الجزائر تبحث عن شركاء جدد في أكبر معرض للطاقة بشمال أفريقيا
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
تبحث الجزائر عن مزيد من الشراكات الدولية في قطاع الطاقة عبر أكبر معرض في شمال أفريقيا ينطلق اليوم في مدينة وهران غربيّ البلاد، في ظل تراجع إيراداتها النفطية والغازية بنحو خمسة مليارات دولار خلال عام 2024 بحسب بيانات المركزي الجزائري. ويقام معرض ومؤتمر أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين (ناباك 2025) من السادس إلى الثامن من أكتوبر/تشرين الأول في مركز المؤتمرات بوهران، تحت شعار "تسريع طاقة الغد وتحقيق مزيج طاقي فعّال عبر الشراكات والاستثمار والابتكار والتكنولوجيا"، بحسب بيان المنظمين، الذي أكد أن الجزائر باتت تحوز ميزةً استراتيجية فريدة تجعلها وجهة مفضلة للاستثمارات الطاقوية وبناء منظومة أكثر استدامة. وأضاف البيان أن المشاركة القوية لوزارة الطاقة والمناجم، ومجمع سوناطراك، ووكالة تثمين موارد المحروقات "النفط"، وسلطة ضبط المحروقات، تعكس الدعم الرسمي لمسار الانتقال الطاقوي الذي تراهن عليه الجزائر لتعزيز الانفتاح على الشراكات الأجنبية، وأوضح المنظمون أن الدورة الجديدة من المعرض ستشهد حضور قادة في مجالات الطاقة من القارات الخمس، جاؤوا لتجديد التزامهم ببناء شراكات طويلة الأمد وإطلاق ديناميكيات اقتصادية جديدة في مجالات النفط والغاز والهيدروجين. وأشار البيان إلى أن قطاع الاستكشاف والإنتاج سيكون في قلب النقاشات، ضمن بيئة استثمارية تعتبرها السلطات محفزة لجعل البلاد قطباً طاقوياً قارياً ومتوسطياً بامتياز، خصوصاً بعد الإصلاحات التي مسّت قانون المحروقات لعام 2019. ويشارك أكثر من 500 عارض من نحو 60 دولة في هذا الموعد، الذي سيسلط الضوء على أحدث التقنيات والمعدات والحلول العملية على طول سلسلة القيمة الطاقوية. وتشارك في هذا الحدث الطاقي شركات كبرى من مختلف القارات على غرار سوناطراك الجزائرية وإيني الايطالية وتوتال الفرنسية، إضافة إلى شركات من الولايات المتحدة الأميركية على غرار أكسون موبيل وشيفرون وأوكسيدنتال بيتروليومز وهاليبرتون، فضلاً عن حضور صيني لافت. 🔴🎥افتتاح الطبعة الـ 13 لمعرض ومؤتمر الطاقة والهيدروجين لإفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط “ناباك 2025″ بـ "وهران" 🔳معرض ناباك يوفّر منصّة عالمية رفيعة المستوى تجمع أكثر من 500 عارض يمثلون 60 دولة وشركات نفط وطنية ودولية وموردي حلول تكنولوجية ومقاولات هندسية وصناع قرار حكوميين… pic.twitter.com/naNAVbEphb — Radio Algeria international إذاعة الجزائر الدولية (@radioalginter) October 6, 2025 تراجع إيرادات الطاقة في الجزائر ويأتي المعرض في وقت تشهد فيه الجزائر مؤشرات مالية غير مشجعة، إذ تراجعت إيرادات النفط والغاز، المورد الرئيسي للعملة الصعبة، بنحو خمسة مليارات دولار العام الماضي، وفق بيانات بنك الجزائر المركزي. وهبطت مداخيل البلد العربي 10% من 50.49 مليار دولار عام 2023 إلى 45.23 مليار دولار في سنة 2024. هذا التراجع انعكس على قيمة العملة المحلية (الدينار) التي تواصل انخفاضها في السوق الموازية والرسمية مقابل اليورو، فيما سجلت تحسناً طفيفاً أمام الدولار لدى البنوك. كما لم تصل بعد الصادرات غير النفطية إلى المستوى المأمول، وظلت تحت مستوى 5 مليارات دولار في العام 2024، بعد بلوغها عام 2022 أعلى قيمة تاريخية لها منذ استقلال البلاد عام 1962، بما يقارب 7 مليارات دولار. المحروقات البحرية والغاز الصخري ويظهر برنامج المعرض، الذي اطلع عليه "العربي الجديد"، تخصيص جلسة نقاش لمحور حول المحروقات البحرية والموارد غير التقليدية، وفي مقدمتها الغاز الصخري. وتعد الجزائر، وفق تصنيف الوكالة الدولية للطاقة، ثالث أكبر احتياطي عالمي من الغاز الصخري باحتياطات مؤكدة تفوق 20 ألف مليار متر مكعب. وكانت احتجاجات شعبية عام 2015 قد دفعت الحكومة إلى تجميد مشروع استغلال الغاز الصخري في ولاية أدرار جنوبي البلاد، بعد موجة رفض واسعة بسبب المخاوف البيئية وإمكانية تلوث المياه الجوفية. وفي الأسابيع الأخيرة، كشف رئيس الوكالة الجزائرية لتثمين موارد المحروقات، سمير بختي، في تصريحات صحافية، أن الجزائر باتت على وشك توقيع اتفاقيات مع شركتي إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتَين، في مجال المحروقات غير التقليدية. وورد في شرح لجلسة النقاش الأولى للحدث الطاقي، أن الجزائر التي تمتلك باطن أرض غني بالموارد الأحفورية، تعتمد منذ عقود على المحروقات التقليدية ركيزةً أساسية لاقتصادها الوطني، غير أن التحولات العميقة التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية، وتراجع إنتاج بعض الحقول الناضجة، دفعت الحكومة إلى التفكير في تنويع مواردها الطاقوية عبر التوجّه نحو استغلال الموارد البحرية وغير التقليدية. واعتبر المصدر ذاته أن هذه الموارد تمثل فرصة استراتيجية لتنويع إمدادات الطاقة الوطنية وتعزيز أمن الطاقة على المدى الطويل، بالنظر للإمكانات الجيولوجية للجزائر، مشيراً إلى أنّ تطوير الموارد البحرية وغير التقليدية يعد خطوة أساسية للمضي قدماً بالنسبة للجزائر، وإذا جرى تنفيذها بطريقة مخططة ومسؤولة ومبتكرة، فإنها لن تؤمن دخل الطاقة للبلاد فحسب، بل ستضعها أيضاً في مكانة لاعب حديث ومرن في قطاع الطاقة العالمي.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية