مؤسسات لوس أنجليس الفنية تتضامن مع المهاجرين
عربي
منذ 6 ساعات
مشاركة

منذ انطلاق حملات المداهمات التي نفذتها سلطات الهجرة والجمارك الأميركية في عدة أحياء من مدينة لوس أنجليس، وما تبعها من احتجاجات واسعة، بدأت أصوات فنية وثقافية محلية تعلن تضامنها الصريح مع المجتمعات المهاجرة والمهددة بالترحيل، في وقت لزمت فيه المؤسسات الفنية الكبرى في المدينة صمتاً لافتاً.
بعد اندلاع الاحتجاجات، أصدرت أربعة كيانات ثقافية بارزة، هي: المتحف القومي الأميركي الياباني، والمتحف الأميركي الصيني، ومؤسسة LA Plaza للثقافة والفنون، ومؤسسة Grand Performances، بياناً مشتركاً وصفت فيه ما يجري بأنه "أزمة مفتعلة"، مؤكدة رفضها للترحيلات الجماعية ووجود القوات العسكرية في شوارع المدينة، ومعلنة دعمها لحق المواطنين في التظاهر السلمي.
رفض البيان الترحيلات الظالمة وغير الإنسانية، مؤكداً حق المجتمع في التجمع السلمي للتعبير عن آرائه، ووصف لوس أنجليس بأنها مدينة التنوع والانفتاح، ويجب أن تظل كذلك. أعقب هذا البيان سيل من ردود الأفعال والتصريحات المماثلة من مؤسسات فنية أخرى، من بينها مركز سبارك للفنون العامة، الذي أكد تضامنه الكامل مع المجتمعات المهاجرة، ورفضه لما وصفه بخطاب الكراهية والانقسام.

عبّر القائمون على مبادرة Destination Crenshaw، التي تُعنى بإبراز الفنون في الأحياء ذات الغالبية الملوّنة في لوس أنجليس، عن تضامنهم العميق مع العائلات المتضررة من سياسات الترحيل الأخيرة، مؤكدين استعدادهم لتقديم الدعم القانوني لكل من طاوله الأذى. أما متحف فنون أميركا اللاتينية، فرد ببيان مقتضب أعلن فيه وقوفه إلى جانب عائلات المهاجرين، مشدداً على أن لكل إنسان الحق في أن يشعر بالأمان في المكان الذي اختاره وطناً. وجدد المتحف التزامه القيم الإنسانية، داعياً إلى اليقظة والتكاتف في وجه السياسات الظالمة.
ورغم تأثير حظر التجول الذي فُرض على وسط المدينة، فإن معهد الفن المعاصر في لوس أنجليس، أعلن توفير مساحة آمنة ومُرحبة للجميع، معرباً عن تأييده للمظاهرات السلمية المناهضة للإجراءات التي استهدفت المهاجرين. ووجه غاليري 839 نداءً إلى عمدة المدينة كارين باس، يطالبه فيه بإصدار أوامر إلى الشرطة باعتقال العملاء الفيدراليين الذين ينتهكون حقوق سكان لوس أنجليس.
غير أن هذا الزخم لم يشمل كل المؤسسات الثقافية. فحتى الآن، لم تُصدر المتاحف الكبرى، مثل متحف مقاطعة لوس أنجليس للفنون، ومتحف الفن المعاصر ومتحف هامر، ومؤسسة غيتي، ومتحف برود، أي بيانات رسمية. ولم تستجب لطلبات الصحافيين بالتعليق، ما أثار تساؤلات عن موقفها من القضايا المجتمعية الحساسة. في مقابل هذا الصمت، اتخذت بعض المبادرات الفنية الصغيرة خطوات عملية على الأرض. فقد شرعت عدة منظمات مستقلة منذ مطلع العام في تنظيم ورش عمل لتوعية المهاجرين بحقوقهم، ووزعت ملصقات تثقيفية تحت عنوان "اعرف حقوقك".
فردياً، أعلن العديد من الفنانين دعمهم بطريقتهم الخاصة. الفنان باتريك مارتينيز وزّع خلال إحدى التظاهرات نحو 50 لوحة تحمل عبارات مضيئة داعمة للمحتجين مذكراً بخطر التغاضي عن انتهاكات السلطة. وفي موقف تعبيري لافت، أطلق الفنان لالو ألكاراز نسخة محدثة من إحدى لوحاته التي صوّر فيها زعيم اتحاد العمال ديفيد هويرتا، مضيفاً عبارات تطالب بالإفراج عنه بعد اعتقاله في أثناء احتجاجات يوم الجمعة. اللوحة طُبعت ورفعت في مسيرة حاشدة، وأكد ألكاراز أن الصورة كانت وسيلة لتذكير الناس بما يحدث، ودعوة إلى المطالبة بالحرية والعدالة. أما الفنانة باربرا كروغر، فقد أعادت إحياء جداريتها القديمة المعروضة في متحف MOCA، وهي الجدارية التي ظهرت تقريباً خلفيةً للعديد من صور المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين. الجدارية التي تسأل: من فوق القانون؟ من يُباع ويُشترى؟ من يملك حق الاختيار؟ بدت وكأنها مرآة للتاريخ وهو يعيد نفسه. جدارية كروغر كانت حاضرة في أثناء انتفاضة عام 1992 في أعقاب تبرئة أربعة من رجال شرطة لوس أنجليس البيض، بعد أن صُوّروا وهم يعتدون بوحشية على رجل أسود يُدعى رودني كينغ.

الفنانة الروسية ناديا تولوكونيكوفا، كانت تؤدي عملاً أدائياً بعنوان "الدولة البوليسية" داخل متحف MOCA حين اندلعت التظاهرات. ورغم إغلاق المتحف، أصرت على مواصلة العرض داخل صالة فارغة، مؤكدة أنها تشعر بتضامن عميق بين من يعانون من استبداد الدولة في موطنها، ومن يُطاردون ويُبعدون في أميركا.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية