
عربي
رغم عودة محمد صلاح إلى التشكيلة الأساسية، تابع ليفربول سلسة النتائج السلبية بثلاث هزائم توالياً، أكدت أن الفريق في نسخته الحالية بعيد كل البعد عن الفريق الذي هيمن على الدوري الإنكليزي في الموسم الماضي وحصد اللقب، بعدما حسم المنافسة سريعاً بانتصارات مثيرة، والطريف أن ليفربول في الموسم الماضي لم يقم بصفقات تُذكر، وكان من بين أقل الأندية إنفاقاً عكس "الميركاتو" الصيفي الماضي، الذي حطّم خلاله "الريدز" أرقامهم القياسية على مستوى حجم الإنفاق لدعم صفوفهم.
وبعد خسارة أولى في بداية الموسم أمام كريستال بالاس في نهائي الدرع الخيرية، ومِن ثمّ فقد الفريق لقباً كان يبدو في متناوله، شهدت نتائج الفريق تراجعاً رهيباً في المباريات الأخيرة، بسقوطه للمرة الأولى في الدوري الإنكليزي أمام كريستال بالاس، ثم خسارة بعد أيام قليلة أمام غلطة سراي التركي في دوري أبطال أوروبا، قبل أن ينهزم الفريق مجدداً أمام تشلسي في "البريمييرليغ"، أمس السبت، بنتيجة (1ـ2). وللمرة الأولى منذ عام 2023، يخسر الفريق ثلاث مباريات توالياً. وتعكس النتائج الأخيرة وضعاً غير متوقع لفريق ليفربول أفقده صدارة الترتيب، وهو الذي كان مرشحاً لرفع الفارق، خاصة بعد تعثر مانشستر سيتي في العديد من المناسبات.
ومن الواضح أن الفريق لم يوفق بعد في الصفقات التي قام بها، ذلك أن ليفربول، ورغم انطلاقته القوية في الدوري الإنكليزي، بحصد خمسة انتصارات توالياً منحته الصدارة سريعاً، لم يُقدم مستوياتٍ مقنعةً، وكان يهزم منافسيه بصعوبة كبيرة، إذ كان توحي البداية بأن الفريق يعاني خللاً، وأن التعديلات التي قام بها المدرب الهولندي، آرني سلوت، على التشكيلة لا تتماشى مع قدرات اللاعبين، ذلك أن المهاجم الفرنسي، هوغو إيكتيكي، هو الوحيد، الذي برز نسبياً في بداية الموسم وسجل أهدافاً، وافتك في بعض الفترات النجومية من المصري محمد صلاح، الذي لم يكن في أفضل مستوياته وأرقامه تؤكد ذلك. ومنح المدب الهولندي ثقة للألماني فوريان فيرتز الذي توقع له بأن يكون محرك وسط الملعب في الموسم الجديد ويلعب دوراً حاسماً في تألق الفريق، خاصة أنه تمتّع بحرية التحرك ولكن بمرور المباريات راكم الألماني الفشل بشكل واضح، إلى أن خسر مكانه الأساسي، حيث دفعت الهزيمة أمام غلطة سراي، المدرب الهولندي إلى القيام بتعديلات عميقة على تشكيلة "الريدز"، وهو أمر طبيعي بعد خسارتين توالياً، ذلك أن إضافة الوافدين الجدد غابت لحدّ الآن، وكل لاعب منهم يحتاج إلى وقت إضافي لينسجم مع أسلوب لعب الفريق، رغم أن المهاجم السويدي، ألكسندر إيزاك، يملك خبرة كبيرة بالدوري الإنكليزي، إثر سنوات من التألق مع فريق نيوكاسل، ولكنه لم يستطع حتى الآن ترك بصمته.
ولسوء حظ المدرب سلوت، فإنه لم يجد بعد التركيبة المثالية بين نجوم الموسم الماضي، والأسماء التي استُقدمت في الموسم الحالي، ذلك أن الأرجنتيني ماك أليستر، الذي كان متوهجاً في العام الماضي، لم يقدم الإضافة المرجوة منه في وسط الملعب، ويرتكب الكثير من الأخطاء بشكل مستمر، وهذا الأمر ينطبق على نجم الفريق الأول محمد صلاح الذي صنع الفارق في الموسم الماضي ولا يكاد يمرّ لقاء من دون أن يساهم بالأهداف أو عبر الصناعة، بعدما فشل في التهديف، خلال آخر أربع مباريات، وكانت مساهمته خلالها بصناعة هدف وحيد، وهي أرقام لا تعكس قيمته الفنية العالية.
ورغم العثرات الأخيرة، يمكن لليفربول الذي يملك رصيداً بشرياً مميزاً أن يتدارك، خاصة أن الفريق سيكون مُقبلاً على مباريات أكثر صعوبة بعد التوقف الدولي، والضغط سيكون على نجوم الفريق، خاصة محمد صلاح الذي يحمل آمال الجماهير، كما أن المدرب الهولندي سلوت يواجه أول أزمة حقيقية مع ليفربول، إذ اقترن تراجع النتائج بضعف المستوى الفني في مختلف المباريات، وظهر ليفربول شبحاً للفريق المتألق، خلال الأشهر الأولى من الموسم الماضي محلياً، وكذلك في دوري أبطال أوروبا.
