انتشار بكتيريا "الركيتسيا" في ليبيا... قلق من ضعف الاستجابة
عربي
منذ 3 أيام
مشاركة
أطلقت وزارة الحكم المحلي في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، حملة ميدانية لمكافحة انتشار حشرة القراد، بمنطقة سوق الجمعة، في مدينة ترهونة، جنوب شرق العاصمة طرابلس، في خطوة استهدفت الحدّ من انتشار هذه الحشرة التي تعد من بين عوامل نقل بكتيريا "الركيتسيا". وأوضحت إدارة الإصحاح البيئي التابعة للوزارة، أنها تنفذ الحملة بمشاركة مديريات القربوللي وطرابلس وترهونة وجنوب طرابلس وزليتن وعين زارة، ضمن خطة للاستجابة العاجلة تهدف إلى حماية الصحة العامة، وأن الفرق الميدانية باشرت عمليات رش كثيفة في مواقع سجلت فيها الحشرات، مع مراعاة ضوابط الاستخدام الآمن للمبيدات، وتوعية المواطنين بطرق التعامل معها. وأكدت أن الخطوة تستجيب لحالة طارئة، بعد تسجيل إصابات بمرض "الركيتسيا"، وهي جزء من تعاون ميداني بين إدارات الإصحاح البيئي في البلديات، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإعداد برنامج عمل متكامل وجدول زمني لمتابعة الحالات والتعامل فوراً مع أي بؤر محتملة.  وجاءت الحملة غداة إعلان المركز الوطني لمكافحة الأمراض أن شبكة الرصد والاستجابة السريعة التابعة له اكتشفت إصابات بـ"الركيتسيا" في المنطقة الوسطى، ما حتّم تفعيل نظام الرصد النشط لمتابعة الوضع الوبائي، بالتنسيق مع الجهات الصحية المختصة.  وذكر المركز أن "المرض ينتقل عبر حشرات، مثل القراد والبراغيث والقمل، ويظهر عادة خلال فترات موسمية في مناطق تنتشر فيها حيوانات برية أو أماكن تربية المواشي، ومن أبرز أعراضه ارتفاع درجة الحرارة، والطفح الجلدي، والصداع، وآلام في الجسم. وقد تتطور هذه الأعراض في بعض الحالات وتصبح أكثر خطورة".  ودعا المركز المواطنين إلى مراجعة الأطباء فور ظهور الأعراض، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل ارتداء ملابس طويلة عند الوجود في مزارع أو غابات، واستخدام مواد طاردة للحشرات، وتجنّب ملامسة حيوانات قد تحمل طفيليات، والحفاظ على النظافة الشخصية، وغسل الملابس بانتظام. ورغم الخطوة الحكومية، أبدى مواطنون قلقهم من أخبار المرض، وتكرار انتشار حشرات ضارّة مثل البعوض والقراد والبراغيث في عدد من المدن. ومن ترهونة، يقول الطاهر بسباس لـ"العربي الجديد": "بات الناس يخشون من أي أوجاع قد يبديها الأطفال، ونسمع كل يوم عن أمراض جديدة من دون أن نفهم طبيعتها وأسبابها وأدويتها، ويتكرر السؤال على مواقع التواصل الاجتماعي عن نوع التطعيم اللازم لهذا المرض، وتكتفي السلطات عادة بإعلان تسجيل حالات، وهذا ما حدث الآن مع هذا المرض الذي لم نعتد حتى على نطق اسمه من دون أن يخرج أي مسؤول أو طبيب لتوضيح حجم الخطر وكيفية التصرف". وتتحدث فوزية العكاري، وهي معلمة تعيش في حي قصر بن غشير، جنوبي طرابلس، لـ"العربي الجديد"، عن أن "طلاب المنطقة يتعاملون بقلق مع زملاء في الدراسة قدموا من مدينة ترهونة المجاورة، حيث تفشى مرض الركيتسيا، ويتخوفون من انتقاله إليهم، لذا نطالب السلطات بأن تتعامل بجدية مع الوضع المزعج الخاص بأخبار انتشار المرض، لأن تطميناتنا غير نافعة بلا ضمانات، كما يبدو جلياً أن المراكز الصحية عاجزة عن مواجهة أي طارئ أو حتى عن تشخيص الحالات بدقة. وعيش المواطنين على نصائح عامة لا يكفي، خصوصاً أن كثيرين منهم فقدوا الثقة في قدرة الدولة على حمايتهم، لأن المؤسسات الصحية تتعامل مع الأزمات كأنها بيانات إعلامية وليست أوبئة حقيقية". ويوضح المتخصص في الأمراض الجلدية خالد البرعصي، لـ"العربي الجديد"، أن "مرض الركيتسيا ليس جديداً، لكنه مقلق في بيئة ليبيا الحالية، بسبب ضعف أنظمة الرعاية الأولية، وغياب الفحوص المخبرية الدقيقة. ينتقل هذا المرض من طريق لدغة القراد أو البراغيث، وهو من الأمراض البكتيرية التي تصيب بطانة الأوعية الدموية، وتتسبّب في التهابات تؤدي إلى طفح جلدي وحمى حادة. وهذا ما أعلنه المركز الوطني، لكن هذا الأمر غير كافِ، ولا بدّ من التشخيص المبكر، ومجرد إطلاق حملات مكافحة الحشرات من دون توفير أدوية وعلاج بمضادات مناسبة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة خاصة لدى الأطفال وكبار السن". يتابع البرعصي: "تتعدد وسائل الوقاية التي يجب أن يتبعها الناس في ظل ضعف تعامل الحكومات مع الوضع الصحي، خاصة في البيئات التي تعيش على تربية الحيوانات، وتتطلب تنظيف أماكن تربيتها دورياً. على الصعيد الفردي يمكن أن يُبعد سكان هذه المناطق الأطفال وكبار السن عن أماكن تربية الحيوانات حتى القضاء على الحشرات المسببة. ونحذر من أن استمرار تدهور منظومة الصحة العامة يجعل أي مرض بسيط خطراً على حياة الناس، لأن النظام الصحي اليوم يعمل بعقلية الإطفاء وليس الوقاية، ولا يوجد برنامج وطني يتحمّل مسؤولية متابعة الأوبئة".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية