
يواجه رئيس الاتحاد المغربي لألعاب القوى، عبد السلام أحيزون (69 عاماً)، ضغوطاً رهيبة من أجل إرغامه على ترك منصبه الذي عمّر فيه زهاء 19 عاماً، من دون أن تحقق الألعاب المغربية المنتظر منها، باستثناء تألق سفيان البقالي (28 عاماً) بين الفينة والأخرى في بطولات العالم والألعاب الأولمبية، ما جعل بعض المتابعين يطالبون باستقالته، وانتخاب رئيس جديد له دراية بخفايا ألعاب القوى التي تُعد ثاني أكثر رياضة شعبية بالمغرب. وارتفعت وتيرة المطالبة بإبعاد عبد السلام أحيزون خلال الأيام القليلة الماضية، وتحديداً منذ إزاحته من رئاسة مجلس الإدارة الجماعية لاتصالات المغرب، وهو المنصب الذي شغله مدة 27 عاماً.
غياب الخلف مشكلة أحيزون
ما يؤاخذ على رئيس الاتحاد المغربي لألعاب القوى، عبد السلام أحيزون (69 عاماً)، هو فشله في تكوين الخلف القادر على حمل مشعل هذه الرياضة التي أنجبت العديد من الأساطير؛ أمثال عبد السلام الراضي، وسعيد عويطة، ونوال المتوكل، وإبراهيم بوطيب، وهشام الكروج، وخالد السكاح، وجواد غريب، ونزهة بيدوان، وحسناء بنحسي وآخرين، إذ رغم إحداث معاهد ومراكز متخصصة في تكوين المواهب، فإن ذلك لم يكن كافياً ليجنب عبد السلام أحيزون الانتقادات القوية التي استهدفته طيلة مدة تقلده هذه المهمة، خاصة منذ المشاركة المخيبة للآمال في أولمبياد لندن 2012.
وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع أن الاتحاد المغربي لألعاب القوي سيعمل على إنجاب عدائين يسيرون على منوال أسلافهم، غير أنْ لا شيء حصل، إذ لم يصعد أحد منهم إلى منصات التتويجات في بطولات العالم أو الألعاب الأولمبية، باستثناء سفيان البقالي في سباق 3 آلاف متر موانع، وفاطمة الزهراء كردادي (31 عاماً) في الماراثون.
البقالي يحفظ ماء الوجه
ساهم تألق سفيان البقالي في بطولات العالم والألعاب الأولمبية في حفظ ماء وجه ألعاب القوى المغربية، بعد حصوله على ذهبية 3 آلاف متر في بطولة العالم في يوجين 2022، وهي الأولى من نوعها في عهد الرئيس الحالي عبد السلام أحيزون بعد 17 سنة من الغياب عن منصات التتويجات، إذ كان جواد غريب آخر من حقق المعدن النفيس في بطولة العالم في هلنسكي سنة 2005 في سباق الماراثون.
وعاد العداء سفيان البقالي ليحقق المجد لألعاب القوى المغربية إثر فوزه ببطولة العالم 2023 ببودابست في سباق 3 آلاف متر موانع، وتوجت أيضاً العداءة فاطمة الزهراء كردادي بالميدالية البرونزية في سباق الماراثون للسيدات.
وأنقذ العداء العالمي سفيان البقالي ألعاب القوى المغربية ورئيسها عبد السلام أحيزون من الخروج بخُفّي حنين من أولمبياد باريس 2024، بعد فوزه بالميدالية الذهبية في سباقه المفضل، في وقت أقصي فيه بقية زملائه العدائين من الأدوار الأولى، ما جعل متابعي هذه الرياضة يتشبثون بضرورة تنحي الرئيس الحالي من منصبه، وتعويضه بآخر يضع أم الألعاب في مسارها الصحيح.
أحيزون باق رغم الانتقادات
رغم اتهامه بالضلوع في تراجع ألعاب القوى المغربية إلى الهاوية منذ 2005، فإن عبد السلام أحيزون يبدي استعداداً للاستمرار في منصبه رئيساً للاتحاد المحلي لولاية سادسة توالياً، ليتجاوز الرقم القياسي لسلفه الراحل، الجيلالي العوفير، الذي ظل على رأس أم الألعاب من 1957 إلى 1971.
ونفى عضو الإدارة الفنية للاتحاد المغربي لألعاب القوى، عبد الله بوكراع، في تصريح حصري لـ"العربي الجديد"، الأخبار التي راجت حول اقتراب استقالة عبد السلام أحيزون من منصبه، ورأى أنها مجرد إشاعات الغرض منها استهداف رئيس الاتحاد مرة أخرى، والتشويش على عمله للارتقاء بهذه الرياضة أكثر. وأضاف بوكراع: "نستغرب ترويج مثل هذه المغالطات المغرضة، فعبد السلام أحيزون باق في منصبه، ويحضر الاجتماعات بشكل منتظم، من أجل تحضير المنتخب المغربي لبطولة العالم لألعاب القوى، المقررة إقامتها في سبتتمر/أيلول بطوكيو، وأيضاً الاستعداد للماراثون الدولي الذي تستضيفه العاصمة المغربية الرباط في إبريل/نيسان القادم".
