عبر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أمله في إبرام اتفاق بشأن غزة خلال أيام قليلة من أجل إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، لكنه أكد أن إسرائيل ستعود إلى القتال "إذا لم يتم نزع سلاح حماس وتفكيك الحركة خلال فترة 60 يوماً".
وذكر نتنياهو، في مقابلة مع برنامج "ذا ريكورد ويذ غريتا فان ساسترين" على قناة نيوزماكس، بثت أمس الخميس، أن "50 محتجزاً لا يزالون في غزة، ويُعتقد أن 20 منهم فقط على قيد الحياة. أريد إطلاق سراحهم جميعاً. ولدينا الآن اتفاق من المفترض أن يخرج نصف الأحياء ونصف الأموات". وتابع: "وبهذا سيكون لدينا عشرة أحياء متبقين وحوالي 12 رهينة متوفين، لكنني سأخرجهم أيضاً. آمل أن نتمكن من إبرامه في غضون أيام قليلة".
ورجح نتنياهو أن تتوصل إسرائيل و"حماس" إلى وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، يمكن للطرفين خلاله محاولة إنهاء الحرب. وجاءت مقابلة نتنياهو مع نيوزماكس بينما يختتم زيارته الثالثة إلى واشنطن منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي. وفي حديثه عن ترامب، قال نتنياهو: "لم يسبق لإسرائيل أن حظيت بمثل هذا الصديق أو هذا الدعم للدولة اليهودية في البيت الأبيض".
وكانت حركة حماس قد قالت، في وقت سابق، إن تصريحات نتنياهو التي أبلغ فيها عائلات المحتجزين الإسرائيليين بعدم إمكانية التوصّل إلى صفقة شاملة "تؤكّد النيات الخبيثة والسيئة لمجرم الحرب نتنياهو، بوضعه العراقيل أمام التوصّل إلى اتفاق يُفضي إلى إطلاق سراح الأسرى ووقف العدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة".
وأضافت في بيان أنها عرضت "في وقت سابق التوصّل إلى صفقة تبادل شاملة، يُفرج خلالها عن جميع الأسرى دفعةً واحدة، مقابل اتفاق يُحقّق وقفاً دائماً للعدوان، وانسحاباً شاملاً لجيش الاحتلال، وتدفّقاً حرّاً للمساعدات. لكنّ نتنياهو رفض هذا العرض في حينه، وما زال يراوغ ويضع المزيد من العراقيل".
وشددت حركة حماس على أنها تواصل "تعاملها الإيجابي والمسؤول في المفاوضات، للتوصّل إلى اتفاق يُفضي إلى وقف العدوان، وانسحاب جيش الاحتلال، وتدفّق المساعدات دون عوائق، حتى يتمكّن شعبُنا من إعادة الإعمار والحياة بكرامة، مقابل إطلاق سراح أسرى متبادل".
إسرائيل تعرض في المفاوضات خريطة تبقي رفح تحت سيطرتها
قالت وسائل إعلام عبرية، الجمعة، إن إسرائيل قدمت خريطة محدثة للانسحاب من قطاع غزة إلى حركة حماس خلال المفاوضات غير المباشرة الجارية في الدوحة، تُبقي بموجبها مدينة رفح جنوب القطاع تحت سيطرتها. وذكرت القناة 12، أن الخلاف الرئيسي في مفاوضات الدوحة هو مدى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي تسيطر عليها في قطاع غزة، مدعية أن تل أبيب وافقت على الانسحاب من محور موراج الذي يفصل رفح عن خانيونس في جنوب القطاع، مقابل إبقاء سيطرتها على رفح.
ونقلت القناة عن مصدرين مطلعين على تفاصيل المفاوضات تأكيدهما أن "الخريطة الجديدة التي قدمتها إسرائيل تتضمن انسحابا من طريق موراج، الذي يبعد نحو 4-5 كيلومترات عن الحدود بين غزة ومصر". غير أن القناة لفتت إلى أنه "وفقًا للخريطة نفسها، لا تزال إسرائيل تصر على إبقاء قوات جيشها على بعد نحو 2-3 كيلومترات شمال طريق فيلادلفي (محور صلاح الدين)". وأضافت: "هناك، تريد الحكومة إنشاء مخيم للاجئين يضم مئات آلاف الفلسطينيين، استعدادا لترحيلهم المحتمل (تهجيرهم) لاحقاً". والاثنين، كشف وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن ملامح خطة إسرائيلية جديدة لإقامة ما سماه "مدينة إنسانية" مكونة من خيام على أنقاض مدينة رفح، تتضمن نقل 600 ألف فلسطيني إليها في مرحلة أولى بعد خضوعهم لفحص أمني صارم، على ألا يُسمح لهم لاحقاً بمغادرتها.
إلى ذلك، أظهر استطلاع رأي صدرت نتائجه، اليوم الجمعة، أن 47% من الإسرائيليين متفائلون بالتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال أيام. وبحسب الاستطلاع الذي نشرته صحيفة معاريف، فإن 47% متفائلون مقابل 37% متشائمين و16% لا يعرفون ما إذا كان سيجري التوصل إلى اتفاق خلال أيام.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)