فلسطين عشية النكبة في لوحات مارون طنب المفقودة
Arab
2 hours ago
share
في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 1947، افتُتح في حيفا معرض الفنان الفلسطيني مارون طنب، الذي ضمّ 53 لوحة عكست رؤيته لمدينته. جاء هذا المعرض ثمرة سنوات من العمل، لكنّه سرعان ما تحوّل إلى ذكرى مؤلمة، إذ تزامن مع إعلان قرار تقسيم فلسطين في التاسع والعشرين من الشهر نفسه. هجّرت المنظمات الصهيونية مئات آلاف الفلسطينيين قسرياً، وكان من بينهم طنب وعائلته، الذين لجأوا إلى لبنان. وخلال الفوضى والنزوح، فُقدت لوحات المعرض.   هذا الحدث هو محور معرض "اللوحات المفقودة: تمهيد للعودة – 53 لوحة فُقدت في النكبة، أُعيد تخيّلها واستعادتها"، المقام في فضاءي "MAI" و"Articule" بمدينة مونتريال الكندية، والذي يجمع أعمال 53 فنّاناً فلسطينياً معاصراً في محاولة لإعادة تخيّل تلك اللوحات. ومن بين المشاركين: سليمان منصور، وعبد عابدي، وستيف سابيلا، ومنار زعبي، وآية أبو هواش، وبيان كيوان، ودوريس بيطار، ودعاء بدران، وجوانا بركات، وزهدي قدري. تواصلت "العربي الجديد" مع إحدى قيّمات المعرض، الفنانة هايدي موتولا، التي أوضحت أن فكرة المشروع وُلدت من لقاء جمعها بجويل طنب، حفيدة الفنان الفلسطيني (1912-1981). وكان جدّاهما، مارون وجاك، صديقين في حيفا خلال أربعينيات القرن الماضي. وأثناء إفراغ شقة جدّها بعد رحيله عام 2020، اكتشفت هايدي أرشيفاً نادراً يوثق آخر معرض لطنب في حيفا. تضمّن هذا الأرشيف: دعوة المعرض، وقائمة بعناوين الأعمال، ورسالة كتبها في يناير/ كانون الثاني 1948 يصف فيها ليلة الافتتاح وما أعقب إعلان قرار التقسيم. شكّلت هذه الوثائق أساس مشروع "اللوحات المفقودة"، الذي دعا فنانين فلسطينيين لإعادة ابتكار الأعمال المفقودة، ثم تبلورت المبادرة عام 2023 بعد انضمام الباحثة والقيّمة رولا خوري إلى الفريق. تنعكس آثار الإبادة على أعمال الفنانين وتؤثّر في تخيّلهم للوحات وتوضح موتولا لـ"العربي الجديد" أن "المعرض المفقود يرمز إلى فقدان أوسع وأعمق للتراث الثقافي الفلسطيني، الذي بدأ مع النكبة عام 1948، وما يزال مستمراً، ويتجلّى بأقصى أشكاله في الإبادة الجماعية المستمرّة في غزّة منذ عامين". وتضيف: "حرصت لجنة القيّمين على اختيار الفنانين بعناية، ودُعي كلّ منهم لإعادة تخيّل إحدى اللوحات المفقودة استناداً إلى عنوانها فقط. فتضمّنت القائمة فنانين من الداخل والشتات، وتنوع الممارسات الفنية، بما في ذلك الرسم والتصوير والفيديو والتركيب، مع مراعاة التوازن بين الجنسين والأجيال، بهدف كسر الحواجز التي فرضتها عقود من الاحتلال والفصل العنصري والاستعمار. لكن التحدي الأكبر كان الثقل العاطفي المرتبط بالإبداع في ظل الإبادة المستمرّة في غزة، فالعديد من الفنانين المشاركين اليوم يعانون خسارات عميقة ومباشرة، تنعكس من خلال الحزن والتهجير والقلق وهذا ما يتجلّى في أعمالهم". تختم موتولا حديثها إلى "العربي الجديد" بالقول: "للمشروع هدف آخر ملموس: البحث عن لوحات مارون طنب المفقودة، التي نعتقد أن بعضها قد يكون ما يزال موجوداً في فلسطين أو خارجها. إعادة هذه القطع إلى تاريخ الفن الفلسطيني تمثل مساهمة مباشرة في حفظ التراث والذاكرة الجماعية". تسعى القائمات على المشروع إلى إصدار كتالوغ يضم أعمالاً ومقالاتٍ ذات صلة بمحتواه تعمّق البحث في السياق التاريخي والثقافي. كما يطمحن إلى ترسيخه لا كمعرض فقط، بل بوصفه منصّة تعليمية وموقعاً إلكترونياً أيضاً. بعد انتهاء العرض في مونتريال، سينتقل إلى بوسطن الأميركية خلال الشهر الجاري، ثم يبدأ جولة أوروبية عام 2026 تشمل بلفاست ولندن وبريستول.   قائمة المشاركين/ات نور عابد، وعبد عابدي، وهالة أبو فريح، وغسان أبو لبن، وتالا أبو نوار، وربا الفراونة، وداليا أسامة علي، وفاتن أبو علي، وسما الشيبي، وعائشة عرار، ودعاء بدران، ونسرين أبو بكر، وجوانا بركات، وجاكلين بسول بيجاني، ودوريس بيطار، وبنجي بوياجيان، ومحمد نور الخيري، وفيصل الملك، وأشرف فواخري، وميخائيل حلاق، وآية أبو هواش، ورائد عيسى، وإيمان جبرة، وخالد جرار، وجهينة حبيبي قندلفت، ومادو كيليان، ودينا نظمي خورشيد، وبيان كيوان، ونوال مغثه، ويارا قاسم محاجنة، وماريا صالح محاميد، وسعاد نصر مخول، وسليمان منصور، وسارة مريش، وزهدي قدري، وأنطوان إلياس رفول، و"ريدكولوز"، وفاطمة أبو رومي، وستيف سابيلا، ورزان الصلاح، ونورا صياد، وفريد أبو شقرة، وسماح شحادة، ونردين سروجي، وربا طالب، ودلّة طربيه، وفؤاد ولورينا وساندرا طنب، وماري تومة، وشريف واكد، ورونين زين، ومنار زعبي.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows