
أوصلت الأمم المتحدة الوقود إلى قطاع غزة لأول مرة منذ أكثر من أربعة أشهر، بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في المنطقة الساحلية المأهولة بمئات الآلاف من المحتاجين للمساعدات الإنسانية. وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك تسليم 75 ألف لتر من الوقود، الأربعاء، لغزة التي دمرتها الحرب، لكنه أكد أن الكمية لا تقترب من تلبية الاحتياجات المطلوبة. وقال دوجاريك في نيويورك الخميس: "الكمية التي دخلت أمس لا تكفي حتى لتغطية احتياجات يوم واحد من الكهرباء".
ويُشار إلى أن الوقود يعد عنصراً حيوياً لتشغيل المولدات في المستشفيات والمخابز والمرافق الأساسية الأخرى في غزة، التي لا تزال تحت الحصار الإسرائيلي. وحذر دوجاريك من عواقب استمرار النقص، مشيراً إلى أن "أحد الشركاء، على سبيل المثال، أبلغنا هذا الأسبوع بأنه في غضون أيام، قد يؤدي نقص الوقود إلى قطع إمدادات مياه الشرب النظيفة عن نحو 44 ألف طفل يعتمدون على هذا المصدر المائي".
ومطلع الشهر الجاري، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إنّ أزمة نقص إمدادات الوقود تدخل ساعات حاسمة قد يتوقف خلالها عمل المستشفيات، وأكدت في بيان تحذيري أنّ مجمّع الشفاء الطبي والمستشفى الأهلي العربي (المعمداني) يتهدّدهما خطر الخروج عن الخدمة خلال 24 ساعة، وهما اللذان يقدمان الرعاية الطبية الطارئة للجرحى والمرضى في مدينة غزة وشمال القطاع بعد خروج المستشفيات فيه عن الخدمة.
وعلى امتداد العدوان الإسرائيلي، تعمّد جيش الاحتلال تدمير المنظومة الصحية في القطاع، عبر الاستهداف الممنهج والمباشر للمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية في مختلف محافظات القطاع، إذ تفيد وزارة الصحة بأن 80% من المستشفيات أصبحت خارج الخدمة. وبحسب إحصائيّة لدائرة وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة، فإن القطاع كان يضم 38 مستشفى قبل بدء العدوان، منها 16 حكومية، و22 مستشفى أهلياً وخاصاً، وقد أخرج الاحتلال 22 مستشفى عن الخدمة كلياً، وبقيت 16 تعمل جزئياً.
ومن أبرز المستشفيات التي طاولها الدمار والخراب في مدينة غزة وشمال القطاع، مجمّع الشفاء الطبي وكمال عدوان والإندونيسي والعودة ومجمّع ناصر الطبي وغيرها من المراكز الصحية. وكانت آخر المستشفيات التي خرجت عن الخدمة هي الإندونيسي وكمال عدوان شمالي قطاع غزة، في أعقاب تعرضهما للاستهداف المباشر، وسبقهما مستشفى غزة الأوروبي في محافظة خانيونس، الذي تعرض للقصف والتدمير، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة كلياً.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

Related News


