مئات الإسرائيليين يفرّون من الحرب عبر البحر سراً في يخوت
عربي
منذ 5 ساعات
مشاركة

يقوم مئات الإسرائيليين بالهرب من الحرب سراً عبر يخوت على الموانئ التفريهية، في ظل إغلاق المطارات، ومنهم من يعترف بذلك ومنهم من يحاول إخفاءه. وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس الاثنين، أن كثر انضموا إلى مجموعات توفّر لهم طرق هروب بديلة عن الرحلات الجوية، مضيفة ألا أحد منهم يرغب في الكشف عن هويته، ومعظمهم يقولون إنهم يغادرون لأنه لا خيار آخر لديهم، وحتى من يستطيع دفع تكاليف الرحلات البحرية، وفقاً لما يقوله قادة اليخوت، عليه أن يكون مستعداً لصعوبات أخرى في البحر.

وتحوّل الميناء الترفيهي في هرتسليا إلى محطة مصغّرة في الأيام الأخيرة، حيث يشرع الراغبون في المغادرة ابتداءً من الساعة السابعة صباحاً بالوصول إلى المرفأ، غالباً يكونون أفراداً، والقليل من الأزواج والعائلات، يجرّون حقائبهم بحثاً عن اليخت الذي من المفترض أن ينقلهم إلى قبرص، ومن هناك إلى أي مكان آخر في العالم غير إسرائيل. ووفقاً لمجموعات على "فيسبوك" مخصصة لمغادرة إسرائيل عبر البحر، يسعى مئات الأشخاص لمغادرة إسرائيل بهذه الطريقة. وكما هو الحال عند وجود طلب كبير، يظهر دائماً من يسارع إلى تقديم خدماته مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 2500 شيكل و6 آلاف شيكل.

ولا يقتصر ذلك على هرتسليا، إذ يحدث الأمر أيضاً في مرافئ أخرى مثل حيفا وعسقلان، حيث ينظم أصحاب اليخوت الصغيرة، رحلات لمجموعات من عشرة أشخاص كحد أقصى، بينما لا تزال سلطة السكان والهجرة غير قادرة على تقييم حجم الظاهرة. ويدّعي معظم المغادرين أنهم لا يعيشون في إسرائيل ويريدون العودة إلى ديارهم، رغم أنهم إسرائيليون، بينما يقول آخرون إنهم يرغبون بالانضمام إلى أبنائهم في الخارج. وتعترف قلة منهم فقط، وفقاً للصحيفة العبرية، بأنهم يهربون من الصواريخ الإيرانية، ومع ذلك، لا أحد يرغب في الحديث علناً مع الصحافيين.

بالنسبة لأحد المغادرين واسمه المستعار هو عادي، هذه رحلة باتجاه واحد: "سأنتقل للعيش في البرتغال"، بادّعاء أن شريكته، وهي إسرائيلية، تعيش هناك منذ فترة طويلة، وأخبرته أن الوقت قد حان لذلك. في مارينا هرتسليا أيضاً يسحب رجلان عربة تسوّق مليئة بالمؤن. لاحقاً، يتضح أنهما مالكا إحدى اليخوت ويجهزانها للإبحار، لكنهما يرفضان تقديم أي تفاصيل إضافية للصحيفة.

حاييم وابنه أمير (اسمان مستعاران) يحاولان فتح أحد البوابات المؤدية إلى القوارب. يقول حاييم: "ابني رجل أعمال. لقد علق هنا لعدة أيام وليس لديه خيار آخر. سيبحر إلى لارنكا ثم يسافر إلى ميلانو. إنه لا يفر أو شيء من هذا القبيل". قرب قارب آخر يستعد للابتعاد عن صفارات الإنذار والصواريخ، يقف والدان وابنهما البالغ. الابن، الذي يعيش في كاليفورنيا، يعود الآن إلى "وطنه"، ويقول: "عندما أدركت أن الرحلات الجوية لن تعود قريباً، اتصلت بوزارة المواصلات ووزارة السياحة، وهناك نصحوني بالسفر عبر شرم الشيخ أو الأردن، لأنني أحمل أيضاً جنسية أجنبية. بعض الإسرائيليين يفعلون ذلك، لكنني فضلت تجنب هذه الطريقة".

"سئمنا من الصواريخ"

تنقل الصحيفة عن قائد يخت اسمه موشيه وفريقه، أن "البحر ليس هادئاً تمامًا اليوم، والإبحار إلى قبرص على يخت صغير ليس للجميع". ليضيف يهودا: "هل تعرفون أي كابوس هذا؟ الأمواج، والغثيان، إنهم (أي المسافرين) لا يعرفون ما ينتظرهم". ويوضح موشيه أنه تلقّى العديد من الطلبات لكنه رفضها جميعاً: "سيبدؤون بالتقيؤ، ويسدّون المرحاض بورق التواليت، وسأضطر لتغيير النظام الصحي بالكامل. هذا غير مربح". وبحسبه، فإن الرحلة ليست خطيرة، لكن من لم يعتد الإبحار "سيلعن اللحظة التي قرر فيها المغادرة".

على يخت آخر كان الطاقم يقدم بإحاطة أمان للهاربين: "سننظم دوريات مراقبة ليلية"، يشرح القائد لستة أشخاص، ثم ينتقل إلى تفصيل وسائل الأمان التي تم تجهيز اليخت بها، ومنها جهاز يقول إنه "يحدد السفن الكبيرة ويوضح سرعتها لتجنب التصادم معها، كما يوفّر بيانات عن مصدر السفينة ووجهتها". وعلى السطح الصغير، هناك أيضاً سترات نجاة، وطفايات حريق، وإشارات ضوئية، "وبالنسبة للطعام، هناك من سيأكل أكثر ومن سيأكل أقل. الأهم هو شرب الماء، حتى لو حدث قيء، لأن السوائل تُفقد بسهولة في البحر.. وإلى جانب الأدوية، يُنصح أيضاً بتناول الليمون".

بلغت تكلفة الرحلة على هذا اليخت، كما يروي الركّاب، 2500 شيكل عن كل شخص، لكن هناك من يطلبون أسعاراً أعلى بكثير. يقول أحدهم: "طلبوا مني أيضاً 6000 شيكل في أحد الأماكن. إنه عرض وطلب، ومن يريد عليه أن يدفع". لكن الأمر يعتمد أيضاً على نوع اليخت، والخدمات التي يوفّرها، وسرعته، يوضح شخص آخر: "هناك يخوت تحتوي على غرف، وأخرى تعمل على وقود الديزل وتصل إلى قبرص خلال ثماني ساعات".

وفقًا لأحد القادة، وهو مالك ليخت تجاري مؤمَّن، هناك أيضاً أصحاب يخوت يقومون بنقل الركاب مقابل مبالغ مالية، رغم أنهم لا يملكون تأميناً للركاب. وفي جزء آخر من المارينا، هناك شركة تقوم بتسيير أربع إلى خمس يخوت يومياً: "هذا قليل جدًا"، يقول أصحاب المكان. هناك انتظر زوجان مع طفل دورهم للإبحار. إنهما الوحيدان اللذان يعترفان بصوت خافت أنهما يغادران بسبب الحرب: "لقد سئمنا من الصواريخ".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية