بداية هادئة لامتحانات الثانوية العامة في سورية
Arab
21 hours ago
share

انطلقت، صباح اليوم السبت، امتحانات الشهادة الثانوية العامة (البكالوريا) في مختلف المناطق السورية، وسط تفاوت في الإجراءات التنظيمية بين المحافظات، في وقت خففت فيه بعض القرارات الإدارية هذا العام من أعباء السفر والتكاليف على الطلاب وذويهم، خصوصاً في المناطق النائية والريفية التي عانت طويلاً من مركزية الامتحانات في عهد النظام السابق.
وأعربت الطالبة شهد الحسين، من الصف الثالث الثانوي، في محافظة القحطانية، عن ارتياحها، قائلة لـ "العربي الجديد": "اليوم أجرينا امتحان الفيزياء، وكانت الأسئلة متوسطة الصعوبة، لكنها تتطلب تركيزاً ووقتاً كافياً". وأشادت بإجراء الامتحان في منطقتها بدلاً من دير الزور، موضحة أن ذلك "وفر عليها عناء السفر ومشقة الطريق، وسهّل العملية بشكل كبير".


أما عبد الحليم محمد الخذار، والد الطالبة شيماء، فقال لـ"العربي الجديد": "سجلت ابنتي للامتحان في دمشق، لكنني تمكنت من الحصول على بطاقة الامتحان دون الحاجة إلى تحمّل أعباء السفر وتكاليف الإيجار والإقامة. أشكر الإدارة الذاتية والحكومة السورية الجديدة على هذه المبادرة التي سمحت بنقل مراكز الامتحان من دمشق إلى القامشلي. هذا إنجاز كبير خفف عن المواطنين أعباء مالية ومعنوية كبيرة جداً".

وفي مدينة تربة سبي، قال أحمد المحمد، والد إحدى الطالبات لـ "العربي الجديد": "جئت مع ابنتي لتقديم امتحان البكالوريا العلمية في القامشلي، بعدما كان المركز في السابق في محافظة حماة. الحمد لله، تم التوصل إلى تفاهم أتاح نقل الامتحانات إلى مناطقنا، مما سهّل الأمور على الطلاب وذويهم". وأشار إلى أن كثيراً من الأهالي كانوا يترددون في تسجيل أبنائهم بسبب التكاليف العالية ومشقة السفر، لكن "بعد نقل المراكز، سجل معظم الطلاب وقدموا امتحاناتهم بسهولة ويسر".

في محافظة إدلب، انعكست الظروف الصعبة على امتحانات الثانوية العامة وسط غياب البنية التعليمية المستقرة

أما في محافظة إدلب، فانعكست الظروف الصعبة على تجربة الطلاب، وسط غياب البنية التعليمية المستقرة. وقال الطالب باسل المحمد، من ريف إدلب الجنوبي لـ "العربي الجديد": "قدمت امتحاني اليوم في مركز مؤقت في بلدة معرتمصرين، بعد أن اضطررنا لمغادرة قريتنا حزارين مجدداً بسبب انعدام الخدمات. ورغم الظروف، وفر لنا المركز أجواء مقبولة نوعاً ما، لكن التوتر النفسي والضغوط التي نعيشها تجعل التركيز صعباً. نأمل أن تتوفر لنا ظروف تعليمية مستقرة في مناطقنا وبلداتنا المهدّمة". وتتوافق معه الطالبة رزان خليل، من بلدة كفرنبل، التي تحدّثت لـ "العربي الجديد" عن التحديات ذاتها: "رغم بعد المسافة بين منزلنا ومركز الامتحان، إلا أنني سعيدة أنني وصلت وقدمت الامتحان. نحن نعيش في منطقة معدومة الخدمات، لكننا نحاول جاهدين ألا نضيّع فرصة التعليم. أتمنى أن تُراعى ظروفنا في التصحيح، فليس لدينا مدرسون دائمون ولا دورات دعم. فقط نحاول الاعتماد على أنفسنا وعلى الإنترنت في بعض الأحيان".

حلب وحماة: روح جديدة في الثانوية العامة

في مدينة حلب، حيث أُجريت امتحانات البكالوريا للمرة الأولى تحت إدارة جديدة بعد سقوط النظام السابق، عبّر الطالب مروان حاج حسين عن مشاعره قائلاً لـ "العربي الجديد": "اليوم كان شعور مختلف تماماً. لأول مرة نقدم الامتحانات من دون وجود عناصر الأمن حولنا ولا الشعور بالخوف من الاعتقال أو التفتيش. الأجواء كانت هادئة، والمراقبون من أبناء المنطقة. صحيح أن التنظيم ليس مثالياً، لكننا شعرنا بأننا نملك حق التعليم بكرامة". أما الطالبة سلمى الأحمد، من ريف حلب الغربي، فقالت لـ "العربي الجديد"، إن التجربة كانت "تاريخية" بالنسبة لها ولزملائها: "كنا نخشى أن تُلغى الامتحانات أو يتم تأجيلها بسبب الوضع غير المستقر، لكن ما حدث فاق توقعاتنا. وجدنا مقاعد، أوراقاً، تنظيماً، وحتى اهتماماً حقيقياً من المعلمين المحليين. هذه أول مرة نشعر فيها بأننا لسنا مهمشين، وأن شهادتنا ستكون ثمرة تعبنا، لا نتيجة قرارات فوقية".

وفي مدينة حماة، التي شهدت هذا العام أول امتحانات ثانوية خارج سيطرة الحكومة السابقة، قالت الطالبة نور خليف، من كفرزيتا لـ "العربي الجديد": "رأيت المعلمات والمشرفات يعملن بجهد كبير رغم ضعف الإمكانيات. الأجواء هادئة جداً، وهناك اهتمام واضح براحة الطلاب. أشعر أن هناك بداية جديدة فعلاً، وأن هذه المنطقة بدأت تستعيد ثقتها بالتعليم". وفي السياق ذاته، عبّر الطالب عمر السلوم، من ريف حماة الشمالي، عن ارتياحه قائلاً لـ "العربي الجديد": "لطالما كنا مهمشين ومضطرين للذهاب إلى مناطق بعيدة للخضوع للامتحان، أما اليوم فالوضع مختلف. لقد عاد الأمل لجيل كامل بأن التعليم لا يزال ممكناً رغم كل شيء".


مرّ اليوم الأول من امتحانات الثانوية بهدوء ويسر مقارنة بالسنوات الماضية، مع تفاوت واضح في جودة الخدمات والبيئة الامتحانية بين المناطق. وبينما رحب بعض الطلاب وأهاليهم بالتسهيلات التي خففت الأعباء، لا يزال كثيرون في المناطق المنكوبة يأملون بفرص تعليم أكثر عدالة. وفي المقابل، حملت بعض المراكز المستحدثة في حلب وحماة روحاً جديدة، أشاعت أملاً بأن يكون التعليم أولى خطوات الاستقرار القادم.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows