شركات كبرى تحذر: مستقبل النفط الأميركي في خطر بسبب تراجع الأسعار
Arab
6 hours ago
share

حذر ملياردير النفط الصخري الأميركي هارولد هام من تداعيات تراجع أسعار الخامات البترولية على مستقبل صناعة النفط الأميركي. وقال هام في مؤتمر "سيرا وويك" النفطي، الذي يقام سنوياً في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية، أمس الجمعة: "إذا ظلت أسعار النفط منخفضة إلى هذا الحد، فقد يتوقف الحفر في بعض حقول النفط الصخري الأميركية الثمينة".

وحذّر مؤسس شركة كونتنينتال ريسورسس، مع اقتراب سعر برميل النفط من 65 دولاراً، من أنّ العديد من حقول النفط الأميركية أصبحت بالفعل في وضع هش. وقال هام لوكالة بلومبيرغ: "عندما تنخفض أسعار النفط عن تكلفة التوريد، لا يمكنك الحفر يا عزيزي". وتأتي تصريحات الملياردير النفطي وسط احتفاء مسؤولي النفط عندما اجتمعوا في هيوستن تحت شعار أجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للهيمنة على الطاقة في ولايته الثانية.

ولفتت نشرة أويل برايس، في تقرير، أمس الجمعة، إلى أنّ قادة الصناعة سارعوا إلى الترحيب بتراجع سياسات المناخ في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، غير أنّ موقف ترامب التجاري العدواني يُثير قلق البعض في هذه الصناعة. فقد فرضت حربه الجمركية الأخيرة مع كندا ضغوطاً هبوطية على أسعار النفط الخام، وهو سيناريو وصفه ترامب بأنه "خبر استثنائي".

ولكن التحذير حيال مستقبل صناعة النفط الأميركي لا يقتصر على هام. فقد حذّر ريان لانس، الرئيس التنفيذي لشركة كونوكو فيليبس، هو الآخر، من أن الضغوط التضخمية تتسلل مجدداً إلى النظام، بينما يشعر المستثمرون بالقلق إزاء تأثير سياسات ترامب التجارية المتقطعة على أسواق الطاقة. ولتراجع أسعار النفط تأثيرٌ كبير على إنتاج النفط الأميركي، إذ يؤثر على قرارات الاستثمار، وتكاليف التشغيل، وديناميكيات السوق بشكل عام. ومع انخفاض أسعار النفط، تتدخل عدة عوامل رئيسية تؤثر في مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة، وفق خبراء نفط.

من جانبه، قال لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، إنّ "الطريقة الوحيدة لتجاوز هذا الوضع ليست بخفض الإنتاج، لأن هذا الخفض سيدمر الاقتصاد. بل يجب أن ننميه". ورغم أنّ الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم، إلا أنّ قادة الصناعة يشيرون إلى وجود حدود لمستقبل الإنتاج، فقد توقعت فيكي هولوب، الرئيسة التنفيذية لشركة أوكسيدنتال بتروليوم، أن يبلغ إنتاج النفط الخام الأميركي ذروته على الأرجح بين عامي 2027 و2030 قبل أن يبدأ في الانخفاض البطيء.

وفي الوقت الحالي، تُعدّ أسعار النفط المنخفضة رائعة للمستهلكين، لكنها ليست كذلك للشركات التي تُخرجه من الأرض. إذا ظلت الأسعار منخفضة حتى مع تخفيف القيود التنظيمية، فقد تصل طفرة النفط الصخري إلى طريق مسدود أخيراً. وعادةً ما تُجبر أسعار النفط المنخفضة الشركات على تعديل استراتيجياتها التشغيلية، وقد تختار العديد من الشركات تقليص الإنتاج مؤقتاً أو تأجيل حفر آبار جديدة حتى تتحسن ظروف السوق.

وفي أوائل عام 2024، أفاد مسؤولون تنفيذيون من مختلف شركات الاستكشاف والإنتاج بأنهم لا يخططون لزيادة أنشطة إكمال الآبار نظراً لانخفاض أسعار الغاز الطبيعي، ما أثر على عملياتهم. كما يتأثر الوضع المالي لشركات النفط أيضاً بانخفاض أسعاره. وقد أشارت "أويل برايس" إلى أنّ العديد من الشركات في القطاع واجهت ضغوطاً متزايدة على هوامش الربح بسبب انخفاض إيرادات مبيعات النفط الخام. ومع انخفاض الربحية، قد تواجه الشركات صعوبات في الوفاء بالتزامات الديون وتكاليف التشغيل، ما يدفعها إلى مواصلة خفض مستويات الإنتاج أو حتى التفكير في عمليات الاندماج والاستحواذ استراتيجيةً للبقاء.

وعلى الرغم من الآثار المباشرة لانخفاض أسعار النفط على الإنتاج، إلا أن له آثاراً طويلة المدى أيضاً. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية (IEA) استمرار ارتفاع الطلب العالمي على النفط في السنوات المقبلة، ما قد يؤدي في النهاية إلى انتعاش الأسعار. ومع ذلك، إذا لم يتكيف المنتجون الأميركيون بسرعة كافية خلال فترات انخفاض الأسعار من خلال تحسين العمليات أو خفض التكاليف، فإنهم يخاطرون بفقدان حصتهم السوقية لصالح المنافسين الآخرين القادرين على الإنتاج بتكاليف أقل.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows