مئوية "المحاكمة" لكافكا.. مواصلة الإلهام
Arab
3 hours ago
share

"عن أي جريمة يُحاكَم جوزف ك؟". سؤال ما زال يتردّد في الأوساط الأدبية حتى بعد مرور مئة عام على صدور رواية "المحاكمة" لـ فرانز كافكا. ورغم تقادم الزمن، لا تزال الرواية تثير التساؤلات بما تنطوي عليه من رمزية. اليوم، وفي الذكرى المئوية لصدور هذا العمل، الذي نُشر بعد عامٍ واحد من رحيل مؤلّفه، تتحوّل "المحاكمة" إلى مناسبة ثقافية عالمية، تُستعاد فيها الرواية من زوايا جديدة، وتُقرأ على ضوء قضايا راهنة.

ضمن هذا الإطار، افتُتح مؤخّراً معرضٌ وثائقي في مكتبة العلوم الاجتماعية بجامعة برشلونة المستقلة، ويستمر حتى نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل. يقدّم المعرض عبر الوثائق والمخطوطات رؤية تحليلية للخلفية القانونية التي صاغت نتاجات كافكا الأدبية، مبيّناً كيف تنبّه الكاتب التشيكي، مبكّراً، إلى ثيمة البيروقراطية، مُسخّراً إياها في تفاصيل روايته. كما تُعرض مواد توضّح تفاعل القارئ الحديث مع أسئلة العدالة والسلطة، وما إذا كان الإنسان المعاصر يواجه "محاكمته" اليومية دون أن يدري.

امتداداً للاهتمام المتجدّد بالرواية، وجدت رواية "المحاكمة" طريقها إلى خشبة المسرح، حيث أعاد المخرج الأميركي جيريمي سيغرز تقديم الرواية بصيغة مسرحية في مدينة بيتسبرغ الأميركية، أواخر يونيو/ حزيران الماضي. ركّز العرض على الأبعاد السوداوية للنص، في معالجة اعتمدت الإضاءة والفراغ المسرحي لتجسيد مفاهيم العزلة والشكّ والاغتراب التي ميّزت أسلوب فرانز كافكا.

أمّا على المستوى البحثي، فيُنظّم أرشيف الأدب الألماني في مدينة مارباخ الألمانية مشروعاً بعنوان "صدى كافكا"، كان قد انطلق في يونيو/ حزيران 2024، بالتزامن مع الذكرى المئوية لرحيل كافكا، ويتواصل حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل. ومن بين ما يُضيء عليه المشروع هو رواية "المحاكَمة" متتبّعاً أثرها في ثقافات متعددة، ويجمع مخطوطات أصلية وترجمات نادرة ومراجعات نقدية تعكس تحولات النظرة إلى أدب صاحب "المسخ" (1915)، عبر العقود.

تجدر الإشارة إلى أن "المحاكمة" لم تُنشر إلا بعد وفاة كافكا عام 1924، رغم وصيّته بحرقها. لكن صديقه ماكس برود لم ينفّذ تلك الوصية، لتصبح لاحقاً واحدة من أكثر الروايات تأثيراً في الأدب العالمي الحديث، كما تركت بصمتها في حقول أُخرى كالفلسفة والقانون والفنّ.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows