شنت إيران موجة جديدة من القصف، اليوم الخميس، رداً على العدوان الإسرائيلي وسمع دوي انفجارات عنيفة وصل صداها إلى مناطق في الضفة الغربية من جراء الصواريخ الإيرانية، وفق مراسل "العربي الجديد"، فيما أفاد الإسعاف الإسرائيلي صباح اليوم بوقوع أكثر من 130 مصاباً بفعل القصف. ودوت صفارات الإنذار في مختلف أنحاء إسرائيل قبل سماع دوي انفجارات ضخمة ومتتالية في سماء تل أبيب والقدس ومناطق أخرى. وقالت هيئة البث العبرية إنه تم رصد إطلاق 20 صاروخاً من إيران، وقدّرتها صحيفة "يسرائيل هيوم" بـ25، بينما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنها نحو 30 صاروخاً.

وقال الحرس الثوري الإيراني إن الموجة الرابعة عشرة من الهجمات الصاروخية استهدفت أهدافاً استراتيجية إسرائيلية، مشيرًا في بيان إلى استهدافه مقر قيادة واستخبارات للجيش الإسرائيلي بجوار مستشفى سوروكا في بئر السبع. وأوضح أن الهجوم استهدف منشأة فيها آلاف الجنود وأنظمة قيادة رقمية وعمليات حرب سيبرانية. وبحسب البيان، فإن "القدرة الاستخباراتية والقدرة الصاروخية الدقيقة للقوات المسلحة الإيرانية أصبحت أمام أعين العالم"، مضيفًا: "تحولت كل مناطق فلسطين المحتلة إلى ثكنات عسكرية في حالة يائسة ومخيفة".

بدورها، قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا): "كان الهدف الرئيسي للهجوم قاعدة القيادة والاستخبارات للجيش الإسرائيلي (IDF C4I) ومعسكر استخبارات الجيش في تجمع غاف يام التكنولوجي، بالقرب من مستشفى سوروكا". وأضافت أن المستشفى "تعرض فقط لعصف الانفجار... الهدف المباشر والدقيق" كان المنشأة العسكرية.

وفي مدينتي رمات غان وحولون وسط إسرئيل، قرب تل أبيب الساحلية، تضررت مبان أيضا. وهي ليست المرة الأولى التي تتعرضان لها بالاستهداف بالصواريخ منذ بدء الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي الجمعة. وشوهدت آثار الصواريخ وعمليات الاعتراض في سماء تل أبيب، مع سماع دوي انفجارات عند اعتراض المقذوفات القادمة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إصابات مباشرة وقعت في وسط إسرائيل. وذكرت خدمات الطوارئ أن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح خطيرة في الهجمات، فيما أصيب العشرات في ثلاثة مواقع منفصلة. وأضافت أن أشخاصاً لا يزالون محاصرين في مبنى في حي جنوبي تل أبيب.

استهداف البورصة

وحسب صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية، فإن صاروخاً إيرانياً أصاب منطقة بورصة تل أبيب بمدينة رمات غان، وأحدث دماراً هائلاً. فيما أفادت القناة 12 العبرية بأن صاروخاً أصاب منزل داني نافيه، الوزير السابق بحزب "الليكود"، بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في منطقة تل أبيب الكبرى. ونقلت عن نافيه، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة سندات إسرائيل والموجود خارج البلاد: "تعرض منزلنا لضربة قاسية اليوم، وتم إنقاذ مَن فيه بأعجوبة".

وتوعد نتنياهو إيران بدفع الثمن. وقال إن "الطغاة الإرهابيين" في إيران أطلقوا هذا الصباح صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع وعلى سكان مدنيين في وسط إسرائيل. في المقابل، توعدت إيران بجعل إسرائيل "تندم وتدفع ثمن" هجماتها في اليوم السابع من الحرب غير المسبوقة بين البلدين. وكتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر "إكس": "ستواصل إيران ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها بعزة وبسالة وسنجعل المعتدي يندم على خطئه الفادح ويدفع الثمن" متهما تل أبيب بالسعي إلى "توسيع رقعة النيران في المنطقة وأبعد من ذلك".