
في وقتٍ تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر، وتتواصل فصول الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج، تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة بنيامين نتنياهو، إلى توسيع رقعة العمليات العسكرية في القطاع، مدفوعة بحالة جمود تسيطر على مفاوضات صفقة الأسرى. ووفق ما نقله موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي، مساء الأحد، فإنّ نتنياهو بات مقتنعاً بأنّ حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" غير معنية بإبرام اتفاق، وهو ما يدفعه إلى المضي في خيار "تحرير الرهائن بالقوة العسكرية" على حساب أرواح مئات الآلاف من المدنيين. ويأتي هذا التصعيد رغم انتهاء عملية "عربات جدعون" ميدانياً، بسحب الفرقة 98 من غزة، بعد ثلاثة أشهر من القتال الدامي الذي فشل في تحقيق أهدافه المعلنة، وعلى رأسها إسقاط حكم "حماس" واستعادة الأسرى.
بالتزامن، أعلنت كتائب القسام، الجناح المسلّح لحركة "حماس"، استعدادها للتجاوب مع طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإدخال الأطعمة والأدوية لأسرى الاحتلال، شريطة فتح ممرات إنسانية دائمة لوصول المساعدات إلى عموم سكان القطاع، ووقف الطلعات الجوية خلال تسلّم الأسرى للطرد الغذائي. وبينما أكدت الكتائب أنّها لا تتعمد تجويع الأسرى، أوضحت أنهم يعيشون في ظروف الحصار ذاتها التي يعيشها السكان، من دون امتيازات. ويعكس هذا الموقف سعي الحركة إلى تنفيذ خطوات عملية في مواجهة سياسة التجويع الجماعي التي يتعرض لها القطاع منذ ما يزيد عن 22 شهراً، والتي تسعى من خلالها إسرائيل إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني وإخضاعه عبر سلاح الجوع.
على الأرض، تستمر المأساة اليومية، إذ لا تزال آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات عالقة عند المعابر، في وقتٍ لا يُسمح فيه سوى بدخول العشرات منها، كما حدث السبت بدخول 36 شاحنة فقط، بحسب ما أفاد به المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وقد تعرّضت غالبية هذه الشاحنات للنهب والسرقة بفعل الفوضى الأمنية المتعمّدة التي تغذيها إسرائيل ضمن هندستها المقصودة للمشهد الإغاثي. وبينما يقف أكثر من 2.4 مليون إنسان في غزة على حافة المجاعة، لا تزال أكثر من 22 ألف شاحنة مساعدات ممنوعة من العبور، في جريمة إبادة جماعية مستمرة على مرأى العالم، وتواطؤ دولي متزايد الصمت يوماً بعد يوم.
"العربي الجديد" يتابع تطوّرات حرب الإبادة على غزة أولاً بأول..

Related News




