
عربي
حقق عدد من النجوم في العالم، نجاحات رياضية مُذهلة في بعض المرّات، كان حافزها مآسي سبقت المباريات أو مختلف التحديات، وآخرها مع مدرب منتخب السعودية، الفرنسي هيرفي رينار، الذي كشف بعد مواجهة منتخب العراق منذ أيام قليلة في الملحق التأهيلي لكأس العالم 2026، أن الأسباب التي جعلته يقول في المؤتمر الصحافي الذي سبق اللقاء، إن المواجهة هي الأهم في مسيرته، حيث كان قد طالبته والدته بالتأهل مع المنتخب السعودي، قبل رحيلها منذ أشهر، ولهذا كان حريصاً على أن يُهديها التأهل.
ويقود رينار قائمة من النجوم عاشوا لحظات قاسية خلال مسيرتهم قبل تحقيق النجاح، فقد خاض لاعب خط الوسط الإسباني لوكاس تورو (24 عامًا) مباراة مع فريقه فرانكفورت الألماني، أمام لاتسيو الإيطالي في عام 2018 وسط ظروف درامية، وعلم صباح اللقاء بوفاة شقيقه فجأةً في أثناء الليل. ولم يقم لوكاس تورو بإعلام أحد عن الخبر المأساوي، إلا مدربه آدي هوتر قبل المباراة، ثم منحه المدرب حرية اللعب من عدمه. وأوضح هوتر: "لوكاس أكد لي بحزم رغبته في البقاء في مركزه مهما كلف الأمر". وهكذا، لعب لوكاس تورو، وكان أداؤه ممتازًا طوال التسعين دقيقة. لم يُبلّغ زملاء تورو بالمأساة التي أثرت عليه إلا بعد المباراة ولكنه لعب متحفزاً.
وأهدى لاعب ساحل العاج، ماكس غراديل، هدف الفوز الذي سجله في مرمى غينيا الاستوائية في نهائيات بطولة كأس أمم أفريقيا 2022، لوالده الذي توفي قبل أيام. ولم يتمكن من حضور جنازة والده في الثامن من شهر يناير/كانون الثاني بسبب مضاعفات فيروس كوفيد. وصرّح قائد ساحل العاج، عن هدفه قائلاً: "إنه مزيج من العاطفة والفرح في آن واحد".
كما غمرت الدموع اللاعب البرتغالي، جواو نيفيز، مع صفارة نهاية مباراة إياب دور الـ 16 من الدوري الأوروبي بين تولوز الفرنسي وفريقه بنفيكا (0-0) في عام 2024. وانفجر لاعب الوسط البرتغالي الشاب بالبكاء بينما هتفت جماهير فريقه باسمه من مدرجات ملعب تولوز، وذلك بعد المحنة المروعة التي مر بها في الأيام التي سبقت المواجهة، حيث توفيت والدة اللاعب قبل يومين من اللقاء. ورغم حزنه الشديد، قرر السفر إلى تولوز. وقد خيره المدرب روجر شميدت بين اللعب أو الغياب، لكنه تمسّك باللعب وحمل شارة سوداء خلال المباراة.
ولم تقتصر اللحظات الدرامية على النجوم في كرة القدم، بل شملت الصربي نوفاك ديوكوفيتش، فبعد الانتصار الأوكراني ألكسندر دولغوبولوف في عام 2012، رفع يديه إلى السماء، متأثراً بشدة، بعد المباراة، ثم غادر الملعب باكياً، من دون أن يخاطب الجمهور كما جرت العادة مع الفائز، وسط تصفيق حار. وأكد المذيع حينها ما كان يعلمه الجميع منذ الصباح ولم يُعلن رسمياً حينها: وفاة جده فلاديمير، "بطله" الذي أهدى إليه فوزه الأخير في ميامي.
كما شارك مارك شيفيل، مهاجم فريق وينيبيغ جيتس، في المباراة السادسة من الجولة الثانية من سلسلة مباريات الدور الثاني ضد دالاس ستارز في دوري الهوكي على الجليد الأميركي في عام 2025، على الرغم من وفاة والده، براد، في اليوم السابق. وقال حينها، مدرب جيتس، سكوت أرنييل، قبل أقل من ثلاث ساعات من انطلاق المباراة: "كما أخبرني مارك، يتمنى براد لو كان يلعب. نعلم أنه سيشجعنا من هناك. لقد كان معنا خلال سلسلة مباريات الدور الثاني ضد البلوز، وسيكون معنا الليلة أيضًا. كان مارك يتمنى بشدة أن يكون حاضراً الليلة".
كما خاض لاعب الرغبي الفرنسي، ماكسيم ماشينو، مباراة فريقه راسينغ 92 أمام بوردو ـ بيغل، في عام 2019، رغم أنه علم بوفاة والده صباح يوم المباراة، ورغم التأثر الكبير أصرّ على مساعدة فريقه. فبينما كان يستعد للعودة إلى مركزه الأساسي لأول مرة منذ عودته من الإصابة، علم لاعب خط الوسط في فريق راسينغ 92 بوفاة والده ورفض ماكسيم عرض ناديه بعدم المشاركة، محترمًا بذلك رغبة والده وفق ما نقلته صحف فرنسية وموقع lerugbynistere الفرنسي. ويُقال إن برتراند ماشينو كشف لابنه ماكسيم قبل وفاته ببضعة أيام أنه يجب عليه اللعب مهما كانت الظروف. لذا، استجاب ماشينو لطلبه.
