريدز"، تحت قيادة الهولندي أرني سلوت. كما يعوّل المنتخب على تألق نجم مانشستر سيتي، عمر مرموش، وعودة محمود حسن "تريزيغيه" بعد تعافيه، ومشاركة إمام عاشور، العائد من الإصابة، إلى جانب عودة نجم الجزيرة الإماراتي، إبراهيم عادل.
ومع اكتمال الصفوف والدعم الجماهيري الكبير، يبدأ مشوار "الفراعنة" في كأس الأمم الأفريقية بطموح حصد اللقب الثامن في تاريخهم، إذ يخوضون منافسات المجموعة الثانية انطلاقاً من مدينة أغادير، بمواجهة زيمبابوي يوم 22 ديسمبر، ثم جنوب أفريقيا في 26 من الشهر ذاته، قبل لقاء أنغولا في 29 منه.
وبين نسيان الخلافات والصراعات، وفتح صفحة جديدة مليئة بالأمل، يراهن منتخب مصر على استعادة الثقة والمكانة بين كبار القارة السمراء، والسير بثبات نحو التتويج بلقب "ماما أفريقيا" الغالي، في ظل إيمان جماهيري بأن التفاؤل والأمل والثقة بالله قد تكون مفاتيح العودة إلى القمة.
