الأردن: توسيع فئات تأمين علاج السرطان
عربي
منذ ساعتين
مشاركة

وقعت الحكومة الأردنية اتفاقية لتأمين علاج السرطان بالمجان لأكثر من 4 ملايين شخص مع مؤسسة الحسين لعلاج السرطان، بما يشمل كبار السن والأطفال ومنتفعي صندوق المعونة الوطنية، ويبدأ تنفيذ الاتفاقية اعتباراً من مطلع عام 2026 بتكلفة 132.5 مليون دينار (نحو 187 مليون دولار)، تتحمل الحكومة منها 124 مليون دينار، فيما تتكفّل مؤسسة الحسين بالمبلغ المتبقي.

وقالت مديرة مؤسسة الحسين للسرطان نسرين قطامش، لـ"العربي الجديد"، إن "برنامج تأمين العلاج يشكل نقطة تحول في ملف علاج السرطان، والاتفاقية تُعد ترجمة حقيقية لمفهوم العدالة، من خلال الانتقال من مفهوم الإعفاءات وتغطية ما بعد المرض إلى التأمين الصحي والحماية الاجتماعية قبل المرض، بما يشمل تقليص الإجراءات الإدارية على المريض وأهله، والحصول على خدمات صحية عالية الجودة من دون أي إجراءات معقدة، ومن دون أن يكون العبء المادي هاجساً".

تضيف قطامش: "الأطفال وكبار السن هم أكثر الفئات المستفيدة، إذ تشمل الاتفاقية وصول الأطفال إلى العلاج من دون أي إجراءات أو تعقيدات، كما تشمل تأمين الأشخاص من عمر 60 سنة، وهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة، إضافة إلى تأمين جميع الأردنيين الأقل من 19 سنة، وتأمين جميع منتفعي صندوق المعونة الوطنية ضد السرطان بغض النظر عن الفئة العمرية".

وحول توقعات زيادة أعداد مراجعي المركز، توضح قطامش أنه "جرت دراسة هذا قبل توقيع الاتفاقية، والأعداد ضمن الطاقة الاستيعابية الحالية لمركز الحسين للسرطان. هناك فرع للمركز في العقبة (جنوب)، وشراكة مع وزارة الصحة، إذ يشرف المركز على مركز سميح دروزة في مستشفى البشير الحكومي بالعاصمة عمان، ونعمل على توسيع الاتفاقيات الموقعة مع وزارة الصحة لتشمل أقسام أورام أخرى في مستشفيات الوزارة بمختلف المحافظات".


تتابع: "عدد الأسرّة الحالي يبلغ 352 سريراً، والمركز يستقبل ما بين 6 آلاف و7 آلاف مريض جديد سنوياً، والعدد التراكمي للمرضى قيد العلاج نحو 35 ألف مريض، من بينهم 28 ألف مريض محوّلون من جهات حكومية مختلفة. الفئات غير المشمولة بالاتفاقية لديهم خيارات للوصول إلى خدمات المركز من خلال الاشتراك المباشر ببرنامج (تأمين رعاية)، وهو برنامج تأمين صحي تكافلي، أو عبر اتفاقيات موقعة مع وزارة الصحة وجهات أخرى، يُحوَّل بموجبها المرضى حسب الحالة الطبية".

من جهته، قال عميد كلية الطب في الجامعة الهاشمية محمد القضاة، لـ"العربي الجديد"، إن "توقيع هذه الاتفاقية يشكل نقطة تحول في الرعاية الصحية، ويُمهّد للانتقال إلى خطوات أوسع، وصولًا إلى مرحلة التغطية الشاملة لجميع المواطنين. هذه الاتفاقية التي طال انتظارها ستُحدث نقلة نوعية في تحسين حياة المصابين، وستساعد في تطوير برامج الكشف المبكر والفحوص الدورية. تتزايد معدلات الإصابة نتيجة لارتفاع نسب التدخين وعوامل أخرى، ما يستدعي تحركاً استباقياً لضمان استدامة التغطية قبل أن تتجاوز التكاليف قدرة النظام الصحي".

ويؤكد القضاة أن "شمول كبار السن والأطفال ومنتفعي صندوق المعونة الوطنية بالحماية يخفف من المعاناة الإدارية التي كانت تواجه المرضى وأسرهم، لا سيما مع إصدار بطاقة علاج عبر التطبيق الإلكتروني الحكومي (سند)، ما يقلل تعقيدات التحويلات والإعفاءات، ويحسن من تجربة المريض. هذه خطوة نحو توسيع تغطية جميع المواطنين تأمينياً ضد السرطان والأمراض المزمنة، تمهيدًا لتحقيق التغطية الصحية الشاملة، ما ينعكس إيجاباً على الصحة العامة".

بدوره، يقول رئيس جمعية مكافحة السرطان في الأردن عمر النمري إن "أهم الأهداف التي يسعى إليها المعنيون بعلاج السرطان هو الوصول إلى ديمومة العلاج، وتوفير تأمين صحي شامل، وهذه الاتفاقية تمثل خطوة في هذا الطريق، مع ضرورة أن تبقى الحكومة ملتزمة بدفع المخصصات، والسعي إلى شمول جميع المواطنين مستقبلاً كي تنتفي الحاجة إلى إجراءات أو وساطات أو تدخلات للحصول على العلاج".

يضيف: "المرضى المؤمّنون سيتلقون علاجهم في المستشفيات الحكومية، وفي حال عدم توفر العلاج، سيُحالون إلى مركز الحسين، وهذا الإجراء لا يخفف العبء عن المرضى فقط، بل عن أسرهم أيضاً. نسجل نحو 10 آلاف إصابة جديدة سنوياً، من بينها أكثر من 2000 لغير الأردنيين، سواء لمقيمين أو قادمين من الخارج للعلاج، وهناك صعوبات تواجه تحديد العدد التراكمي لمرضى السرطان بسبب وجود حالات وفاة وحالات شفاء".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية