
قرّر نادي ليفربول الإنكليزي تخليد ذكرى نجمه البرتغالي، ديوغو جوتا (28 عاماً)، الذي توفي أمس الخميس، في أول قرار بعد حادث السير المأساوي الذي تعرّض له في مدينة زامورا الإسبانية، ووفاته رفقة شقيقه، أندريه جوتا، المحترف أيضاً مع نادي بينافيل البرتغالي المُنافس في الدرجة الثانية، لتُودع بذلك كرة القدم واحداً من اللاعبين المُميزين في ملاعب البريمييرليغ خلال السنوات الماضية، وترك خلفه أثراً كبيراً في عالم هذه الرياضة داخل الملاعب وخارجها.
وأعلن نادي ليفربول عبر موقعه الرسمي، أمس الخميس، قراره بحجب القميص رقم 20 الذي كان يحمله ديوغو جوتا، ليبقى هذا الرقم مخلّداً في سجلات النادي كرمز للوفاء والتقدير، وجاء القرار تخليداً لإسهامه الحاسم في تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لموسم 2024-2025، وهو اللقب العشرون في تاريخ النادي، حيث وقّع جوتا على هدف الفوز الأخير في حياته أمام جماهير مدرج "الكوب" خلال ديربي ميرسيسايد ضد إيفرتون، في مشهد لن يُمحى من ذاكرة مشجعي "الريدز"، ولم تكد فرحته تنقضي حتى توّج مع البرتغال بلقب دوري الأمم الأوروبية، ثم تزوج في 22 يونيو/حزيران الماضي.
واستيقظت مدينة ليفربول على فاجعة إنسانية ورياضية بعد الإعلان عن وفاة جوتا وشقيقه أندريه سيلفا، إثر حادث سير مروّع على الطريق السريع "A-52" في منطقة سيرناديا شمال إسبانيا، ووفقاً لما نقلته صحيفة ذا صن البريطانية، فقد وقع الحادث في منتصف الليل، عقب انفجار إطار سيارة لامبورغيني الفارهة التي كانا يستقلانها، ما أدى إلى انحرافها واصطدامها قبل أن تشتعل النيران فيها بالكامل، ولم يتمكن المسعفون من إنقاذ حياتهما، وأكدت السلطات أن الوفاة حدثت على الفور، ويُعد هذا الطريق من أخطر الطرق في البلاد، بسبب منعطفاته الحادة وحفره العميقة، وسجل سابقاً عدداً كبيراً من الحوادث القاتلة.
وكان من المقرر أن يعود ديوغو جوتا إلى مدينة ليفربول هذا الأسبوع، للمشاركة في انطلاق التحضيرات الصيفية المقررة يوم الاثنين، وكان يستقل السيارة برفقة شقيقه أندريه، في طريقهما إلى ميناء سانتاندير شمال إسبانيا، حيث كان من المقرر أن يستقلا عبّارة إلى إنكلترا، بعدما نصحه الأطباء بتجنّب السفر جواً نتيجة معاناته من مشكلة صحية في الرئة، واللافت أن هذه الرحلة جاءت بعد أسبوعين فقط من زفافه، الذي أُقيم في مسقط رأسه ببلدة ساو كوزمي بمدينة بورتو، بحضور عائلته وأصدقائه، وهي المدينة نفسها التي تستعد لوداعه في جنازة ستُقام صباح السبت، بعدما كانت مقررة مساء الجمعة، وسط تقارير تشير إلى احتمال حضور الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا للمشاركة في مراسم التشييع.
وفيما بدأت الجماهير تتساءل عن ملابسات الحادث، خرج أخصائي العلاج الطبيعي الخاص بجوتا، ميغيل غونسالفيش، ليدحض أي شائعات بشأن سلوك اللاعب في الساعات التي سبقت الوفاة، وقال في تصريحات أبرزتها صحيفة ديلي ميل البريطانية، أنه كان برفقة جوتا حتى قبل خمس ساعات فقط من الحادث، إذ خضع للعلاج في منزله، وأوضح غونسالفيش أن النجم البرتغالي كان يتعافى من حالة نادرة تُعرف بانخماص الرئة، وقد اختار تأجيل الجراحة حتى نهاية مباريات المنتخب البرتغالي، رغم المخاطر الصحية، مبرزاً احترافيته النادرة، كما أكد أن لاعب وولفرهامبتون الإنكليزي السابق لم يكن يحتفل أو يسهر، بل كان هادئاً ومنضبطاً، يستعد لموسم كان يتطلع له بثقة وأمل كبيرين.

Related News
