أعلنت إدارة مهرجان قرطاج الدولي، الأربعاء، إلغاء حفل المغنية الفرنسية هيلين سيغارا الذي كان مقرراً ضمن فعاليات الدورة 59 من المهرجان الأقدم في تونس.

وأكدت إدارة المهرجان التزامها بموقف تونس الثابت في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق من أجل استرداد حقوقه كاملة وإقامة دولته المستقلة التي عاصمتها القدس الشريف.

وأشارت إدارة المهرجان إلى أنها حرصت على أن تتضمّن دورة هذا العام عروضاً مساندة لفلسطين ولشعبها، احتفاءً بصمودهم ونضالهم، وانتصاراً لحقّهم في الحياة وفي الحرية، حيث يقدم عرض الافتتاح من "قاع الخابية" للموسيقار محمد القرفي مشهداً يؤرخ دعم تونس لفلسطين منذ الاستقلال، ويحتفي الفنان رياض الفهري في "بساط أحمر" بأطفال رام الله، فيما يصدح صوت الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي في عرض "تخيل روحك تسمع" للفنان كريم الثليبي.

كذلك خصص القائمون على مهرجان قرطاج الدولي عرضين لفنانين فلسطينيين، وهما الفنان محمد عساف والفنان سانت ليفانت.

وجاء قرار إدارة المهرجان بإلغاء حفل هيلين سيغارا بعد ردود فعل غاضبة على الإعلان عن مشاركتها في فعاليات "قرطاج"، أمس الثلاثاء، وذلك بسبب مواقفها الداعمة لدولة الاحتلال، وهو موقف حافظت عليه وردّدته في حفلاتها التي تلت بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتوالت الدعوات على منصات التواصل الاجتماعي من أجل إلغاء هذا الحفل، مع تحميل المسؤولية لوزيرة الشؤون الثقافية التونسية باعتبار المهرجان تحت إشرافها. وكتب مروان بلحاج: "مهرجان قرطاج جايب هيلين سيغارا، مغنية صهيونية مشاركة أكثر من مرة في فعاليات جمع تبرعات بناء مستوطنات على أراضي محتلة!! أي جنون هذا الذي يحصل!!".

بدورها، قالت الناشطة وفاء كشيدة: "مهرجان غلاستنبوري البريطاني يتحول إلى تظاهرة داعمة لفلسطين (...) والناس لكل تدندن منغير ما تشعر Death death to the IDF  (الموت للجيش الإسرائيلي)، إدارة مهرجان قرطاج تستضيف مغنية صهيونية هيلين سيغارا، عائدات حفلاتها تمشي لصندوق يمول الكيان الصهيوني. وغنت غناية تمجد في الاحتلال"، مضيفةً: "رفض هذا العرض والتصدي له واجب على كل تونسي مهما كلفه الأمر".

وكتب سامي معالي: "من غير المقبول اليوم، في ظل المجازر المتواصلة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، أن يُستقبل على أرض تونس فنان أو فنانة معروفة بدعمها للكيان الصهيوني. الفنانة الفرنسية هيلين سيغارا ليست مجرد صوت غنائي، بل هي وجه من وجوه التلميع الثقافي للاحتلال، أحيت حفلات على الأراضي المحتلة برعاية جمعيات صهيونية".

وأضاف: "برمجة حفل لها في تونس ليس فقط تطبيعاً مرفوضاً، بل هو استفزاز صارخ لمشاعر كل تونسي حر، وكل عربي لا يزال يؤمن بأن فلسطين قضية شرف وكرامة. وعليه فإننا نطالب بمحاسبة كل من تورّط في استدعاء هذه الفنانة، وكل من ساهم في تنظيم هذا الحدث المخزي، فالتطبيع ليس مجرد موقف سياسي، بل جريمة أخلاقية في زمن الإبادة".