
دعت نائبة الرئيس الأميركي السابقة كامالا هاريس الأميركيين إلى الوقوف معاً ضد الرئيس دونالد ترامب وما وصفته بأنه "أكبر أزمة اقتصادية من صنع الإنسان في تاريخ الرئاسة الحديث". أدلت هاريس بهذه التعليقات، أمس الأربعاء، في أكبر خطاب لها منذ مغادرتها منصبها، فيما يعد عودة سياسية لمرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة في الانتخابات 2024 والتي خسرتها أمام ترامب.
وهاريس أيضاً مرشحة قوية لمنصب حاكم كاليفورنيا العام المقبل، وإذا حدث هذا فقد تكون منافسة رئاسية مجدداً. وفي حديثها بمناسبة مرور 100 يوم منذ تولي ترامب منصبه، قالت هاريس إنّ الرسوم الجمركية، التي تشكل السمة المميزة لسياسته الاقتصادية، "تؤدي بوضوح إلى ركود اقتصادي". وأضافت أن سياسات ترامب استفاد منها الأثرياء، ووصفت سياسته بأنها "رؤية ضيقة أنانية".
وألقت كلمتها أمام حشد من سكان مدينتها الأم في منطقة خليج سان فرانسيسكو، في فعالية نظمتها "إميرج أميركا"، وهي منظمة تعمل على انتخاب نساء الحزب الديمقراطي في الكونغرس. وألقى ترامب في ميشيغن، مساء الثلاثاء، أمام حشد من مؤيّديه خطاباً حماسياً بمناسبة مرور مئة يوم على عودته إلى البيت الأبيض أكّد فيه أنّ الإجراءات غير المسبوقة التي اتّخذها حتى الآن وهزّت العالم وزعزعت استقرار الولايات المتحدة "ما هي سوى البداية".
ولم يوفّر ترامب في خطابه أحداً من خصومه، من سلفه جو بايدن "النائم"، إلى وسائل الإعلام "الكاذبة"، إلى القضاة "الشيوعيين"، إلى معارضيه الديمقراطيين "اليساريين المجانين"، إلى الدول الحليفة لبلاده، لكنّها مع ذلك "نهبتنا أكثر من خصومنا على صعيد التجارة"، وصولاً حتى إلى رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول، الذي "لا يقوم بعمل جيّد"، وأيضاً دعاة حماية الأقلّيات على أنواعها والمدافعين عن البيئة.
وأظهر استطلاع جديد للرأي لـ"رويترز/إبسوس" أنّ نسبة تأييد ترامب ظلت ثابتة هذا الأسبوع، لكن الاستياء يتزايد حول طريقة تعامله مع الاقتصاد ونهجه المتشدد تجاه الهجرة، مع القلق من حرب تجارية عالمية والدفع باتجاه زيادة عمليات الترحيل. وأظهر الاستطلاع الذي أُجري يوم الأحد أنّ 42% من المشاركين في الاستطلاع يؤيدون أداء الرئيس الجمهوري في منصبه، من دون تغيير عن استطلاع سابق أجرته "رويترز إبسوس" قبل أسبوع. وظلت نسبة الذين لا يؤيدون رئاسته عند 53%.
وانخفضت نسبة المؤيدين لإدارة ترامب للاقتصاد نقطة مئوية واحدة إلى 36% وهو أدنى مستوى في ولايته الحالية أو في فترة رئاسته بين عامي 2017 و2021، وارتفعت نسبة غير المؤيدين خمس نقاط لتصل إلى 56%. وتصاعدت المخاوف من حدوث ركود في الأسابيع القليلة الماضية مع خوض ترامب حرباً تجارية عالمية ورفع الرسوم الجمركية إلى مستويات عالية جعلت خبراء الاقتصاد يحذرون من أن التجارة مع بعض الدول، ولا سيما الصين، قد تتوقف تقريباً. وشمل استطلاع "رويترز إبسوس" 1029 بالغاً أميركياً على امتداد الولايات المتحدة وبلغ هامش الخطأ نحو ثلاث نقاط مئوية.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)
