الصين متخوفة من الأنشطة العسكرية الأميركية في محيطها
عربي
منذ ساعتين
مشاركة
أجرى الجيش الأميركي خلال الشهرين الماضيين تدريبات مشتركة مع كوريا الجنوبية في مناورات "درع الحرية أولشي" و"الصولجان الحديدي"، وكذلك مع اليابان في مناورات "التنين الحازم 2025"، ومع كلا البلدين في مناورات "حافة الحرية". هذه الكثافة في التدريبات العسكرية في محيط الصين أثارت مخاوف بكين، وطرحت تساؤلات حول الغاية منها وتداعياتها على المنطقة. وحذرت مصادر عسكرية صينية من أن التدريبات المشتركة الموسعة للجيش الأميركي والمتكاملة بالذكاء الاصطناعي مع اليابان وكوريا الجنوبية تشكل خطراً على الأمن الإقليمي. وفي مقالة رأي كتبها جي تشنغ، من أكاديمية العلوم العسكرية للجيش الصيني، ونُشرت في صحيفة الجيش قبل بضعة أيام، أشار إلى الوتيرة المتزايدة وتعقيد التدريبات العسكرية المتعددة الأطراف المختلفة التي عقدت في الأسابيع الأخيرة. وكتب جي: "لقد تجاوزت التدريبات التعاون العسكري التقليدي وتطورت إلى أدوات استراتيجية للقوى الخارجية لزعزعة استقرار ديناميكيات الأمن الإقليمي". وذكرت المقالة أن "التهديدات الإقليمية المبالغ فيها" بشأن الصين وكوريا الشمالية استخدمت لتبرير التدريبات، التي زادت وتيرتها ومداها الجغرافي ومجالاتها التشغيلية. ليو وانغ تشين: نوعية التدريبات ومجالاتها كانت مختلفة عن المناورات السابقة تدريبات متعددة المجالات وكانت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية قد أعلنت الشهر الماضي أن التدريبات "متعددة المجالات"، المعروفة باسم "حافة الحرية"، جرت في المياه الدولية في شرق وجنوب جزيرة جيجو من 15 إلى 19 سبتمبر الماضي، وهي تمثل تدريباً سنوياً يهدف إلى الرد على التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية وحماية السلام والاستقرار الإقليمي مع الالتزام بالقانون واللوائح الدولية. بينما وصفت القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مناورات "حافة الحرية" بأنها "أهم مناورة ثلاثية متعددة المجالات" بين الدول الثلاث، قائلة إنها أظهرت "التزامهم المشترك بتحقيق السلام والحفاظ عليه بشكل جماعي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ". وعُقدت مناورات "حافة الحرية" لأول مرة في يونيو/ حزيران 2024، وأُجريت ثلاث مرات خلال 15 شهراً. أما مناورات "الصولجان الحديدي" فتُركّز على العمليات النووية، وأُجريت ثلاث مرات خلال 13 شهراً. وكانت النسخة الأخيرة من مناورات "فريدوم إيدج"، التي عقدت على مدى خمسة أيام في منتصف سبتمبر الماضي، جديدة من جهة إضافة عناصر الدفاع والهجوم بالإضافة إلى عناصر التنسيق متعدد المجالات، ما يشير إلى التحول نحو الحرب المتكاملة، حسب صحيفة الجيش الصيني. وبشأن ذلك، قال الباحث في المعهد الصيني للدراسات الآسيوية ليو وانغ تشين، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الصين تابعت عن كثب التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، والتي شهدت نشر نظام صواريخ تايفون الأميركي لأول مرة في اليابان، بعد نشر سابق له في الفيليبين. ولفت إلى أن نوعية التدريبات ومجالاتها كانت مختلفة عن المناورات السابقة، إذ تمحورت حول التعامل مع الهجمات السيبرانية في زمن الحرب، وكذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في تعطيل الشبكات واختراق الأجهزة المعادية. هذا الأمر أشار، حسب ليو، إلى تحوّل في الاستراتيجية الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي باتت على ما يبدو تركز على تأهيل الحلفاء في المنطقة للاضطلاع بأدوار متقدمة في التصدي للتهديدات الصينية، خصوصاً في ظل الانشغال الأميركي في التوترات والصراعات بمنطقة الشرق الأوسط. من جهته، قال الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية في تايبيه خون وانغ، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن تحركات الجيش الأميركي في المنطقة تمثل مصدر قلق بالنسبة لبكين، ولكن ما يثير مخاوف الصين بشكل أساسي هو نشر الولايات المتحدة نظام تايفون في شمال الفيليبين العام الماضي، ونشره أيضاً في اليابان خلال التدريبات العسكرية المشتركة الأخيرة. ولفت إلى أن منظومة صواريخ تايفون، المعروفة أيضاً باسم قاذفة القدرة متوسطة المدى، تستطيع إطلاق صواريخ توماهوك كروز الهجومية البرية، وصواريخ إس إم-6 للدفاع الجوي بمدى يصل إلى ألفي كيلومتر (1240 ميلاً)، وهو ما يضع بكين وشنغهاي والعديد من المدن والمقاطعات الصينية الواقعة شرقي البر الرئيسي الصيني في مرمى المنظومة إذا تم إطلاق صواريخها من الأراضي اليابانية. خون وانغ: تحركات الجيش الأميركي في المنطقة تمثل مصدر قلق بالنسبة لبكين ردع عسكري يستهدف الصين وروسيا وكانت وسائل إعلام صينية قد اعتبرت أن وجود صواريخ تايفون في اليابان يمثل خطوة خطيرة أخرى من جانب واشنطن لتعزيز موقفها العسكري الهجومي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وذكرت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية أنه من الواضح أن الولايات المتحدة تريد إنشاء إطار ردع عسكري يستهدف الصين وروسيا. ولفتت إلى أنه على الرغم من تأكيدات واشنطن المتكررة أن هذه الخطوات تهدف إلى "الحفاظ على السلام في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، وأنها مدفوعة بـ"احتياجات دفاعية"، إلا أن الواقع يروي قصة مختلفة. وشددت على أن هذه الأنظمة الصاروخية لا تخدم قضية الاستقرار الإقليمي والأمن الجماعي، بل تخدم استراتيجية الهيمنة العالمية للولايات المتحدة. من جانبها، دانت وزارة الخارجية الصينية هذه الخطوة، وحثت الولايات المتحدة واليابان على الاستجابة لدعوة دول المنطقة، وتصحيح السلوكات الخاطئة وسحب نظام صواريخ تايفون في أسرع وقت ممكن. يشار إلى أن مدى صاروخ تايفون يبلغ 480 كيلومتراً، وهو قادر على الوصول إلى البر الصيني من اليابان أو الفيليبين.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية