
أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الاثنين، مقتل 8 عسكريين لها بإقليم كردستان شمالي العراق، خلال عملية للجيش التركي داخل الأراضي العراقية. وتنفذ القوات التركية منذ عام 2021 سلسلة عمليات برية وجوية واسعة داخل العمق العراقي ضمن أراضي إقليم كردستان شمالي البلاد، يشمل مناطق شرق أربيل وشمال دهوك تستهدف معاقل مسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض، وأبرزها مناطق جبال قنديل، مناطق سيدكان وسوران، الزاب، زاخو، العمادية، كاني ماسي، حفتانين، كارا، متين، زمار ومخمور، سنوني وفيشخابور، في محافظات دهوك، وأربيل، والسليمانية، ونينوى.
ووفقا لبيان صدر عن وزارة الدفاع التركية، على منصة إكس، اليوم الاثنين، فقد قتل ثمانية جنود أتراك إثر "استنشاق غاز الميثان" خلال عملية بحث وتمشيط بأحد كهوف إقليم كردستان العراق. وبحسب إيضاح آخر أكدت الوزارة أن الجنود قضوا خلال عملية تمشيط جرت في كهف يقع على قمة بارتفاع 852 متراً، كانت تُستخدم سابقاً مستشفى من قبل الإرهابيين، في إشارة إلى مسلحي حزب العمال الكردستاني.
وكانت العملية بحسب بيان الوزارة جزءاً من جهود البحث عن جثة الملازم أول مشاة نوري مليح بوزقورت، الذي قُتل في (28 أيار 2022)، ولم يُعثر عليها "حينها بسبب كثافة إطلاق النار كما أشارت إلى وجود جنود آخرين تعرّضوا لاستنشاق غاز الميثان، ونُقلوا إلى المستشفى للعلاج. وهذه أعلى حصيلة خسائر بشرية للجيش التركي في العراق خلال عملياتها منذ العام الماضي، حيث قُتل 6 جنود أتراك منتصف يناير 2024 بهجوم استهدف قاعدة تركية حدودية داخل الأراضي العراقية.
ويأتي الإعلان قبيل أيام قليلة من استعداد مجموعة من مسلحي حزب العمال الكردستاني إلقاء أسلحتهم في فعالية رمزية بمحافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، في إطار تنفيذ قرار حل الحزب وإلقاء السلاح. وبحسب مصادر كردية، فإن "عملية التسليم ستتم في مدينة رابرين على أطراف محافظة السليمانية"، وهي منطقة بعيدة مركز السليمانية وقريبة من المطار السليمانية الدولي.
وحول ذلك ردّ الخبير بالشأن العراقي الكردي، سلام الجاف، على ما إذا كانت العملية ستسبب بانتكاسة جهود السلام الحالية، وإنهاء العمليات العسكرية، بالقول، إنه "غير ممكن"، مضيفا خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن "العملية تعتبر عرضية ولم تكن بهجوم من مسلحي حزب العمال الكردستاني، وهذا ما أوضحه بيان وزارة الدفاع التركية، لذا لا يمكن أن يؤثر الحدث على سير عملية السلام الحالية، التي تريد أنقرة نهايتها أن تكون إلقاء كاملا وغير مشروط لسلاح حزب العمال وانهاء عمله العسكري ضد الدولة التركية".
ومنذ عام 2021، تستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية مقرات حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي ومسلحيه، وتحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا، حيث يتخذ الحزب منها منطلقاً لشن اعتداءات مسلحة في الداخل التركي. وأدت عمليات القوات التركية خلال السنوات الثلاث الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي حزب العمال، وتدمير مقرات ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية، كما أسهمت في انحسار واضح للمساحة التي كان الحزب ينتشر فيها على الحدود بين البلدين.

Related News


