محتجون يطالبون ويمبلدون بسحب رعاية بنك باركليز للبطولة لدعمه إسرائيل
Arab
3 hours ago
share

تحوّلت أجواء افتتاح بطولة ويمبلدون للتنس، ثالث بطولات "الغراند سلام" الأربع الكبرى، إلى مشهد احتجاجي صاخب يوم الاثنين، بعدما نظم عشرات الناشطين من حملة التضامن مع فلسطين مظاهرة أمام البوابة الرئيسية لمجمع "أول إنغلاند كلوب" في العاصمة البريطانية لندن، طالبوا فيها بسحب رعاية بنك باركليز البريطاني للبطولة، وسط اتهامات للبنك بـ"التواطؤ في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة"، بسبب استثماراته في شركات السلاح التي تزود الجيش الإسرائيلي بالمعدات.

وبحسب صحيفة Evening Standard، نظّم نحو 24 متظاهراً حملة رمزية ضمت سيارة فضية مليئة بثقوب الرصاص تحاكي السيارة التي كانت تقل الطفلة الفلسطينية هند رجب (5 أعوام)، والتي قتلت مع 6 من أقاربها واثنين من المسعفين في يناير/ كانون الثاني 2024، بعد أن استهدفتهم دبابة إسرائيلية خلال محاولتهم مغادرة غزة. وشكلت هذه السيارة نصباً تعبيرياً قوياً لتجسيد هذه المجزرة، ووضعت أمام أنظار جمهور البطولة الوافدين من أنحاء العالم. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "باركليز يخدم الإبادة الجماعية في إسرائيل"، ورددوا شعارات مثل: "باركليز.. لا يمكنك الاختباء، نحملكم مسؤولية الإبادة".

وقال المتظاهر خالد زلماي لوكالة "أسوشييتد برس": "إنه بنك شركات الأسلحة التي من الواضح أنها تزود إسرائيل بالأسلحة". وأضاف: "لا ينبغي علينا تسليح إسرائيل، ولا ينبغي لنا السماح لأي شخص بتسهيل تسليحها، وأعتقد أنه يجب قطع العلاقات مع إسرائيل، بنفس الطريقة التي تم قطع بها العلاقات مع روسيا".

وقال المتظاهر داميان مكارثي، وهو محامٍ مقيم في لندن، لوكالة الأناضول: "بنك باركليز يستثمر في بطولة ويمبلدون، وهو متواطئ في الإبادة الجماعية… لهذا نطالب بمقاطعته – وقد بدأنا نلمس النتائج". وأشار إلى أن باركليز سبق أن استثمر في نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، واضطر لاحقاً إلى الانسحاب نتيجة المقاطعات الشعبية، مضيفًا: "نحن نحاول تكرار ذلك النموذج الآن مع فلسطين". واتهم مكارثي الحكومة البريطانية بأنها "متواطئة تماماً في الإبادة الجارية"، منتقداً موقف رئيس الوزراء كير ستارمر، الذي عمل معه سابقاً في المجال القانوني، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية "تفشل أخلاقياً في وقف هذه الجرائم".

رد بنك باركليز

ورداً على دعوات المقاطعة، قال بنك باركليز عبر موقعه الرسمي إنه "يعترف بالمعاناة الإنسانية العميقة التي تسببها هذه الحرب"، مؤكداً أن مسألة حظر أو تقييد تصدير الأسلحة هي من اختصاص الحكومات وليس البنوك. وأضاف البيان: "لقد لاحظنا قلق الحكومة البريطانية والأميركية بشأن سقوط مدنيين واستهداف عاملين في مجال الإغاثة، وسنواصل متابعة التطورات عن كثب".

ويرى محللون أن تكرار هذه الاحتجاجات سيؤدي إلى تصنيف باركليز كمستثمر غير أخلاقي، وهو ما قد يدفع صناديق استثمار دولية إلى سحب أموالها، لا سيما تلك الملتزمة بمعايير الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية. وقد اضطر البنك بالفعل إلى الانسحاب من رعاية مهرجانات موسيقية في صيف 2024 عقب احتجاجات مماثلة، مما يشير إلى وجود ضغوط شعبية متصاعدة ضد دعم البنك لإسرائيل. 

ولم تصدر إدارة بطولة ويمبلدون بياناً رسمياً حتى الآن، لكن الاحتجاجات أمام أبوابها تسلط الضوء على علاقة الرياضة بالتمويلات التي تدعم الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة من 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ومن المتوقع أن تواجه إدارة البطولة ضغوطاً خلال الأيام المقبلة لقطع علاقتها مع بنك باركليز، خاصة أن انسحابه من مهرجانات موسيقية قد تكون سابقة أخلاقية يصعب تجاهلها.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows