
عربي
يبدو أن العلاقة غير المباشرة بين الجزائري ونجم الأهلي السعودي رياض محرز (34 عاماً) وأسطورة النصر كريستيانو رونالدو (40 عاماً) تتخذ في كل مرة شكلاً جديداً يجمع بين التناقض والإعجاب المتبادل، فبعد أشهر من حديثه عن اختلاف رؤيته مع النجم البرتغالي حول مستوى الدوري السعودي، عاد محرز ليتحدث عنه مجدداً، لكن هذه المرة بنبرة إعجاب واحترام، في تصريح جاء بعد مساهمته في تأهل منتخب الجزائر لكأس العالم 2026.
وبعد فوز "الخُضر" بثلاثية نظيفة أمام الصومال في مدينة وهران الخميس، سُئل محرز عن إمكانية مواصلة مشواره حتى كأس العالم التالية، فأجاب ضاحكاً أمام الصحافيين الحاضرين: "لا، ستكون الأخيرة. لست رونالدو يا أخي"، في إشارة مازحة إلى قدرة "الدون" على الاستمرار في أعلى المستويات رغم بلوغه سن الأربعين. ورغم نبرته الساخرة، فإنّ تصريحات قائد المنتخب الجزائري عكست اعترافاً واضحاً بإصرار النجم البرتغالي الذي ما زال يمدّ مسيرته بالعزيمة والطموح نفسه منذ عقدين.
ومن اللافت أنّ هذا ليس أول تطرق لمحرز إلى رونالدو في تصريحاته، إذ سبق أن خالفه قبل نحو ثلاثة أشهر عندما تحدث عن مستوى الدوري السعودي لكرة القدم، مؤكداً أنّ البطولات الأوروبية الكبرى لا تزال أكثر تنافسية، في حين كان "الدون" يرى أن الدوري السعودي في طريقه ليصبح من بين الأفضل في العالم. وقال محرز في تلك المناسبة: "لسنا بعيدين كثيراً عن المستوى الأوروبي، لكن ما زال أمامنا طريق طويل، نعمل بجد، وكل شيء يتطور بسرعة هنا".
لكن الاختلاف في التقييم لم يمنع محرز من الإشادة برونالدو لاحقاً، بعد أن رأى فيه نموذجاً استثنائياً في الانضباط والطموح قائلاً: "إنه قوي بشكل لا يُصدق، ويستحق كل التقدير، حتى في سن الأربعين، ما زال يتحرك وينطلق وكأنه في بداياته". وهي كلمات تُظهر أن قائد الأهلي السعودي بات ينظر إلى النجم البرتغالي على أنه قدوة في الحفاظ على المستوى الذهني والبدني، رغم أنه يختار طريقاً مختلفاً في مسيرته.
وهكذا، يُجسد محرز ورونالدو وجهين مختلفين لشغفٍ واحد بكرة القدم، أحدهما يؤمن بواقعية الموهبة والانسجام مع الزمن، والآخر يواصل تحدي العمر بإصرار لا ينطفئ، وبين الاختلاف في الرؤية والاتفاق في الطموح، يلتقي النجمان الجزائري والبرتغالي على حقيقة واحدة وهي أن العظمة لا تُقاس بعدد الألقاب فقط، بل بقدرة اللاعب على الإلهام وصنع الفارق مهما تغيّرت المراحل.
