ناقلات النفط الإيرانية تتخلى عن التخفي لأول مرة منذ 2018
عربي
منذ 4 أيام
مشاركة
كشف موقع تتبع ناقلات النفط (Tanker Trackers) أن معظم ناقلات النفط التي ترفع العلم الإيراني أصبحت ترسل بيانات تتبع دقيقة عبر نظام التعرف الآلي للسفن (AIS)، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2018 بعد سنوات من التخفي عن أنظمة الملاحة. وجاء ذلك عقب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط وحديثه عن السلام. وأوضح الموقع، أمس الثلاثاء، أنه فجأة ظهرت نحو 20 إلى 25 ناقلة إيرانية من أصل 39 تديرها شركة الناقلات الوطنية الإيرانية (NITC) على أنظمة التتبع العالمية، في حين لا يزال السبب غير معروف. وكانت هذه السفن تعمل لسنوات ببيانات مظلمة لإخفاء صادرات النفط، في وقت قد تكشف فيه الرؤية الكاملة عن نحو 1 إلى 2 مليون برميل يوميا من التجارة المخفية. وأكدت شركة آسيا شيبّينغ ميديا المحدودة، عبر موقعها سبلاش، أن هذه المعلومات جرى التحقق منها بواسطة مزودين مختلفين لبيانات نظام AIS، مشيرة إلى أن معظم الناقلات الإيرانية ترسل الآن بيانات صحيحة دون انتحال هوية، وهي المرة الأولى منذ عام 2018. وتشير تقديرات غربية إلى أن ما تقوم به إيران هو مزيج من مراعاة العقوبات والمخاطر الاقتصادية، ومحاولة تحقيق توازن بين استمرار التصدير وتجنب الكشف، وأن السماح بقدر من الظهور في بيانات التتبع قد يكون خطوة استراتيجية لتقليل الانتباه أو لإظهار التجارة بمظهر شرعي في بعض الحالات، أو لتلبية متطلبات مشترين وشركات تأمين. ونقلت صحيفة سبلاش عن سمير مدني، المؤسس المشارك لـTanker Trackers، قوله إن توقيت هذا الحدث يجعله أكثر غرابة، بعد قرابة ثماني سنوات من التلاعب المنهجي بنظام AIS من قبل الأسطول الإيراني. وأضاف: "لا يبدو أن الأمر يتعلق باختراق إلكتروني، إذ إن ناقلات النفط الإيرانية عادة ما توقف أجهزة الإرسال والاستقبال بدلا من تغيير مواقعها، لكن اللافت أن ذلك حدث في اليوم نفسه الذي زار فيه ترامب الشرق الأوسط وتحدث عن وقف الأعمال العدائية". ومنذ عودته إلى السلطة، بدأ ترامب ما يعرف بـ"حملة الضغط الأقصى" ضد إيران عبر فرض عقوبات متكررة تستهدف صادراتها النفطية. وقال يوم الاثنين الماضي، وفقا لموقع بلومبيرغ، إنه مستعد لرفع العقوبات عن إيران إذا رغبت في التفاوض، مؤكدا أنه يعتقد أن إيران "ستكون بخير وستنجح في النهاية". وفي كلمة أمام البرلمان الإسرائيلي، أعلن ترامب "فجرا تاريخيا لشرق أوسط جديد"، مضيفا أنه من السهل التوصل إلى اتفاق سلام مع إيران. وتساءلت صحيفة إينرجيتيكا البولندية أمس الثلاثاء عما إذا كان سلوك الناقلات الإيرانية ناتجا عن زيارة ترامب للمنطقة. وكانت طهران تخفي صادراتها النفطية عبر ما يعرف بعملية الاختفاء (Going Dark)، وذلك من خلال تعطيل نظام AIS أو خفض إشاراته عند الاقتراب من الموانئ أو مناطق نقل الشحنات لتفادي الكشف عن مصدر النفط. كما كانت تلجأ إلى تبديل الأعلام والأسماء لتفادي العقوبات، وعمليات النقل من سفينة إلى أخرى في عرض البحر لتغيير هوية الشحنة، إضافة إلى استخدام وثائق شحن مزورة تظهر أن النفط من بلدان أخرى. ويرى مركز دراسات إيران أن عودة بعض السفن الإيرانية للظهور مجددا في أنظمة التتبع العلنية تعكس مجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها الضغوط الدولية المتزايدة واستخدام الأقمار الصناعية في المراقبة، ما جعل من شبه المستحيل إخفاء السفن كليا، إضافة إلى نشاط شركات التتبع الخاصة مثل Kpler وVortexa وWindward التي تعتمد على بيانات فضائية متقدمة لتحليل أنماط حركة السفن. كما يشير المركز إلى أن المخاوف الأمنية المتصاعدة ربما دفعت طهران إلى إظهار بعض السفن لتجنب الاشتباه أو الاستهداف، في حين فرضت الدول المستوردة، مثل الصين، متطلبات قانونية وتجارية أكثر صرامة تستدعي مستوى أعلى من الشفافية لتفادي العقوبات الثانوية. ويرجح المركز أن تغيرات في سياسات العقوبات وآليات تطبيقها جعلت الظهور الجزئي خيارا أقل خطورة من الإخفاء الكامل، ما يعكس تكيفا تكتيكيا جديدا في سلوك إيران البحري. وبحسب شبكة سي أن بي سي الأميركية، فإن هذا التوجه قد يعكس محاولة إيرانية لإظهار جزء من تجارتها النفطية بمظهر مشروع أمام الشركاء التجاريين وشركات التأمين، مع استمرار العمل بأساليب الإخفاء التقليدية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية