
توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ليل الأربعاء، في قريتي البصالي وأم اللوقس بريف القنيطرة جنوبي سورية، واختطفت ثلاثة أشخاص اثنان منهم شقيقان، في حين زعم جيش الاحتلال تنفيذ عملية خاصة أسفرت عن "اعتقال خلية تديرها إيران" خلال العملية.
وقال الناشط أحمد الحمدان لـ"العربي الجديد"، إن قوة إسرائيلية اقتحمت القريتين فجرًا، وشرعت بمحاصرة منزل عائلة سالم الأحمد في قرية البصالي، ثم اقتحمته واختطفت الشقيقين مالك 32 عاماً، وعامر، 29 عاماً، أمام أطفالهما، دون إبداء أسباب واضحة. وأشار الناشط إلى أن عملية الاقتحام تخللها تفتيش دقيق باستخدام الكلاب البوليسية.
أما في قرية أم اللوقس المجاورة، فاتخذت العملية منحى أكثر إثارة للقلق، حيث توجهت قوات الاحتلال إلى منزل سالم مصطفى 45 عاماً، وعندما لم تجده، ضغطت على أسرته عبر التهديد باختطاف زوجته وأبنائه رهائن لتسيلم نفسه، ما دفعه إلى العودة إلى منزله وتسليم نفسه خشية من تنفيذ الاحتلال تهديداته.
وزعم جيش الاحتلال في بيان "إلقاء القبض على خلية إيرانية". وقال "نفذت قوات اللواء 474 التابع للفرقة 210 الليلة الماضية عملية خاصة للقبض على خلية من المسلحين تم تحريكها من قبل إيران في منطقة أم اللوقس والبصالي في الجنوب السوري، وذلك بالتعاون مع المحققين الميدانيين المنتمين للوحدة 504"، مدعيًا العثور على أسلحة وقنابل يدوية في المنطقة، وهو ما نفته مصادر محلية في محافظة القنيطرة، مؤكدة أن "المعتقلين ليسوا سوى مدنيين عاديين".
كما أكد الناشط أحمد الحمدان لـ"العربي الجديد"، أن المختطفين "لا صلة لهم بأي جهات سياسية أو عسكرية"، مشيرًا إلى أن الاحتلال يوجه تهمًا جاهزةً مسبقًا للمختطفين مثل الارتباط بحزب الله أو "التخطيط لأعمال معادية". ويستطرد قائلًا "ما حدث في القنيطرة ليس استثناءً. الجيش الإسرائيلي يختلق تهماً أمنية لاستهداف المدنيين السوريين في المناطق المحتلة، بينما تتجاهل قواتنا المحلية هذه الانتهاكات". وتابع "المفارقة المؤلمة أن بعض هؤلاء المعتقلين يتلقون تهما من أجهزة الأمن السورية لاحقاً (..) المواطن يُعتقل مرتين: مرة تحت تهمة التعامل مع إسرائيل، ومرة أخرى بتهمة التعامل مع المقاومة. هذه الحلقة المفرغة تدفع السكان إلى العزلة والخوف"، على حد قوله.
ويرى المحامي السوري رفيق حمزة في حديث لـ"العربي الجديد" أن "القنيطرة أصبحت أرضاً محتلة، وأن المجتمع الدولي يتغاضى عن انتهاكات إسرائيل بحجة الحرب على الإرهاب، بينما الأجهزة الأمنية السورية عاجزة عن حماية حدودها". ويختتم "إذا استمر هذا الصمت، ستتحول القنيطرة إلى سجن مفتوح".

Related News


