إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسورية.. دلالات الأشكال والألوان
Arab
1 week ago
share

أطلقت الحكومة السورية، مساء الخميس، الهوية البصرية الجديدة لسورية خلال حفل في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، بحضور الرئيس أحمد الشرع، ووسط احتفالات شعبية في الساحات العامة في عدة محافظات. وافتُتح الحفل بكلمة ألقاها المتحدث باسم فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة، وسيم قدورة، قال فيها: "لم تكن مهمتنا سهلة ولم نبحث عن البهرجة، بل عن الحقيقة. ذهبنا إلى الحرف الأول، إلى اللون في ملابس الفلاح، إلى ظل الأعمدة في تدمر، إلى رائحة الياسمين في دمشق، إلى النقوش في الخزف، وإلى الإيقاع الخفيف في الخد العربي".

وفي كلمة له أمام الحضور، خاطب الشرع الشعب السوري قائلاً: "إنها الشام، إنها دمشق، إنها العزّة والمجد. إن من يستعرض التاريخ يجد أن الشام بداية حكاية الدنيا ومنتهاها، ويتبين له أن ما عشناه في زمن النظام البائد لهو أذل وأهون حقبة في تاريخ الشام، وأن لتاريخ الشام الأثر البالغ في مفاصل التاريخ الكبرى". وأضاف: "أيها الشعب السوري، إن حكاية الشام تستمر بكم فيحكي التاريخ. إن عصر أفولكم قد ولى، وإن زمان نهضتكم قد حان، ودماؤكم لم تذهب سدى، وعذاباتكم لاقت آذاناً مصغية، وإن هجرتكم قد انقطعت، وسجونكم قد حُلت، وإن الصبر أورثكم النصر".

وشدد الرئيس السوري على أن "الهوية التي نطلقها اليوم تعبّر عن سورية التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، وهي من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها واحدة موحّدة، وإن التنوّع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع". ويتصدر طائر العقاب الهوية البصرية الجديدة رمزاً للقوة والتوازن، يعلوه النجوم السورية الثلاثة، وتحمل الأجنحة 14 ريشة ترمز إلى عدد المحافظات السورية، فيما يحمل الذيل خمس ريش ترمز إلى المناطق السورية الكبرى، دلالة على وحدة الأراضي السورية.

وقال وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، إنّ الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين وتعبر عنهم، مضيفاً أنّ "الهوية البصرية الجديدة لم تكن نتاج مؤسّسة واحدة بل ثمرة عمل جماعي شارك فيه أبناء سورية داخل الوطن وخارجه ممن اجتمعوا ليسهموا في بناء الدولة".

الشيباني: الهوية البصرية الجديدة لسورية تجسد التنوع

وأكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن الهوية البصرية الجديدة لسورية تمثل تعبيراً صادقاً عن شعب يستعيد عافيته وينهض مجدداً بكل أطيافه ومكوناته، مشيراً إلى أنها تجسد التنوع الحقيقي للمجتمع السوري. وفي كلمة ألقاها خلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة قال الشيباني إن الدبلوماسية السورية خلال الأشهر الماضية رفضت الاستسلام للواقع المتدهور الذي كان قائماً، وانطلقت في جهود متواصلة لاستعادة الحضور السوري على الساحة الدولية.

وأشار الشيباني إلى أن الوفود السورية التقت خلال الفترة الماضية العديد من قادة العالم الذين أبدوا استعدادهم لدعم الشعب السوري في إعادة بناء وطنه، مضيفاً: "في كل لقاء حملنا ملامح سورية الجديدة، وقدمنا صورة حقيقية بعيدة عن الشعارات المستهلكة". وأوضح أن الوزارة ركزت على صياغة خطاب يعكس الوجه الحقيقي لسورية، خطاب يحفظ كرامة المواطن السوري ويبتعد عن المبالغات والشعارات التقليدية.

وشدد الشيباني على أن "الجهود انصبت على إعادة دمشق إلى مكانتها الطبيعية كبوابة للشرق، وأن هذه الجهود أثمرت عن استعادة سورية لموقعها بين الدول"، مشيراً إلى أن "عودتنا إلى الساحات الدولية تحولت من حلم مؤجل إلى واقع ملموس". وأضاف أن التحركات الدبلوماسية السورية أسفرت عن رفع العقوبات وعودة العلم السوري إلى مقر الأمم المتحدة، معتبراً أن "سورية اليوم باتت أكثر تشابهاً مع شعبها، وأن الرموز الوطنية أصبحت أكثر انفتاحاً وتعبر عن الإنسان السوري، ثقافته، وأرضه".

وأكد وزير الخارجية أن السوريين اليوم يرسمون ملامح هويتهم بأيديهم بعيداً عن الانعكاسات التي يفرضها الآخرون، مشيراً إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب روحاً وطنية قادرة على جمع ما تفرق من الهوية السورية. واعتبر الشيباني أن الاعتراف بتنوع الشعب السوري هو نقطة البداية لبناء المستقبل، مؤكداً أن ما حدث اليوم يمثل إعلان نهاية ثقافية لكل ما ارتبط بالنظام السابق من استبداد وفساد كان يتخفى خلف الشعارات.

بدوره، قال وزير التنمية الإدارية، محمد حسان السكاف، في منشور عبر منصة "إكس" إن العُقاب "يحلق فوق سماء سورية الجديدة، لا كشعار فحسب، بل كبيان سيادة وهوية"، مشيراً إلى أن الرمز الجديد "يستلهم من التاريخ هيبة الدولة، ومن المستقبل عزيمتها"، ومؤكداً أن سورية عبر هذا الشعار "تعلن ولادة هوية بصرية تجسد الكرامة والعزة والعلو والسمو والحرية".

من جهته، وصف وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، سورية الجديدة بأنها "وطن العقاب الحر الأبي الشامخ، الحارس لأبنائه، الراسخ في علاه منذ الأزل"، مضيفاً أن سورية "تنهض بجناحي العقاب الذهبيين نحو سماء لا حدود لها، وتنتشر في ظلالهما أرض الوطن من أقصاها إلى أقصاها، حيث يرقد الشهداء وتحلّق فوقها آمال السوريين في العهد الجديد". وأكد هيكل أنه "بالعزيمة والهمة المشتركة سنسمو جميعاً بسورية إلى ذرى المجد".

وفي السياق ذاته، توجّه وزير الداخلية، أنس خطاب، بالشكر لقوى الأمن الداخلي والشرطة عبر منصة "إكس"، مثمّناً "الجهود الاستثنائية التي بذلوها لتأمين الاحتفالات الشعبية بإشهار الهوية البصرية الجديدة"، ومؤكداً أن "بيقظتكم وانضباطكم تتجلى صورة الدولة التي نحميها ونبنيها معاً".

وشهدت مختلف المحافظات السورية ماعدا محافظتي الرقة والحسكة شمال شرق سورية، الواقعتين تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) احتفالات جماهيرية واسعة بالمناسبة، حيث احتشد مئات الآلاف في الساحات، وسط عروض وشعارات استحضرت مشاهد من الثورة السورية. واعتبر المشاركون أن هذا اليوم يمثل محطة تاريخية في مسار البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وفي مدينة إدلب شمال غربي سورية، شهدت الساحات العامة احتفالات بهذا الحدث. وقال المواطن السوري حسين حسن لـ"العربي الجديد": "أنا هنا وسط مدينة إدلب مع آلاف الناس، سمعنا كلمة السيد الرئيس معاً وشعرنا بالفخر. اليوم تاريخي بإطلاق الهوية البصرية الجديدة والخلاص من الهوية القديمة التي تذكّرنا بالنظام البائد والاستبداد الذي عانى منه الشعب السوري عقوداً".

وقال المواطن أحمد حاج قدور (40 عاماً) لـ"العربي الجديد": "طوال سنوات حياتي لم أشعر في سورية أنه يوجد شيء يعبر عن وطني أو هويتي السورية، حتى أتى هذا اليوم وسعدت بهذه الهوية البصرية اليوم. يكفي أنها تجمع السوريين ولا تفرق بينهم. نحن بأمسّ الحاجة لكل شيء يجمعنا، فنحن في مرحلة بناء صعبة للغاية ويجب تجاوزها بالتعاون بين الحكومة والشعب بكل أطيافه ومكوناته".

 

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows