
تناولت افتتاحية صحيفة إنفورماسيون الدنماركية، اليوم الأربعاء، بقلم مدير التحرير الصحافي أنطون غيسيت، حرب الإبادة المرتكبة في غزة تحت عنوان "مذبحة الخمسة عشر من عمال الإنقاذ تعزز الشكوك حول مدى قذارة الحرب التي تشنها إسرائيل". وأشارت في السياق إلى أن "المقبرة الجماعية لجثث عمال الإنقاذ، وتحريف الجيش الإسرائيلي للرواية عن استهداف قافلة سيارات الإسعاف والإطفاء في 23 مارس/آذار الماضي لابد أن يثيرا القلق".
وبعد تعريجها على ما جرى بالتفصيل في رفح، وتعرّض المسعفين للقتل، رأت "إنفورماسيون" أنه "تدريجياً، بدأت صورة المذبحة تتكشف". وأضافت أن الرواية تظهر أن جنود الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا النار على سيارات الإنقاذ واحدة تلو الأخرى، وراحوا يربطون مسعفاً، ملقين إياه على الأرض تحت الضرب، والضغط ببندقية على رقبته، قبل أن يتدخل ضابط ليوقف محاولة تصفيته.
ويأتي تناول الصحيفة الدنماركية للجريمة بعد أن قامت هيئة البث العام "دي آر"، بنشر الشريط الذي كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز حول عملية استهداف المسعفين، ما أثار المزيد من السجال محلياً حول الحرب ضد قطاع غزة. وأوضحت "إنفورماسيون" أن عثور فريق من الأمم المتحدة على مقبرة جماعية، كشف عن قيام جيش الاحتلال بدفن رجال الإنقاذ الخمسة عشر بعد أن قام بإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة، ثم قامت جرافاته بتدمير السيارات والمكان لطمس الجريمة.
"إنفورماسيون"، من خلال نقلها ما تطرقت إليه صحيفة غارديان البريطانية، تلقي المزيد من الضوء على جرائم الاحتلال، خاصة حول "العثور على بعض الجثث (لعمال الإنقاذ والإسعاف) مقيدة الأيدي أو الأقدام"، وبما يؤكد أنه جرى إعدام بعضهم ميدانياً، ما يزيد بطبيعة الحال من نقاشات غاضبة، ومن دوافع الحركة المتضامنة مع فلسطين، والدعوات لفرض عقوبات ومقاطعة على الاحتلال. ومثل هذه التغطيات التي تثير أيضاً غضب الأوساط الصهيونية واليمينية المتطرفة، تنزع منهم الكثير من أوراق تدخّلهم المحتجة على التغطيات الإعلامية، أملاً في إبعاد السردية الفلسطينية، ومحاصرة نقل الحقائق الكاشفة للجرائم في غزة.
الصحيفة التي تتخذ نهجاً متقدماً في نشر الوعي بقضية فلسطين، نقلت بشيء من التهكم قول جيش الاحتلال إن المركبات كانت تسير "بشكل مثير للريبة" من دون تشغيل المصابيح الأمامية أو أضواء الطوارئ، لتؤكد أن العثور على هاتف محمول لإحدى الجثث "كشف كذب الرواية". وبعد أن قدمت للقراء ما يشبه سرداً مكتوباً لما احتواه الشريط المصور، ذكرت أن المتحدث باسم جيش الاحتلال "راح يقول إن ستة من القتلى هم من الإرهابيين التابعين لـ"حماس"، من دون تقديم أي توثيق لذلك، بحسب نيويورك تايمز".
وشددت "إنفورماسيون" على أن "المزعج أن الرأي العام تعرّض للتضليل في البداية من قبل الجيش الإسرائيلي، ولم يتم تصحيح الأكاذيب إلا عندما تم العثور عن طريق الصدفة على مقطع فيديو لأحد القتلى". واعتبرت أن ما جرى "يعزز الشكوك القوية بأن القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة المغلق والذي يصعب الوصول إليه، تشن حرباً أكثر قذارة ووحشية مما يمكنها تحمّله". وأضافت: "إن الفلسطينيين يُقتلون من دون تمييز، وبطرق تنتهك بوضوح قواعد الحرب، وأن إسرائيل تستهدف على وجه التحديد المستشفيات والكوادر الطبية التي ينبغي أن تحظى بالحماية بموجب القانون الدولي".
وفي ختام افتتاحيتها، تطرقت الصحيفة إلى نقطة تزيد من عزلة رواية الاحتلال، ذلك بنقلها تصريح "ضابط مجهول لصحيفة هآرتس الإسرائيلية عن أن هذه حالة أكثر شيوعاً مما يظن الناس". وعن نفس الضابط، أضافت الصحيفة: "هل تعلمون من يُعتبر إرهابياً بنظر الجيش الإسرائيلي؟ كل من يقتل. وإلى أن يعلن رئيس الأركان إيال زامير أن هناك أبرياء في غزة وأنه لا يجوز إطلاق النار إلا على من يهدد الجنود، لن نتمكن من حل هذه المشكلة".

Related News
