صوم مرضى السكري... الأولوية للمتابعة الطبية وتناول الأطعمة الصحية
Arab
4 hours ago
share

لا يفضل بعض الأطباء الاختصاصيين صيام مرضى السكري، لكنّ غالبيتهم يتحدثون عن محددات يمكن معها ممارسة "الصوم الآمن"، ويتطلب ذلك التزام مريض السكري بإجراءات وإرشادات أساسية، من بينها مراقبة مستوى السكر في الدم، واستشارة الطبيب المختص باستمرار، وملاحظة أيّ أعراض غير طبيعية على أوضاعهم الصحية.

يقول اختصاصي أمراض الغدد والسكري، يوسف عبيد، لـ"العربي الجديد"، إنه "من المفضل ألّا يصوم مريض السكري، خاصّة من يعتمد علاجهم على الحقن بالأنسولين، أما مريض السكري الذي يتناول الأدوية فيمكنه الصوم، مع ضرورة وقف كل العقاقير التي تتعامل مع معدل السكر، سواء المرتفع أو المتدني، وأن يبتعد عن السكر سريع الامتصاص قدر الإمكان".

ويضيف عبيد: "يجب أن يركز مريض السكري في شهر رمضان على البروتينات الحيوانية، بما يشمل اللحوم والدجاج والأسماك، وبكميات معقولة يسمح بها الطبيب يومياً، ثم على النشويات بطيئة الامتصاص، مثل الحمص والفول والفاصوليا والبرغل، مع قليل من البطاطا المسلوقة، إلى جانب كميات من الفواكه غير سريعة الامتصاص بمعدل حبتين أو ثلاث حبات يومياً، مثل التفاح والإجاص والمانغو والكيوي والأناناس، وكذلك الخبز الأسمر الذي يضم كميات من الشوفان أو النخالة، أو خبز القمحة الكاملة، وبكميات معقولة أيضاً".

يتابع: "على مريض السكري أن يبتعد قدر الإمكان عن مصادر السكر السريع، ومن الممكن أن يتناول المكسرات النيئة، أو الشوكولاتة السوداء بنسبة 70% كاكاو، كما يجب الابتعاد عن العصائر كونها ترفع السكر، ويمكنه تناول كميات قليلة من المشروبات الغازية قليلة السعرات الحرارية (الدايت)".

بدورها، تؤكد أخصائية التغذية للأمراض المزمنة، عبير أبو رجيلي، لـ"العربي الجديد"، أنه "يمكن لمرضى السكري الصوم الآمن في حال اتّبعوا إرشادات طبية صارمة، وتواصلوا مع طبيبهم المختص باستمرار، والتزموا بأدويتهم، فالمريض الذي لا يتناول الطعام أو الدواء بانتظام أثناء الصوم سوف يعاني من انخفاض حاد في مستوى السكر بالدم، وعندما يتناول كمية كبيرة من الطعام أو المشروبات الغنية بالسكريات، سيؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم سريعاً، لذا يجب أن يستشير طبيبه المختص قبل الصوم لتعديل الأدوية، ومعرفة كيفية تقسيم الوجبات الغذائية خلال اليوم بطريقة منتظمة بعد حلول وقت الإفطار".

وتشدد على "ضرورة أن ينظّم مريض السكري نمط حياته، وأسلوب غذائه قبل بدء الصوم، لأنها قد تؤثر على مستوى السكر في الدم لناحية ارتفاعه أو انخفاضه، ما يزيد من خطر المضاعفات الصحية، لذا على مريض السكري أن يقيس مستوى السكر في الدم بانتظام، قبل الصوم وبعد الإفطار، من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة".

وتلفت أبو رجيلي إلى أنه "في حال شعر مريض السكري خلال فترة الصوم بالدوار (الدوخة) أو التعب، أو التعرق أو الغثيان، أو عدم التركيز أو عدم اتضاح الرؤية، أو كثرة التبوّل، أو العطش والشعور بجفاف الفم، يجب التحقق فوراً من مستوى السكر في الدم، واستشارة الطبيب المختص".

وتوضح: "بصفتنا خبراء تغذية، ننصح مريض السكري أثناء الصوم أن يركز على الأطعمة المتوازنة، ويكثر من الأطعمة الغنية بالألياف لأنها مصدر للطاقة، مثل الخضروات والحبوب الكاملة والخبز الأسمر أو القمحة الكاملة والكينوا، للحفاظ على استقرار مستوى السكر في الدم، وكذلك البروتينات الصحية مثل اللحوم الخالية من الدهون، والسمك، والبيض، والدهون الصحية باعتدال، مثل زيت الزيتون والأفوكادو، والمكسرات النيئة، وعليه أن يتجنب المشروبات المحلاة مثل العصائر والمشروبات الغازية التي تحتوي على السكر، والأطعمة التي تحتوي السكر مثل الحلويات والمخبوزات، كما يجب تجنّب المقالي، والأطعمة الدهنية كونها تؤثر سلباً على مريض السكري، مع أهمية شرب كميات من المياه تفادياً للجفاف الذي قد يؤثر على مستوى السكر بالدم، وكذلك ممارسة الرياضة بحذر، تفادياً للانخفاض المفاجئ بمستوى السكر في الدم".

وتختم أخصائية التغذية بالقول: "في حال رغب مريض السكري بالصوم، عليه أن يتوخى الحذر، ويستشير طبيبه المختص للتأكد من قدرته على الصوم، وفي حال قرّر الصوم، يتحتم عليه تكرار مراقبة مستوى السكر في الدم، وتناول الأطعمة الصحية والمتوازنة، ما يضمن له صوماً آمناً لا يؤثر سلباً على صحته".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows