يارا الأصيل: أغنية مؤجلة
عربي
منذ 5 ساعات
مشاركة

تواصل المغنية الفلسطينية يارا الأصيل دراستها العليا في النظريات والتأليف الموسيقي في جامعة حلوان في مصر، حاملة معها إرثًا فنّيًا بدأ منذ طفولتها، إذ تشكّلت أولى ملامح شغفها بالغناء في بيتٍ يتردّد فيه صوت الطرب.
التقطت والدتها موهبتها مبكرًا، وفتحت أمامها أبواب التعلّم، لتضع أولى خطواتها في معهد الكمنجاتي في رام الله، قبل أن تقف بثقة على خشبة القصر الثقافي، وتقدّم أول عروضها أمام جمهور كبير، في لحظة بدت كأنها ترسم بداية الطريق نحو عالمها الغنائي.
تتنقل الأصيل بين ألوان موسيقية غنية ومتنوعة، تجمع بين الطرب والغناء الصوفي وروح الأغنية الوطنية. وهي من أوائل الشابات اللائي خطين في درب الغناء الصوفي على خشبات المسرح، من خلال عرض استثنائي حمل عنوان "يارا تقدم ابن عربي"، الذي أدّت خلاله نصوصًا صوفية، مثل "تحيي إذا قتلت" و"عذب بما شئت"، لتجوب بها مدنًا فلسطينية عدة.
تصف الأصيل غناءها لـ"ابن عربي" بأنه تحوّل مهم في مسيرتها، وجدت فيه صدىً داخليًا يلامس جوهرها.
ألهم هذا المشروع الأصيل لإطلاق أول أغنية صوفية خاصة بها بعنوان "ضنى"، من كلمات زياد سوالمة وألحان إياد ستيتي. ترى في هذا العمل نقطة انطلاق جديدة لمسار فني يحمل توقيعها الخاص، وتعتبره من أبرز محطات نجاحها وانطلاقها في مسيرتها الفنية.
إلى جانب الأغنية الصوفية، أطلقت الأصيل نسخة من "وينك يا إنسانية" التي أدّاها اليوتيوبر الغزي صالح الجعفراوي، وأعادت تقديمها بصوتها، تحت إشراف استديو الفضاء، لتكون صدى فنيًا يعبّرعن وجع الإبادة التي تعيشها غزة.
في عمل آخر، جمعتها أغنية "يا ميما رجع الأصيل" بالفنان خليل قنداح، تحية الشهداء، بكلمات وداع مؤثرة.
مع انتقال الأصيل إلى مصر، افتتحت سلسلة جديدة من الإنتاجات. أولها أغنية "مقبولة الخيانة"، من كلمات وألحان وإنتاج رامي غزاوي، وتسجيل سونيك استديو مع الموزع هيثم فاروق، الذي أعجب بأدائها فجمعتها به أغنية أخرى ديو بعنوان "عايش" بمشاركة المطرب أحمد عادل.
وفي تعاون آخر، أطلقت أغنية "حقك علينا" من كلمات وألحان وليد سعودي، وتوزيع أحمد منير، وشاركت بأغنية ديو بعنوان "يا قناعة" إلى جانب الفنان السعودي ناصر الناصر، بتوزيع هيثم فاروق.
تنشط الأصيل ضمن فرق موسيقية تركز على الأغنية الوطنية والتراثية، وتواصل تقديم عروضها الفردية والجماعية سواء في فلسطين أو خارجها.
تتعامل الأصيل مع الفن بوصفه مساحة مفتوحة للتجريب والتعبير، تنهل من تجارب موسيقيين وفنانين متعددين، وتضيف رؤيتها الخاصة. تكتب، وتلحن، وتعيد تشكيل العمل بطريقتها، ما يمنحها صوتًا وأسلوبًا متفرّدًا.
تدرك الأصيل أن المشهد الفني الفلسطيني نابض بالحياة، لكنه يفتقر إلى الدعم الذي يضمن استمراره؛ فوسط ضعف التمويل وضغط الواقع السياسي، يغيب الحاضن الحقيقي للفنان.

بالنسبة لها، الفن امتداد للنضال، يحمل الذاكرة ويعبّر عن الوجع بلغة صادقة. تغرف من الفلكلور الفلسطيني روحًا وهوية، وتحوّل الأغنية إلى أداة تحمي التاريخ وتوقظ الوعي.
رغم جاهزيتها لإطلاق مجموعة من الأغاني الجديدة، اختارت الأصيل التأجيل احترامًا لما تعيشه غزة، ورفضًا للترويج في زمن مثقل بالفقد. الأعمال تحمل صوتًا جديدًا وهمومًا معاصرة، وولدت من تعاون مع منتج فلسطيني في مصر. ورغم حماستها لها، تؤمن بأن توقيت الإصدار لا يليق باللحظة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية