
عربي
حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حديث مع صحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية، فجر اليوم الاثنين، روسيا من إمكانية إرسال صواريخ توماهوك بعيدة المدى إلى أوكرانيا "إذا لم تنه موسكو الحرب على أوكرانيا قريباً". ويأتي كلام ترامب بعد إعراب روسيا عن قلقها من احتمال تسليم صواريخ توماهوك المجنحة الأميركية لأوكرانيا، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس الأحد، في حديث للإعلامي المقرب من الكرملين بافيل زاروبين: "هذا سلاح خاص له نسختان، غير نووية وأخرى نووية، وله مدى بعيد".
ومع ذلك، اعتبر بيسكوف أن صواريخ توماهوك لن تغير موازين القوى في ساحة المعركة، مؤكداً أن روسيا تدرس التصريحات الصادرة عن الغرب بخصوص إمكانية تسليم الصواريخ. ووصف الوقت الحالي بأنه "لحظة دراماتيكية للغاية من جهة زيادة التوتر من الأطراف كافّة"، وجدد تأكيد استعداد روسيا للتسوية في أوكرانيا، معتبراً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال يبدي "إرادة سياسية" لمواصلة المفاوضات، ولكن أوروبا وأوكرانيا لا تريدان ذلك، وفق بيسكوف. وفي الفترة الأخيرة، صدرت تلميحات أميركية متكرّرة بإمكانية تسليم صواريخ توماهوك المجنحة لأوكرانيا.
اتصال جديد بين زيلينسكي وترامب
وفي آخر تطور على هذا المسار، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، أنه أجرى اتصالًا هاتفياً جديداً مع ترامب، في ثاني تواصل بينهما خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد مكالمة أولى جرت أمس السبت. ووصف زيلينسكي الاتصال الجديد بأنه كان "مثمراً للغاية".
وقال الرئيس الأوكراني في منشور على قناته عبر "تليغرام": "توصلنا أمس إلى اتفاقات حول قضايا محددة لمناقشتها، وتناولنا اليوم جميع هذه الجوانب، بما في ذلك حماية الأرواح في بلادنا، وتعزيز الدفاعات الجوية، وصمودنا، وقدرتنا على تنفيذ ضربات بعيدة المدى". وأشار إلى أنه تطرق كذلك إلى "تفاصيل عديدة تتعلق بقطاع الطاقة"، مشيداً بـ"اطلاع الرئيس ترامب الجيد على مجريات الأحداث في أوكرانيا".
واعتبر زيلينسكي أن تزويد بلاده بصواريخ "توماهوك" الأميركية المجنّحة قد يشكل "عامل سلام"، موضحاً أن "روسيا تتخوف من احتمال تسليم الأميركيين هذه الصواريخ إلى كييف". وأضاف: "اتفقنا مع الرئيس ترامب على أن يتولى فريقانا، والعسكريون من الجانبين، متابعة كل ما ناقشناه، بما في ذلك ما يتصل بملفي الطاقة والغاز".
وفي وقت سابق اليوم، أجرى زيلينسكي اتصالًا هاتفياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحثا خلاله قضايا الدفاع الجوي، والجهود الدبلوماسية المرتقبة في الأسابيع المقبلة، إلى جانب الوضع في محطة زابوريجيا النووية. وأكد زيلينسكي استعداد أوكرانيا لصيانة خطوط الطاقة بالمحطة وضمان أمنها.
وكان موقع "أكسيوس" الأميركي قد نقل، عقب اتصال السبت بين ترامب وزيلينسكي، عن مصدرين مطلعين قولهما إن الرئيسين ناقشا إمكانية تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، التي يصل مداها إلى 2500 كيلومتر.
وتُعد هذه الخطوة مثار قلق كبير في موسكو، وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد رأى أن تسليم صواريخ توماهوك لأوكرانيا سيهدم التوجهات الإيجابية في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، قائلاً في تصريحات صحافية في عطلة نهاية الأسبوع الماضي: "كانت هناك قضايا متعلقة بمناقشة إمدادات نظم أسلحة جديدة، بما فيها صواريخ بعيدة المدى عالية الدقة مثل توماهوك وغيرها. فقد حذرت من أن ذلك سيؤدي إلى هدم علاقاتنا أو التوجهات الأخيرة التي برزت في هذه العلاقات على الأقل".
وفي الأسابيع الأخيرة، أعرب ترامب عن استياء متنام إزاء بوتين. واتّهم الرئيس الروسي من جهته أوروبا مؤخراً بالحؤول دون تسوية النزاع في أوكرانيا والعمل على "تصعيد دائم" للصراع. وبداية الأسبوع المقبل، يتوجه وفد أوكراني برئاسة رئيسة الوزراء يوليا سفيريدنكو إلى الولايات المتحدة لإجراء مباحثات تتناول إمكان فرض عقوبات على موسكو، فضلاً عن ملفَي الطاقة والدفاع الجوي لأوكرانيا.
روسيا تقصف بنية تحتية للطاقة في أوكرانيا
إلى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية، قولها، اليوم الأحد، إنّ القوات نفذت ضربات استهدفت منشآت بنية تحتية للطاقة في أوكرانيا تشكل جزءاً من مجمعها العسكري الصناعي بحسب ما نقلت "رويترز". وذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء، نقلاً عن وزارة الدفاع، أن الدفاعات الجوية أسقطت 72 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
"فاينانشال تايمز": واشنطن تساعد كييف في استهداف منشآت طاقة روسية
في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، اليوم الأحد، أنّ الولايات المتحدة تساعد أوكرانيا على شن ضربات بعيدة المدى لاستهداف منشآت طاقة روسية منذ أشهر في محاولة مشتركة لإضعاف اقتصاد موسكو وإجبار بوتين على اللجوء إلى المفاوضات. وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أوكرانيين وأميركيين مطلعين، إنّ المخابرات الأميركية ساعدت كييف في ضرب أصول طاقة روسية مهمة، بما في ذلك مصافي نفط، بعيداً عن خط الجبهة.
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أنّ المخابرات الأميركية تساعد كييف في تحديد الإحداثيات والتوقيت والقرارات المهمة، ما يمكّن الطائرات المسيّرة الأوكرانية الهجومية الملغومة بعيدة المدى من تفادي الدفاعات الجوية الروسية. وأضافت نقلاً عن ثلاثة أشخاص مطلعين أن الولايات المتحدة تشارك عن كثب في جميع مراحل التخطيط، ونقلت عن مسؤول أميركي قوله إنّ أوكرانيا تحدّد أهداف الضربات بعيدة المدى، بينما توفر واشنطن معلومات مخابرات عن نقاط ضعف المواقع.
