من المنشطات إلى عرش ويمبلدون.. سينر يهزم ألكاراز ويؤكد زعامته التنس
Arab
9 hours ago
share

تُوّج المصنف الأول عالمياً الإيطالي يانيك سينر (23 عاماً) بلقب بطولة ويمبلدون، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في التنس، اليوم الأحد، بعد انتصاره المثير على منافسه الإسباني كارلوس ألكاراز (22 عاماً)، المصنف الثاني عالمياً، بعد ثلاث ساعات من التنافس المثير، ليضيف إلى رصيده اللقب الرابع في البطولات الكبرى (غراند سلام). وجاء هذا الفوز بعد أكثر من شهر من النهائي الملحمي في رولان غاروس الذي فاز به ألكاراز، لكن هذه المرة، كانت الغلبة للإيطالي، الذي تفوق على حامل اللقب في النسختين الماضيتين، بثلاث مجموعات مقابل واحدة: 4-6، 6-4، 6-4، 6-4، ومحققاً أول فوز له على الإسباني منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومعززاً أيضاً موقعه في صدارة التصنيف العالمي.

سينر من منحدرات التزلج إلى عرش التنس العالمي

يُعد يانيك سينر من مواليد 16 أغسطس/آب 2001، في سان كانديدو في إيطاليا، ونشأ في شمال البلاد بالقرب من الحدود النمساوية، وهو لاعب تنس إيطالي يعد من أبرز نجوم الجيل الصاعد بعد هيمنة الثلاثي الأسطوري نوفاك ديوكوفيتش وروجر فيدرر ورافاييل نادال، ففي عام 2024، حقق سينر أول ألقابه الكبرى بفوزه في بطولتي أستراليا المفتوحة وأميركا المفتوحة، كما صعد إلى صدارة التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين، وفي العام الموالي، نجح في الدفاع عن لقبه في أستراليا المفتوحة، قبل أن يخسر نهائي بطولة رولان غاروس في مباراة ماراثونية من خمس مجموعات أمام غريمه الرئيسي كارلوس ألكاراز.

وبدأ يانيك لعب التنس في سن السابعة، لأن والده كان يحب هذه الرياضة كثيراً، لكنه ظل لسنوات مهتماً بكرة القدم والتزلج، وهو من عشاق نادي ميلان، وكان في سن الـ12 عاماً من أفضل المتزلجين في سباقات التعرج الطويل في فئته العمرية بإيطاليا، وبعد وقت قصير، قرر تركيز جهوده على التنس فقط، وغادر منزله بعمر 13 عاماً تقريباً للعيش والتدريب في أكاديمية تنس في مدينة بوردغيرا، على الريفييرا الإيطالية قرب موناكو، وعلى عكس العديد من اللاعبين الذين بلغوا النخبة لاحقاً، اختار سينر عدم المشاركة في بطولات الناشئين الكبرى، وفضّل خوض منافسات ذات مستوى أدنى، لكنه سرعان ما أظهر إمكاناته في 2018، ففاز بثلاث بطولات في سنته الثانية محترفاً، وأنهى عام 2019 ضمن أفضل 100 لاعب في التصنيف العالمي، وفي العام التالي، حقق أفضل نتيجة له في البطولات الكبرى حتى ذلك الحين بوصوله إلى ربع نهائي رولان غاروس، قبل أن يخسر أمام نادال بثلاث مجموعات من دون رد.

الصعود بثبات نحو النخبة

في عام 2021، فاز سينر بأربع بطولات، ووصل إلى الدور الرابع في كل من بطولة فرنسا وأميركا المفتوحتين، كما لفت الأنظار ببلوغه نهائي بطولة ميامي، ليصبح في سن الـ19 عاماً أصغر لاعب يخوض نهائي إحدى بطولات الماسترز 1000 منذ نادال عام 2005. في عام 2022، غيّر طاقمه الفني والتدريبي بهدف تنويع أسلوبه القائم على الضربات الأرضية، وتحسين لياقته البدنية وزيادة الكتلة العضلية، وأتى هذا التغيير بنتائج إيجابية، إذ بلغ ربع نهائي ويمبلدون وأميركا المفتوحة، وخسر في المرتين في مباراتين قويتين من خمس مجموعات أمام البطلين النهائيين للبطولتين ديوكوفيتش وألكاراز على التوالي.

وخلال عام 2023، قدّم سينر أداءً قوياً، ففاز بأربع بطولات وبلغ نصف نهائي ويمبلدون، وكان أول ألقابه في بطولات الماسترز 1000 بفوزه في تورونتو، بعدما توّج بلقبي بطولتي بكين وفيينا، وأنهى ذلك الموسم بأسلوب مثالي، لكنه قفز إلى مستوى جديد في الأشهر الأخيرة من العام، حين فاز على ديوكوفيتش لأول مرة في مسيرته خلال بطولة الأساتذة الختامية في تورينو، ثم كرّر الفوز عليه لاحقاً خلال كأس ديفيز.

سنة 2024.. عام الإنجاز والهيمنة

كانت بداية 2024 أسطورية، إذ واصل سينر تألقه في بطولة أستراليا المفتوحة 2024، وتغلّب على ديوكوفيتش (بطلها عشر مرات) في نصف النهائي، ثم عاد من تأخر بمجموعتين أمام ميدفيديف ليحقق أول لقب غراند سلام في مسيرته، ويصبح أول إيطالي يتوّج بلقب كبير منذ أدريانو باناتا في رولان غاروس 1976، وكانت تلك الانطلاقة شرارة موسم لا يُضاهى، إذ حصد سينر ثمانية ألقاب فردية خلال 2024، أغلبها على الملاعب الصلبة، وفي يونيو/حزيران 2024، أصبح أول لاعب إيطالي يتصدر التصنيف العالمي للاعبين المحترفين، كما دخل قائمة أفضل عشرة لاعبين في التاريخ من حيث عدد الأسابيع المتتالية في المركز الأول، متجاوزاً كلا من أندي موراي وبيورن بورغ في عام 2025.

قضية المنشطات: اختبار النزاهة والشهرة

كان من المنتظر أن يشارك سينر في أولمبياد باريس 2024 في منافسات الفردي والزوجي، لكنه انسحب بسبب المرض، كما أعلنت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات "وادا"، في أغسطس/آب 2024، أن عينات الدم التي خضع لها سينر في مارس/آذار من ذلك العام أظهرت مرتين وجود مادة كلوستيبول، وهي منشط محظور، وادعى سينر أنه تعرض للمادة من دون قصد عن طريق أحد أعضاء طاقمه التدريبي، وهو التفسير الذي قبلته الوكالة وقررت عدم معاقبته، ومع ذلك، أثار الكشف المتأخر عن القضية ورد الفعل الرسمي جدلاً واسعاً في عالم التنس، إذ رأى بعض اللاعبين أن سينر حظي بمعاملة متساهلة بسبب مكانته نجماً صاعداً، وقد أصر سينر على براءته، وأقال عضوين من طاقمه التدريبي على خلفية الحادثة.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows