أعلنت الرئاسة السورية، مساء الخميس، أن الرئيس السوري أحمد الشرع عقد في الدوحة لقاء رسمياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بحضور ورعاية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. بدوره، أفاد الإعلام الرسمي العراقي بأن السوداني اجتمع للمرة الأولى بالرئيس السوري، وذلك بعد أشهر من العلاقات الحذرة بين بغداد ودمشق.
وأشارت الوكالة إلى أن السوداني "جدّد إيضاح موقف العراق الثابت والمبدئي الداعي الى قيام عملية سياسية شاملة وحماية المكوّنات والتنوّع الاجتماعي والديني والوطني في سورية". وتتعامل بغداد بحذر مع دمشق منذ إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
من جانبها، أوضحت الرئاسة السورية أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وذلك "في إطار حرص الجانبين على إعادة تفعيل مسارات التعاون العربي المشترك، والتأكيد على عمق الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين". وأضافت في بيان أن الشرع والسوداني شددا على "ضرورة احترام سيادة واستقلال البلدين ورفض كافة أشكال التدخل الأجنبي"، وأكدا أن "أمن واستقرار سورية والعراق يشكلان حجر الأساس لأمن المنطقة ككل".
وأشارت إلى أن اللقاء تطرق إلى ملف أمن الحدود المشتركة، حيث تم الاتفاق على تعزيز التنسيق الميداني والاستخباري بين الجهات المعنية في البلدين بهدف مكافحة المخاطر المشتركة. وذكر البيان نفسه أن الرئيس السوري عبر عن "شكره وامتنانه لدولة قطر الشقيقة، ولصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على جهوده في تسهيل عقد هذا اللقاء الأخوي، الذي يعكس التزاماً حقيقياً بدعم الحوار العربي وتعزيز أواصر الأخوة والتعاون بين الدول العربية".
وفي الختام، أكدت الرئاسة السورية أن هذا اللقاء "يشكل خطوة مهمة على طريق بناء علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ويمثل انطلاقة جديدة نحو تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الراهنة، وتحقيق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة".
وأجرى الرئيس السوري، الثلاثاء، أول زيارة رسمية له إلى قطر حيث استقبله أمير قطر في الديوان الأميري، واستعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، خاصة في المجالين السياسي والدبلوماسي، وأجرى معه مباحثات تناولت أيضاً أبرز التطورات الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويأتي لقاء الشرع والسوداني في وقت تستعدّ بغداد لاستضافة القمة العربية في منتصف مايو/أيار، حيث أعلن السوداني، الأربعاء، أن بغداد وجّهت دعوة إلى الرئيس السوري للمشاركة في القمة. وشدّد السوداني خلال اللقاء على ضرورة "أن تتخذ الحكومة السورية الجديدة خطوات عملية وجادة في محاربة داعش الإرهابي". وفي منتصف مارس/آذار، زار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بغداد، حيث أكّد أن الحكومة السورية تريد "تعزيز التبادل التجاري" مع العراق.
وبحث السوادني والشرع، في اتصال هاتفي بينهما في مطلع إبريل/ نيسان الجاري، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تناول الاتصال ملف أمن الحدود والتعاون في مكافحة تهريب المخدرات، حيث شدد الطرفان على "ضرورة تنسيق التعاون الأمني لمنع أي تهديدات قد تؤثر على استقرار البلدين".
